شهد فضاء منظمة التضامن الجامعي بأكادير يوم السبت 27 أبريل 2013 ندوة علمية حول موضوع ” دور علماء سوس في خدمة اللغة العربية ” ،نظمتها جمعية أساتذة اللغة العربية ، بتنسيق مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير وقد كان مقررا أن يشارك في هذة الندوة ثلة من الأساتذة والعلماء الأجلاء : الدكاترة محمد صابر، قيدوم كلية الآداب والعلوم الإنسانة بأكادير ، صالح أزوكاي ومحمد الحاتمي وعبد المجيد الزهير أساتذة بالكلية ذاتها ،والعلامة اليزيد الراضي رئيس المجلس العلمي لتارودانت وأستاذ بالكلية نفسها ، عير أن الثلاثة الأوائل اعتذروا عن عدم تمكنهم من الحضور . التأمت هذه الندوة في جلسة واحدة تراء سها الدكتور سالم الغزالي مفتش اللغة العربية والرئيس الشرفي للجمعية المنظمة الذي أشار في معرض كلمة ألقاها بالمناسبة إلى أهمية الموضوع محور الندوة ، وذكر خلالها بالدور العلمي والتاريخي الكبير لهذه الندوة التي جمعت ثلة من العلماء والباحثين للدرس والاحتفال ، واعتبرها الأستاذ مناسبة للتفكير في المستقبل ، لا ينبغي الوقوف فيها على استحضار دور الأسلاف والأجداد فحسب ، بل لابد من تعبئة الأجيال اللاحقة للنهوض بنفس الدور الذي اضطلع به هؤلاء الأوائل . وجاءت كلمة الأستاذ البشير العلوي باسم الجمعية لتبين موقع هذه الندوة في إطار الأهداف العلمية والتربوية للجمعية ،لا سيما وأن ثراء التراث العلمي لجهة سوس التي تنتمي الجمعية لترابها ، يجعلها مؤهلة لمعالجة هذه القضية الوطنية التي تفرض نفسها على جميع الباحثين. ، وأشار المتدخل إلى أن الهدف المركزي من هذه الندوة هو المساهمة في تناول هذة القضية تناولا علميا موضوعيا رصينا يتسم بعمق الرؤية ، وسعة الأفق، ويجنبنا مظاهر التشنج والتعصب ،ويخرج بإجابات تحقق مصلحة المغرب في أمنه واستقراره وتعدده الثقافي الغني والموحد . تلت كلمة الجمعية مداخلة الدكتور العلامة اليزيد الراضي ” جهود سوس العالمة في خدمة اللغة العربية “، استهلها بالحديث عن عناية الأمازيغ باللغة العربية، وشغفهم بحبها، وغيرتهم عليها ،وبذل الوسع في تعلمها والتنويه بها ، وأكد في معرض حديثه أنه لم يسبق لهؤلاء العلماء أن دخلوا في صراع مع هذه اللغة ،ولا توجسوا منها ،ولا اعتبروها مزاحمة لهم ، وعرج بعد ذلك على إسهامات علماء سوس في خدمة اللغة العربية ،هذه الإسهامات كانت لها مظاهر عدة ، اختزلها الأستاذ في مظهرين أساسيين : مظهر الدراسة والتدريس ، ومظهر التأليف ، فبل أن يفصل في أسباب نبوغ علماء سوس وتعمقهم في الدراسات اللغوية العربية . أما الدكتور عبد المجيد الزهير فقد قدم لمداخلته التي عنونها ب “سمات القرابة بين اللغتين العربية والأمازيغية بالحديث عن اختلاف الباحثين في النقاش الدائر في الساحة الثقافية واللغوية الوطنية حول العلاقة بين اللغتين بين فريق يرى أن اللغة العربية أصل للغة الأمازيغية ، وآخر يرى أن الأمازيغية لغة مستقلة قائمة بذاتها ، ولا صلة لها بالعربية ، وفريق ثالث يعتمد المقاربة المقارنة بين اللغات مقرا بأن ثمة سمات مشتركة بين عائلة اللغات الحامية السامية ،لا يمكن تعرفها إلا بالرجوع إلى الأصل الواحد . ثم وقف خلالها بعد ذلك على الصفات والخصائص المشتركة بين اللغتين ،ولخصها في مستويين : المستوى الصوتي والمستوى الصرفي ،مستعرضا الشواهد والنماذج التي يراها دليلا وثوقيا على هذه الصلة في كل مستوى من المستويين . وقد أعقب المداخلتين مناقشات علمية رصينة هادفة ،تنم عن تنامي الاهتمام بالإرث الثقافي العربي و الأمازيغي في سوس والرغبة في خدمته بشكل يضمن للمغرب وحدته وأمنه الروحي واستقراره الاجتماعي . واختتمت الندوة بتلاوة الأستاذ كمال أرفاك مقرر الجلسة لخلاصاتها والتوصيات الصادرة عنها ، ومن أهمها : 1 توطيد العلاقات بين الجمعية والجامعة في مجال البحت العلمي والبداغوجي، والتخطيط لتنظيم أنشطة وندوات، و ورشات عمل مشتركة في هذين المجالين . 2 التفكير في تأسيس إطار أو هيئة للاهتمام بالتراث السوسي يعهد إليها بنشر هذا التراث والتعريف به على شبكة الأنترنيت . ثم دعي الحاضرون في نهاية الندوة إلى حفل شاي أقيم على شرف الأساتذة المحاضرين والفعاليات المدعوة .