قالت مصادر إسبانية، الأربعاء، إن الأنبوب الغاز الطبيعي المار من المغرب إلى إسبانيا سيعود للخدمة قريبا، لكن دون غاز جزائري، معتبرة أن التعاون في مجال الطاقة بين الرباط ومدريد، أصبح أكثر وضوحا، حيث من المنتظر أن يبرم قريبا البلدان اتفاقية للسماح للمملكة المغربية بإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز في إسبانيا. وأوردت صحيفة "لاراثون" الإسبانية، أن كل من المسؤولين المغاربة ونظرائهم الإسبان، توصلوا إلى اتفاق لإعادة استخدام خط أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي وجلب الغاز إلى أراضي المملكة المغربية، مشيرة بأنه لم يتبق إلا تفاصيل صغيرة تفصل الرباط ومدريد عن إبرام اتفاق لنقل الغاز، الذي اشتراه المغرب في السوق الدولية، والعالق في الميناء منذ 31 أكتوبر، عبر خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي.
وأضافت الصيحفة الإسبانية، أن المغرب سيتمكن من استخدام خط أنابيب الغاز المغاربي في الاتجاه المعاكس ، حيث ستبدأ محطتا إنتاج الكهرباء بالعمل.
ونقلت "لاراثون"، عن مصادر إسبانية، أن "المغرب طلب الدعم لضمان أمن طاقته على أساس العلاقات التجارية واستجابت إسبانيا بشكل إيجابي لطلبها كما ينبغي أن تفعل مع أي شريك أو جار آخر".
وأضافت المصادر ذاتها، أنه "بشفافية تامة ، سيكون المغرب قادرًا على الحصول على الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية وتفريغه في مصنع إعادة تحويل الغاز إلى غاز في إسبانيا واستخدام خط أنابيب الغاز المغاربي للوصول إلى أراضيه".
وأضافوا أن "شحن الغاز من إسبانيا إلى المغرب يتطلب تعديل تقني طفيف. بالإضافة إلى ذلك ، فإن اتفاقية بين إيناغاز (الشركة المسؤولة عن صيانة وتطوير البنية التحتية للغاز في إسبانيا) ونظيرتها المغربية ضرورية للاتفاق على قواعد التشغيل التقنية لخط أنابيب الغاز".
وفي بداية شهر فبراير المنصرم، توصلت الرباط ومدريد إلى اتفاق بشأن استخدام محطات الغاز الطبيعي المسال الإسبانية، من قبل المغرب لتزويد الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب الغاز المغاربي- الأوروبي.
وبموجب هذه الاتفاقية التي أشعلت غضب النظام الجزائري، يمكن للمغرب الحصول على الغاز الطبيعي المسال في الأسواق الدولية، ومن ثم نقله إلى مصنع لإعادة تحويله البر الرئيسي لإسبانيا واستخدام الخط المغاربي لنقله إلى الأراضي المغربية.
فيما يواجه النظام الجزائري تهمة تنفيذه منذ نهاية أكتوبر من السنة الماضية، ابتزازا عن طريق الغاز ضد أوروبا، في السياق الحرج لارتفاع أسعار الطاقة وفي عز فصل الشتاء.
وفي 31 أكتوبر 2021، قررت الجزائر عدم تجديد عقد خط أنابيب الغاز المغاربي الذي يعبر الأراضي المغربية لنقل الغاز الجزائري إلى إسبانيا والبرتغال.
ويسابق المغرب، لتلبية حاجياته من الغاز، حيث سبق أن أعلنت شركة ساوند إنيرجي، إبرامها اتفاقية حول استغلال الغاز خاصة بتطوير المرحلة 2 من إنتاج غاز تندرارة. وذلك من خلال عقد امتياز موقع مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، لمدة استغلال تدوم 10 سنوات.
وأوضحت الشركة في بيان لها، أنها تعتزم تزويد المغرب بالغاز الطبيعي من حقل تندرارة بعد أن وقعت صفقة مبيعات ملزمة مع المكتب المذكور.
وبموجب الاتفاقية – يضيف المصدر ذاته- فقد التزمت الشركة البريطانية بشروط إنتاج ومعالجة وتسليم الغاز من غاز تندرارة، وفقا لمواصفات الغاز المطلوبة من المكتب الوطني المغربي للكهرباء والماء، ليمر عبر خط أنابيب الغاز "المغاربي-الأوروبي" الذي يربط الجزائر بإسبانيا ويعبر المغرب، بكمية تعاقدية سنوية تصل إلى 350 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي لمدة عشر سنوات.