يبدو أن المغرب سيصدم الجزائر بخصوص خط أنابيب الغاز حيث يقترب من إعادة تشغيل خط أنابيب الغاز المغاربي الأوربي maghreb-europe بشكل عكسي لإمداد محطتي توليد الكهرباء في تهدارت (قرب طنجة) وعين بني مطهر (شرق المملكة) بحاجياتهما من الغاز الطبيعي. وبحسب عدد من وسائل الإعلام الإسبانية، فإن مدريد استجابت لطلب المغرب باستخدام بنيتها التحتية لتفريغ مشتريات المغرب من الغاز المسال من الأسواق الدولية ثم إعادته إلى حالته الغازية ودفعه عبر خط الأنابيب باتجاه المملكة، وصولا إلى محطتي الكهرباء المذكورتين لإعادة تشغيلهما. ونقلت صحيفة "لاراثون" عن المصادر ذاتها، أن إسبانيا استجابت لطلب المغرب بدعم أمنه الطاقي، "كما ينبغي أن تفعل مع أي شريك أو جار آخر"، مشيرة إلى فشل الضغوطات الجزائرية التي مورست على حكومة مدريد لثنيها عن هذه الخطوة. وأوضحت المصادر نفسها بأن المغرب سيكون قادرا على شراء الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية وتفريغه في المصانع الإسبانية لإعادة تحويله من سائل إلى غاز، ثم استخدام خط maghreb-europe لنقله إلى المملكة. هذه العملية ستتطلب تعديلا تقنيا بسيطا على أنابيب الغاز وفقا للصحيفة. يذكر أن محطتي الطاقة المذكورتين، بإمكانهما إنتاج نحو 10 في المائة من حاجيات المغرب من الكهرباء. وفشلت الضغوط الجزائرية على مدريد في ثنيها عن التعاون مع المغرب في توريد الغاز الطبيعي، حيث تبدو إسبانيا مستفيدة على عدة أصعدة من إعادة تشغيل الخط المغاربي الأوربي للغاز، لاسيما وأن شركة Endesa الإسبانية هي التي تدير محطة تهدارت بطنجة، وتمتلك حصة هامة فيها، كما تأمل مدريد في أن تفضي الخطوة إلى إنهاء الأزمة الدبلوماسية بين البلدين التي اندلعت عقب استقبال زعيم جبهة البوليساريو بأوراق ثبوتية مزورة، آملة في عودة السفيرة المغربية إلى مدريد، فضلا عن ملفات أخرى تريد إسبانيا تحقيق تقدم فيها، لاسيما مكافحة الهجرة غير الشرعية. للاشلرة، فقد سبق للجزائر ان رفضت العام الماضي تجديد عقد استخدام خط الأنابيب المذكور، الذي كان ينقل الغاز الطبيعي منها إلى أوربا مرورا بالمغرب، فيما استمرت تدفقات الغاز منها إلى إسبانيا عبر خط الأنابيب البحرية المباشر "ميدغاز Medgaz ".