منذ بداية رمضان تدفقت من جديد على أرض سوس جحافل الجمال والمواشي بحثا عن الكلأ والرعي الجائر بين حقول وسهول وجبال سوس، الأمر الذي نتجت عنه صراعات ضارية انتهت يوما قبيل عيد الفطر بإطلاق الرصاص على جمل ونحره من الوريد إلى الوريد. مجهولون أمطروه بوابل من خراطيش الصيد إلى أن سقط أرضا ليتفرغوا إلى نحره فتركوه مضرجا في دمائه بمنطقة " أكادير إزْدارْ " التابع للنفوذ الترابي لجماعة بونعمان إقليمتيزنيت، ثم لاذوا بالفرار بواسطة سيارة بقيت اثر عجلاتها مرسومة بعين المكان، الجمل في ملكية برلماني من الذين يملكون الجمال وقطعان الماعز في شكل مقاولات متنقلة بين الجنوب والشمال بحثا عن الكلأ. هذه الواقعة سبقتها مجموعة من الاحتكاكات والصراعات خلال هذا الشهر الفضيل الذي مر في أجواء يطبعها الحجر الصحي المقرون بحالة الطوارى ومنع التنقل بين المدن. الصراع كان شرسا ببونعمان بتيزنيت وأنتهى بإطلاق الرصاص على الجمل، فالساكنة تتهم مند سنوات الرحل بالرعي وسط الحقول، فعمدوا إلى إتلاف المغروسات خلال أيام خضع خلالها الأهالي للحجر الصحي. كما تتهم الرعاة باستعمال مخازن الماء " المطافي" لري ظمئ المواشي والجمال، ولاستعمالاتهم الخاصة، رغم حالة الجفاف التي يوجد عليها الأهالي، ورغم انعدام الموارد المائية كما يذكرون في شكاياتهم الموجهة إلى السلطات بالأقاليم كما بالجهة. فبتافراوت وجه اتحاد الجمعيات التنموية لتاسريرت رسالة إلى والي جهة سوس ماسة، يدق من خلالها "ناقوس الخطر حول ظاهرة الرعي الجائر، وترامي الرحل على أراضي وممتلكات ساكنة الدواوير بالمنطقة". وكشف المحتجون بأن"مجموعة من الرحل مع أعداد ماشيتهم الكبير حطوا الرحال في منطقة تاسريرت، وقاموا بالتهجم على أراضي الخواص من سكان دواوير كل من تغاوت وآستير وتزركين وأيت سعيد وثلات تسما وتنركيت حيث ألحقوا بها ضررا كبيرا" وبمنطقة تنالت بإقليم اشتوكة آيت باها اطلقت الساكنة نداء استغاثة للسلطات والجمعيات الحقوقية من أجل "تخليص ممتلكاتها من الرعي الجائر الذي فرضتها عليها قطعان الإبل ومواشي رحل أصبحوا ذات ليلية رمضانية بعين المكان، وطالبت الساكنة في هذا الاطار ب"تفعيل الفصل 145من الدستور، الذي يفرض على الولاة والعمال تطبيق القانون وتنفيذ مقررات السلطات الحكومية". كما شتكى سكان منطقة"الدوضاض"بجماعة إداو كنيضيف بإقليم اشتوكة آيت باها، من "من زحف قطعان الرعاة الرحل على أراضيهم"، المجموعة البرلمانية لحزب التجمع الوطني للأحرار بدورها تدارست الوضع في لقاء رمضاني عن بعد، وراسلت الحكومة للنظر في هذه الوضعية التي فرضها الرعي الجائر على منطقة سوس في زمن جائحة كورونا وأعطت المجموعة البرلمانية حزمة من المقترحات من بينها تدعيم الرحل بالأعلاف مع إلزامهم بالبقاء في أماكن تواجدهم" كما وجه رئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة طلبا إلى والي جهة سوس ماسة، من أجل "التدخل العاجل للحد من اعتداءات الرعاة الرحل" وأوضح رئيس الغرفة أن الرعاة الرحل "لا يلتزمون بالانتجاع في المناطق البعيدة، بل تنتهك حرمات الساكنة وممتلكاتهم من خلال الرعي وسط المناطق الزراعية".