كشفت معلومات حديثة عممتها وسائل الإعلام عن إجراء مفاوضات بين شركة الأمن الأمريكية الخاصة "بانكروفت" وقياديين سياسيين عن جمهورية أفريقيا الوسطى، وذلك خلال نهاية العام المنصرم. وحسب ما أوردته مصادر المبادرة الأفريقية، فإن الهدف من المحادثات الجارية بهذا الشأن هو حماية مصالح التعدين في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث من الوارد نشر قاعدة لطائرات بدون طيار بالقرب من عاصمة البلاد. وفي الوقت الذي تقول فيه السلطات في البلاد إنها مستعدة علنا لاستضافة قاعدة عسكرية روسية، إلا أن المفاوضات الجارية لا تكتسي أي صبغة رسمية حتى الآن. أنشطة شركة الأمن الأمريكية الخاصة "بانكروفت" في أفريقيا نشرت المبادرة الأفريقية معلومات حول أنشطة شركة الأمن الأمريكية الخاصة "بانكروفت" في أفريقيا، حيث عمدت واشنطن عام 2022 إلى تنظيم منتدى يجمعها بأفريقيا، يرومُ مناقشة طرق الحد من نفوذ روسيا في القارة السمراء. ووفقا لذات المصدر، فيتواجد حاليا حوالي 2000 مدرب عسكري روسي في جمهورية أفريقيا الوسطى، بغرض تدريب القوات المسلحة وقوات الدرك التابعة للبلاد. وحسب ما نقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين سبق ودعى إلى إيجاد بدائل لتقليل "اعتماد" جمهورية أفريقيا على المدربين الروس، وذلك على خلفية لقاء جمعه برئيس البلاد أركانج تواديرا. في المقابل، أكدت إذاعة فرنسا الدولية في الأول من دجنبر الماضي أن شركة بانكروفت الأمريكية ستباشر العمل في جمهورية أفريقيا الوسطى بدعوة من حكومة البلاد. وأوضحت الإذاعة الفرنسية أن موظفو بانكروفت زاروا بالفعل العاصمة بانغي، حيث كانوا يبحثون بالقرب منها عن مكان مناسب "لنشر المعدات، ولا سيما الطائرات بدون طيار". لا وجود لاتفاقيات فعلية ! كشفت وزيرة خارجية أفريقيا الوسطى، سيلفي بايبو تيمون، لوكالة ريا "نوفوستي" بأن الإخطار من الولاياتالمتحدة بشأن إمكانية نشر أسلحة ومعدات اتصالات لاسلكية على أراضي جمهورية أفريقيا الوسطى من أجل "عمليات معينة" تم تسليمه إلى ممثلي الجمهورية، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي. وعلى الرغم من ذلك، نفت الوزيرة وجود اتفاقات فعلية بين واشنطن وجمهورية أفريقيا الوسطى بشأن هذه المسألة. ووفق ما أفاد به مستشار رئيسة جمهورية أفريقيا الوسطى، فيدل نغوانديكا للمبادرة الأفريقية، فإن حكومة بلاده قد أصدرت فعليا عشرات التصاريح لاستغلال الموارد السرية للشركات الأمريكية، إلى جانب 6 شركات صينية علاوة عن شركة روسية وحيدة. من جهة أخرى، طلب الأمريكيون من وزارة المناجم والجيولوجيا في وسط إفريقيا الحصول على إذن لحماية مواقع التعدين، بداعي الحفاظ على أعمالهم. "بانكروفت" الذراع الأمريكية في إفريقيا الوسطى تأسست "بي إم سي بانكروفت" في عام 1999 من قبل مايكل ستوك، الملياردير الوراثي، وهو مصرفي استثماري من الجيل الخامس وخريج برينستون. وكانت تسمى "بانكروفت" في الأصل "الشركة الدولية لإزالة الألغام الأرضية"، حيث كان من المفترض أن تتعامل مع إزالة الألغام وإزالة الذخائر غير المنفجرة في أفريقيا. يشير الموقع الرسمي للشركة إلى أن "بي إم سي بانكروفت" مسجلة في واشنطن العاصمة كمؤسسة خيرية، وأن راعيها الرئيسي هو وزارة الخارجية الأمريكية. وتتكون بانكروفت غلوبال من منظمتين: "بانكروفت للتنمية العالمية" و"بانكروفت للاستثمارات العالمية"، وتركز حاليا، معظم أنشطتها على إفريقيا، وخاصة في الصومال، حيث تقوم المنظمة بتدريب جنود من دول مختلفة على المتفجرات والخدمات الطبية. وحسب ذات الموقع، فإن بانكروفت العالمية للاستثمار تنشط في مجال بناء البنية التحتية ومحطات الطاقة الكهرومائية ومنشآت الطاقة الشمسية، وفي الاتصالات اللاسلكية، وكذلك في أسواق العقارات والخدمات المصرفية عبر الإنترنت وخدمات المساعدة. هذا، ويتواجد موظفو بانكروفت في أكثر من عشرين دولة: أفغانستان وأنغولا والبوسنة وبورما وبوروندي وكولومبيا وكرواتيا ومصر وغزة وإيران والعراق ولبنان وموريتانيا ومالي والنيجر وبيرو وباكستان والصومال وسريلانكا والسودان وسوريا وتشاد وتايلاند وأوغندا والصحراء الغربية واليمن. سمعة ممتدة في الصومال في الصومال، تقوم شركة بانكروفت العسكرية الخاصة بتدريب الجنود على عمليات مكافحة التمرد تحت راية الاتحاد الأفريقي، إذ دفعت حكومتا أوغندا وبوروندي ملايين الدولارات إلى الشركات العسكرية الخاصة الأمريكية لتدريب جنودها، والتي تم تعويضها بعد ذلك من قبل وزارة الخارجية. وتشير الاستطلاعات إلى أن شركة بانكروفت تقوم بأنشطة عسكرية، وتغطي نفسها بمهام إنسانية، وهو ما يسمح لها بإعطاء صورة لشركة مسؤولة اجتماعيا لا علاقة لها بالمرتزقة. وإلى جانب ذلك، تجري الشركة في الصومال تقييما أساسيا للمجندين، حيث يتم التحقق من حالتهم البدنية، فضلا عن خلفيتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وانتمائهم إلى العشائر. وبذلك، يقوم موظفو الشركة بجمع البيانات البيومترية للمجندين، والتي تتم معالجتها من خلال قنوات الحكومة الأمريكية. وبناء على ذلك، اشتهرت بانكروفت غلوبال بعملها في الصومال على مر السنوات الماضية، حيث تقوم بحوالي 75% من أعمالها وحققت حوالي 35 مليون دولار على مدار العامين الماضيين. مهام استخباراتية إن مهام "بانكروفت" في إفريقيا شبيهة بمهام القوات الخاصة أو أجهزة المخابرات التي تساعد من خلال قوات الأمن المحلية، الدولة الأجنبية المضيفة على محاربة المتمردين غير المرغوب فيهم أو على العكس من ذلك، المسلحين الذين يسعون للإطاحة بحكومة معادية. ولا توظف شركة بانكروفت المواطنين الأمريكيين في وحداتها الميدانية، إذ أن معظم أعضائها هم من دول أفريقية ولديهم خبرة قتالية جيدة، إضافة إلى جنود فرنسيين اسكاندنافيين وجنوب أفريقيين سابقين. وغالبا ما يتم استخدام هذه الشركة للاحتفاظ بالمواقع التي تستعيدها القوات الأمريكية وقوات الاحتياط من الحركات المتمردة. ووفقا لمصادر مختلفة، في عام 2023، بلغ عدد المجموعات القتالية التابعة لشركة بانكروفت العسكرية الخاصة في الصومال ما يصل إلى 3000 ألف أفريقي، تم تجنيدهم وتدريبهم وفقا لخصائصهم القبلية والعشائرية. ومن المرجح أن تستخدم الولاياتالمتحدة الخبرة، والترسانة الكاملة لأساليب عمل بانكروفت لتعزيز وجودها العسكري في جمهورية أفريقيا الوسطى بحكمة، حسب مصادر المبادرة الإفريقية. و يأتي هذا في الوقت الذي لم يتم بعد نشر المهمة الرسمية ل "الفيلق الأفريقي" التابع لوزارة الدفاع الروسية في جمهورية أفريقيا الوسطى، لكن ممثلي سلطات الجمهورية أعربوا بالفعل عن استعدادهم لاستضافة قاعدة عسكرية روسية.