سوس ماسة : استغاثة السكان وسط هجوم جحافل الجمال على ثروات الأركان. استغاث سكان جبال اشتوكة ايت باها ضواحي أكادير جراء هجوم جحافل جمال الرعاة الرحل على ثروات الأركان بالمنطقة. وأظهر مقطع فيديو توصلت به أكادير 24 اكتساح أفواج من الجمال غابة تنتشر بها أشجار الأركان، وإتيانها على الأخضر واليابس أمام أنظار ساكنة المنطقة. وتزامن وجود هذه الجمال بعين المكان، حسب ما أوردته الساكنة المحلية، مع فترة إثمار شجر الأركان، وهو ما يعني إلحاق خسائر فادحة بساكنة المنطقة التي يشكل هذا الذهب السائل مورد رزق لها. وتبعا لذلك، نددت الساكنة المحلية بالتدمير الذي تتعرض له شجرة الأركان بالمنطقة، مشيرة إلى أن جحافل الجمال تصول وتجول في مجال أركان دون حسيب ولا رقيب، ودون أي اعتبار للقوانين، ودون مراعاة للملكية الخاصة للأشخاص. وأكد عدد من المتضررين أن حياتهم بجبال اشتوكة تحولت إلى جحيم لا يطاق، مشيرين إلى أنهم لم يعودوا مؤمنين لا في مساكنهم ولا في أملاكهم وأراضيهم التي باتت مستباحة من طرف الرعاة الرحل. وأمام هذا الوضع، دقت الساكنة المحلية ناقوس الخطر، داعية السلطات المعنية بجهة سوس ماسة وبإقليم اشتوكة أيت باها إلى التدخل العاجل من أجل تطبيق القانون، وتحمل مسؤوليتها في الحفاظ على الثروة الغابوية لشجر الأركان. يذكر أن عاملا إقليمالصويرة وتارودانت كانا قد أصدرا قرارا لتحديد فترة أكدال التي تقضي بمنع جني ثمار أركان خلالها، وكذا الرعي بجميع أنواعه، وذلك من أجل حماية هذه الشجرة الموروثة والفريدة التي اختارت من تراب المغرب أحضانا لها، دون سواه من بلدان العالم. وتطالب ساكنة جبال اشتوكة من عامل الإقليم إصدار قرار مماثل أو اتخاذ أي إجراء آخر مناسب لحماية الذهب السائل بالمنطقة، وضمان حقوق الساكنة وصيانة ممتلكاتها وأراضيها. يذكر أن هذه الأحداث التي شهدتها جبال اشتوكة تأتي أياما بعد تخليد الذكرى الثانية لليوم العالمي لشجرة الأركان الذي أقر سنة 2021 من طرف جمعية الأممالمتحدة، بمبادرة مغربية، وذلك تتويجاً لجهود المملكة في تثمين هذه الشجرة، باعتبارها تراثاً ثقافياً لا مادياً للإنسانية ومصدراً للتنمية المستدامة.