كشف رئيس مجلس جهة سوس ماسة كريم أشنكلي حجم الخسائر البشرية والمادية للزلزال الذي ضرب تارودانت. و أوضح أشنكلي في كلمته الافتتاحية للدورة الإستثنائية التي تنعقد في الأثناء بتارودانت ، بأن زلزال 8 شتنبر 2023 خلف خسائر بشرية ومادية جسيمة بالحوزوتارودانت، حيث خلفت بتارودانت ، 35 جماعة متضررة، و 522 دوار متضرر، و 5497 أسرة متضررة والتي يضم عدد أفرادها أزيد من 24805، وتسجيل أزيد من 900 حالة وفاة، بالإضافة إلى خسائر في الأرواح بجماعة تيقي وخسائر مادية بنفس الجماعة، وبعض الدواوير المتفرقة بعمالة أگادير إدوتنان. وبالمناسبة الأليمة، ترحم على أرواح شهداء هذه الفاجعة، وأن ينعم على جميع المصابين بالشفاء العاجل. وذكر أشنكلي بأن جهة سوس ماسة انخرطت منذ الوهلة الأولى في عملية دعم جهود الإغاثة، من خلال انتقاله بشكل فوري إلى إقليمتارودانت، للإطلاع على الأوضاع، والوقوف على حجم الخسائر والحاجيات، وتيسير وصول المساعدات المقدمة للمتضررين، والتي خصصت لها الجهة غلاف ماليا إستعجاليا يقدر ب 25 مليون درهم، ضم مساعدات آنية للجماعات المتضررة بإقليمتارودانت وأگادير إدوتنان، مضيفًا بأنه سيتم تخصيص ميزانيات إستعجالية إضافية، في أفق عقد دورة أكتوبر للمصادقة على ميزانية 2024، والتي ستضع إقليمتارودانت والمناطق المتضررة ضمن أولوية الأولويات. وقال رئيس مجلس جهة سوس ماسة :" إنه من واجبنا اليوم، أن نعقد هذه الدورة الاستثنائية، تماشيا مع المبادرة الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وتنفيذا لتعليماته السامية في هذا الباب، و الرامية إلى العمل على التدخل لدعم ومؤازرة المتضررين من الزلزال، وذلك بتبني خطوات استعجالية للاستجابة لحاجياتهم الآنية. وإذا كانت هذه الفاجعة الأليمة، التي كغيرها من الكوارث الطبيعية، قد كلفتنا خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، فإنها في المقابل لن تزيدنا إلا صلابة وصمودا وإصرارا وعزيمة على استغلال جوانبها الإيجابية، من خلال استثمار ما يتسلح به عموم المواطنات والمواطنين في جميع ربوع المملكة من تماسك وتآزر وتكافل في التعامل مع مثل هذا الحادث الأليم، وكلنا عزم على التشبث بالقيم الروحية والوطنية لبلادنا والتمسك بالهوية المغربية والثوابت والمقدسات.
أضاف أشنكلي قائلا :" ولعل صور التضامن والتآزر من كافة أطياف الشعب المغربي في مواجهة هذه الفاجعة، لخير دليل على هذا التلاحم المتين، مما يثلج الصدر ويخفف من الألم الذي لا زلنا نتجرعه من جراء هذا الحادث الأليم. وفي هذا السياق، استحضر مضامين خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش المجيد، والذي أكد فيها جلالته على أهمية الجدية، كقيمة نموذجية تؤسس لقواعد العمل والصرامة والاحترام، ودورها في تحقيق أكبر الإنجازات وتجاوز أعتى الصعاب والإكراهات. و قال رئيس مجلس جهة سوس ماسة :" إن اجتماع مجلسنا اليوم، سوى محاولة جادة لتفعيل هذه الإرادة الملكية وفرصة حقيقية لبلورة وصياغة خطوات عملية، تقوم على إنجاز تصور للإجراءات التي تكتسي طابع الاستعجال في انتظار تنزيل الخطة الوطنية التي أعدتها الحكومة، بتعليمات من جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، لإعادة إعمار المناطق المنكوبة. وفي هذا الصدد، ثمن عاليا مضامين بلاغ الديوان الملكي وتعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لإعادة الإيواء في احترام للشروط الضرورية المتعلقة بالإنصاف والإنصات الدائم لحاجيات الساكنة المعنية، وتقديم المساعدة المالية لإعادة الإعمار، وكذا تقديم الدعم التقني اللازم، بالإضافة إلى التكفل الفوري بالأطفال اليتامى ضحايا الزلزال. أشنكلي قال أيضا :"مما لا شك فيه أنكم تعرفون جيدا، أن المناطق الأكثر تضررا من هذه الفاجعة الطبيعية هي تلك المتاخمة لإقليمالحوز، مما يفرض علينا التسلح بالحكمة والتبصر والجدية بعيدا عن أية مقاربات أو قراءات من شأنها أن تعرقل مسيرة جهودنا، لإيجاد حلول عملية وواقعية لتسريع وتيرة توفير هذه الحاجيات، لاسيما تلك التي تتسم بالآنية وتكتسي طابع الاستعجال. إن واقع الحال يفرض على الجميع تحمل المسؤولية كل حسب دوره، والقيام بما يلزم من أجل كسب هذا الرهان، الذي لن يتحقق في تقديري إلا بإرساء حكامة ترابية جيدة توحد الجهود وتضمن الالتقائية والانسجام. وفي هذا السياق، أكد دعمه اللامشروط لتجسيد المبادرة الملكية على أرض الواقع، وخاصة فيما يتعلق بإحداث الحساب الخاص المرصود لأمور خصوصية الحامل لاسم "الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية". وبهذه المناسبة دعا أشنكلي كل منتخبي الجهة للمساهمة الشخصية في هذا الصندوق، وإتخاذ المبادرات التي ترونها مناسبة تجسيدا لروح التضامن والوطنية الصادقة. كما اغتنم الفرصة ليشد بحرارة، على يد كافة السلطات العمومية، وعلى رأسهم السيد والي جهة سوس ماسة، وعامل إقليمتارودانت، والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، والقوات المساعدة والوقاية المدنية، ومنتخبي الجماعات الترابية وكافة الأطر العاملة بقطاع الصحة ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، وباقي الفاعلين الترابين والإقتصاديين وفعاليات المجتمع المدني، على المجهودات الجبارة التي يقومون بها من أجل التخفيف من وطأة هذه الكارثة الطبيعية، وتتبعهم اليومي والمستمر لمختلف الأوضاع، وعمليات الإنقاذ والإغاثة وتقديم الدعم للناجين. كما نوه بالمجهودات التي تقوم بها وسائل الإعلام الجادة، والنقابة الجهوية للصحافة بسوس ماسة، من أجل الوقوف على حجم المجهودات المبذولة من طرف السلطات العمومية وكل القوى الحية، والوقوف في وجه كل الأخبار الزائفة والإستعمال الغير السليم لصور الضحايا خاصة القاصرين، والسعي لضمان احترام الكرامة الإنسانية.