وصلتني رسائل من زملاء يسألونني عن رأيي في اللقاء المرتقب بين النخبة الوطنية ونظيرتها الجنوب افريقيا .. وكنت برمجت الكتابة عن تلك المقابلة يم الاثنين بحول الله الا رسائل الزملاء دفعني تلى الخوض في الموضوع حالا. الصورة التي ظهر بها المنتخب الوطني في دوري المجموعات لم تقنع نهائيا بل ساد تخوف في الوسط الرياضي الوطني مخافة الخروج مبكرا من هذه الدورة بعد الظهور المبهر قبل سنة بقطر وبنفس التركيبة البشرية . صحيح ان مرتكزات اساسية يجب اخذها بعين الاعتبار ونحن نخوض كأس امم افريقيا ومن ضمنها : * اللعب بافريقيا له طقوس خاصة تختلف مع اللعب في المونديال اذ تتحرر من الضغوط وانت تواجه مدارس كروية عالمية وما يهم بالدرجة الاولى هو الاداء لاقناع المتتابعين مهما كانت النتيجة ، بينما في افريقيا وخصوصا في هذه الدورة فالجمهور الوطني اولا رفع من سقف الانتظار ولن يقنع على الاقل الا بالوصول الى المباراة النهائية وهذا يزيد ضغطا على المنتخب لاعبين ومؤطرين . *اللعب بافريقيا جنوب الصحراء يتسم بسيادة طقس حار ورطوبة مرتفعة تتطلب التكيف معها وحصوصا ان كان وقت المقابلة نهارا ،وهذا عامل مؤثر بحكم اننا نملك ترسانة بشرية تلعب في مناخ مخلتف تماما عن السائد هناك بالكوت ديڤوار . *عامل اخر لابد من استحضاره وهو ان المنتخبات التي ستواجة المنتخب تكون على اعلى استعداد وتتسلح بالحماس طمعا في تحقيق متيجة امام رابع المونديال الاخير . وبعد هذه العوامل وغيرها كثير اعود الى الطريقة التي يدبر بها الركراكي مجريات المقابلات اذ يعتمد الرجل منذ المونديال على اسلوب 4/ 1/ 4 /1 وتتحول احيانا الى 4/ 3/ 3 انسجاما مع الوظائف التي تخصص فيه كل لاعب ،وبناء على ذلك فالمنتخبات الافريقية تواجهنا بكثافة دفاعية واللعب بصفوف متقاربة مع نهج اسلوب المرتدات (لاحظنا ذلك في مقابلتي زمبيا والكونغو ،باستثناء منتخب تنزانيا الذي لعب بخطة مفتوحة وتمت معاقبته بثلاثية ). اضافة الى الاندفاع البدني للسيطرة على الكرة . هذه الخطط تستدعي من المدرب الذي فعلا يسير المقابلات بكل فعالية ، اعتماد خطط من قبيل 4/ 2 /3 /1 اي تعزير مركز الارتكاز بلاعب اخر (ريدشيرسون ) لمساعدة امرابط في تفكيك وتشطيب الوسط مع ضمان جدار واقي امام اكرد وسايس (هذه الخطة ممكن تاجبل اللعب بها الى الشوط الثاني )خصوصا اذا لعبنا بنفس هجومي في البداية وتمكنا من تسجيل اهداف اذ الخصم سيخرج للبحث عن التسجيل وهنا يمكن معاقبته برد قوي… مسالة اخرى لابد للناخب الوطني ان يكون حاسما فيها وخصوصا في هذا الدور الذي لايسمح بهامش للخطأ وهي ارغام الجناحين : بوفال والزلزولي على ترك اللعب الاستعراضي والاغراق في الفردانية ولابد من انخراطهما في اللعب الجماعي والعمل مد الهجوم بكرات عرضية مع التسديد متى سمح الوضع بذلك من خارج المنطقة . واذا رجعنا الى المنتخب الجنوب افريقي القوي الذي يلعب كرة هجومية تتسم بالسرعة في الاداء والاختراق من الجوانب مم يستدعي يقظة من الظهيرين الدي بجب ان يكونا مدعومين من الجناحين وكذا لاعبي الوسط الهجومي حين يكون التشكيل 4/ 1 /4 /1. فالمنتخب الجنوب افريقي للتذكير هو المنتخب الوحيد الذي الحق بنا هزيمة في مباراة رسمية في التصفيات المؤهلة للكان علما اننا انتصرنا في مباراة الاياب . مقابلة يوم الثلاثاء ستحسمها تفاصيل دقيقة تتطلب التسلح بالحيطة والحدر مع استعداد ذهني عال لانها هي المفتاح بنسبة كبيرة لمعانقة اللقب … (م ايت بن علي )