نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تقريرا تضمن أهم التوقعات والأحداث المرتقبة في القارة الأفريقية خلال عام 2023، الذي لا يفصلنا عنه سوى يومان. وسلط التقرير الضوء على جملة من الأزمات التي قد تعصف ببعض بلدان القارة السمراء، في عام 2023، ومن بينها الإفلاس والجفاف وتفاقم بؤر التوتر. تونس على شفا الإفلاس كشف التقرير الذي أعدته الصحفية "نسموت غباداموسي" المتخصصة في الشؤون الإفريقية، أن "الوضع السياسي المتأزم في تونس قد يدفعها إلى الإفلاس، وهو الأمر الذي سيزيد من معدلات هجرة التونسيين إلى أوروبا". وأشار ذات التقرير إلى أن الوضع الاقتصادي في تونس "التي تحول نظام الحكم فيها إلى الديكتاتورية، في ظل حكم الرئيس قيس سعيد" مرشح للتفاقم في 2023، مشيرة إلى أن صندوق النقد الدولي يستعد لمنح قروض لتونس لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وفي سياق متصل، توقع التقرير أن يدفع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والضغوط الاقتصادية العديدة الأخرى الناجمة عن التضخم، التونسيين للخروج إلى الشارع في 2023 للاحتجاج على حكم قيس سعيد. الصومال وأزمة الجفاف كشفت فورين بوليسي أن الصومال يتصدر الآن قائمة الطوارئ لعام 2023 الصادرة عن لجنة الإنقاذ الدولية، مشيرة إلى أن أكثر من 40% من الصوماليين يحتاجون حاليا -أو سيحتاجون قريبا- لمساعدات غذائية عاجلة. وأشارت الصحيفة إلى أن الجفاف الذي يضرب البلاد منذ 2020 آخذ في التفاقم"، مؤكدة تضرر حوالي 7.8 مليون صومالي من نقص الغذاء، وفقا لما كشفت عنه إحصاءات رسمية. وأضافت الصحيفة أنه من المتوقع أن يؤدي غياب موسم الأمطار للمرة الخامسة على التوالي في هذا البلد إلى معاناة نصف سكان الصومال جراء الجوع الشديد بحلول منتصف 2023. بؤر التوتر والحروب الأهلية توقعت فورين بوليسي أن تتحول الانتخابات الرئاسية في دول أفريقية من بينها جمهورية الكونغو الديمقراطية وليبيريا وزيمبابوي إلى بؤر سياسية ساخنة في 2023. وفي سياق آخر، تطرق التقرير إلى عملية السلام الصعبة في إثيوبيا، مشيرا إلى أن القتال قد توقف بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيغراي في نونبر الماضي، ولكن لا تزال هناك عقبات أمام إقرار نهاية الحرب الأهلية التي تعصف بإثيوبيا منذ عامين. ومن جهة أخرى، توقف التقرير الأمريكي عند الوضع السياسي المتأزم الذي تعيشه نيجيريا قبل الانتخابات الرئاسية، فضلا عن الانكماش الاقتصادي، وانعدام الأمن في البلاد. وقالت المجلة إن الرئيس الجديد الذي سيتم انتخابه تنتظره قائمة طويلة من الأزمات التي يجب عليه حلها، ومن ضمنها ارتفاع معدلات البطالة، وعنف الجماعات المسلحة والفساد وغياب المساءلة في المؤسسات الحكومية. وتوقع التقرير أن تكون نيجيريا عرضة لمزيد من المصاعب في 2023، بسبب العلاقات المتوترة بين الصين وروسيا والغرب، إذ تعتمد نيجيريا بشكل كبير على القروض الصينية والأسلحة الروسية، لكنها تتعرض لضغوط شديدة من قبل الغرب، ما يجعلها بين نيران متعددة على جبهات مختلفة.