تتواصل الأزمة الإنسانية لعدد من المغاربة العالقين في قطاع غزة، الذين يأملون في تسهيل عملية ترحيلهم عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، مطالبين وزارة الخارجية بتدخل عاجل لإنقاذهم من الخطر المحدق بهم. وأفاد العالقون في القطاع، في تصريحات لوسائل الإعلام، بأنهم يعيشون وعائلاتهم رعبا حقيقيا بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل، والذي لا يستثني أي جزء من القطاع المحاصر، فيما يزداد حجم معاناتهم يوما بعد آخر، بسبب انقطاع إمدادات الغذاء والماء والغطاء والحاجيات الأساسية. وأكد هؤلاء أن حياتهم معرضة للخطر الشديد والمتزايد في ظل تكثيف الاحتلال غاراته على مدينة رفح، في ظل عدم تفاعل المسؤولين المغاربة مع المناشدات المتكررة بإجلائهم. ويطالب هؤلاء المغاربة وزارة الخارجية، وسفارتي المغرب بفلسطين ومصر، بالتعجيل في تسهيل عبور ما تبقى منهم، عبر حضور مندوب للسفارة في القاهرة بالمعبر، بهدف التنسيق مع السلطات المصرية لترحيلهم، على غرار ما فعلته دول أخرى. وحسب ما أوردته مصادر إعلامية، فإن معبر رفح يشهد توافد المزيد من العائلات المغربية العالقة في القطاع، والتي قطع أفرادها مسافات طويلة تحت القصف والمعارك، بيد أن هناك بعض العراقيل التي تواجه ترحيل هؤلاء. وتقتضي إجراءات إخراج جميع المواطنين من المعبر حضور مندوب عن سفارتهم لاستكمال الإجراءات الضرورية، إلا أن الحاملين للجنسية المغربية يعانون من عرقلة عملية نقلهم أكثر من مرة بسبب غياب القائمين على الإجراءات. ومنذ انطلاق الحرب وإلى حدود اليوم، تمكنت الخارجية المغربية من إخراج دفعة واحدة فقط من المغاربة، في حين تمت عرقلة العملية أكثر من مرة، وإعادة المغاربة من المعبر إلى القطاع في مواجهة القصف وخطر الموت. ووفقا لذات المصادر، فإن هؤلاء المواطنين لا يزالون عالقين في القطاع المحاصر دون أي حل، رغم المناشدات والنداءات التي يوجهونها للجهات الوصية، والتحركات التي تقودها هيئات عدة من أجل حث السلطات المغربية على التحرك السريع لإجلائهم. وإلى جانب هؤلاء، تتعالى أصوات الهيئات الحقوقية المنتقدة ل"بطء" السلطات المغربية في حماية وإجلاء العالقين، والمطالبة بالتدخل العاجل لعبورهم الآمن نحو مصر. في هذا الصدد، عبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن غضبها الشديد من ترك المغاربة العالقين في غزة، والمقدر عددهم بحوالي 2000 شخص، يبيتون في العراء أمام معبر رفح الحدودي. وانتقدت الجمعية ما أسمته "عدم تفاعل وزارة الخارجية والسفارتين المغربيتين في كل من القاهرة ورام الله مع استغاثة العالقين، ولا مع مراسلتها في الموضوع". ومن جهتها، دعت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان إلى إنقاذ مغاربة غزة قبل فوات الأوان، مشيرة إلى أن "جميع الأبواب سدت في وجوههم، بعدما تم هدم بيوت العديد منهم، و محاصرتهم بمعبر رفح، فضلا عن رفض السلطات المصرية الترخيص لهم بالعبور". وطالبت الرابطة الحقوقية "الدولة المغربية بالعمل على إجلاء الجالية المغربية من غزة، صونا لحقها في الحياة وتنفيذا للمقتضيات الدستورية التي تؤكد على ضرورة حماية الدولة المغربية لمواطنيها تحت أي ظرف كان".