نشرت مجلة "فورين بوليسي" (Foreign Policy) الأميركية تقريرا تضمن أهم التوقعات والأحداث المرتقبة في القارة الأفريقية في العام المقبل. وسلّط التقرير الضوء على جملة من الأزمات التي تعصف ببعض بلدان القارة السمراء، والتي قد يتفاقم بعضها في عام 2023، وقد تتسنى حلحلة بعضها الآخر. وأشار التقرير الذي أعدّته مراسلة المجلة نُسموت غباداموسي -التي تعدّ إيجازًا أسبوعيًا عن الأوضاع في أفريقيا- إلى الوضع السياسي المتأزم في تونس "التي تحوّل نظام الحكم فيها إلى الديكتاتورية، في ظل حكم الرئيس قيس سعيّد". وقالت المجلة إن تونس على وشك الإفلاس، وهو ما يدفع بالعديد من الناس للهجرة إلى أوروبا. كما أشار التقرير إلى أن الوضع الاقتصادي مرشّح للتفاقم في 2023، وقد أرجأ صندوق النقد الدولي اجتماعا لمجلس إدارته للنظر في منح قروض لتونس، كان من المقرر عقده في 19 ديسمبر الجاري؛ لأن ميزانية البلاد والإصلاحات الاقتصادية لعام 2023 لم تجهز بعد. وتوقّعت المجلة أن يدفع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والضغوط الاقتصادية العديدة الأخرى الناجمة عن التضخم، التونسيين للخروج إلى الشارع في 2023 للاحتجاج على حكم قيس سعيّد. نيجيريا على شفا الهاوية وأبرز التقرير أن نيجيريا تقف على شفا هاوية؛ بسبب الوضع السياسي المتأزم قبل الانتخابات الرئاسية، والانكماش الاقتصادي، وانعدام الأمن في البلاد. وقالت مراسلة المجلة إن سقف توقعات الناخبين الشباب في نيجيريا، الذين يمثّلون نسبة 84% من الناخبين المسجلين في القوائم الانتخابية الجديدة، عالٍ جدًا بشأن التغيير الذي ستأتي به الانتخابات المقررة في فبراير من العام المقبل. لكن الرئيس الجديد الذي سيصل إلى سدة الحكم، تنتظره قائمة طويلة من الأزمات التي يجب عليه التعامل معها، من ضمنها: ارتفاع معدلات البطالة، وعنف الجماعات المسلحة والفساد وغياب شبه كامل للمساءلة في المؤسسات الحكومية. وحسب المجلة الأميركية هناك قلق متنامي لدى المراقبين من أن الجماعات المسلحة ستقدم على عرقلة الانتخابات في أجزاء من نيجيريا العام المقبل. وتوقّع التقرير أن تكون نيجيريا عرضة لمزيد من المصاعب في 2023، بسبب العلاقات المتوترة بين الصين وروسيا والغرب، إذ تعتمد نيجيريا بشكل كبير على القروض الصينية والأسلحة الروسية، لكنها تتعرض لضغوط شديدة من قِبل الغرب. تفاقم آثار الجفاف في الصومال وقالت فورين بوليسي إن الصومال يتصدّر الآن قائمة الطوارئ لعام 2023 الصادرة عن لجنة الإنقاذ الدولية، وإن أكثر من 40% من الصوماليين يحتاجون حاليًا -أو سيحتاجون قريبًا- لمساعدات غذائية، إثر الجفاف الذي يضرب البلاد منذ 2020. ورغم ذلك، فإن الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع حول العالم لم تصنّف بعدُ الوضع المأساوي في الصومال بأنه مجاعة. وأشارت إلى أن منطقة القرن الأفريقي تشهد أسوأ موجة جفاف عرفتها منذ 40 عامًا، حيث تضرر حوالي 7.8 مليون صومالي من نقص الغذاء. وقالت إنه من المتوقع أن يؤدي غياب موسم الأمطار للمرة الخامسة على التوالي إلى معاناة 8.3 مليون شخص، أي نصف سكان الصومال، جراء الجوع الشديد بحلول منتصف 2023. بؤر ساخنة كما توقّعت فورين بوليسي أن تتحول الانتخابات الرئاسية في دول أفريقية من بينها جمهورية الكونغو الديمقراطية وليبيريا وزيمبابوي إلى بؤر سياسية ساخنة في 2023. وتطرق التقرير إلى عملية السلام الصعبة في إثيوبيا، مشيرًا إلى أن القتال قد توقف بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّعته الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيغراي في نوفمبر الماضي، ولكن لا تزال هناك عقبات أمام تحقيق نهاية دائمة للحرب الأهلية التي تعصف بإثيوبيا منذ عامين. وخلُص تقرير فورين بوليسي إلى أن هناك بوادر إيجابية للمصالحة مع بدء الحكومة المركزية في معالجة الأزمة الإنسانية في تيغراي، وأن أولويات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال 2023 ينبغي لها أن تركّز على فتح حوار حول المطالب الإقليمية وإدارة المنطقة.