قررت وزارة التجهيز والماء، اتخاذ حزمة من الإجراءات الاستعجالية، من أجل مواجهة آثار الجفاف الذي تشهده العديد من مناطق المملكة في ظل شح التساقطات المطرية. تقنية تلقيح السحب كشف وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أنه سيتم اللجوء إلى تقنية تلقيح السحب، أو ما يسمى ب"الاستمطار الصناعي"، موازاة مع إيقاف سقي المساحات الخضراء بواسطة الماء الشروب واللجوء إلى استعمال المياه العادمة المعالجة حال توفرها. وأوضح الوزير بركة خلال اجتماع للجنة البنايات الأساسية بمجلس النواب، يوم أمس الأربعاء 2 مارس الجاري، أن تقنية تلقيح السحب يتم اللجوء إليها لمواجهة قلة التساقطات، وذلك ابتدءا من نونبر إلى أبريل من كل سنة، من خلال استعمال مواد كيميائية غير ضارة بالبيئة مثل "يودير الفضة" بالنسبة للسحب الباردة (-5درجة) و"ملح كلورير الصوديوم" بالنسبة للسحب الدافئة. وتدخل هذه التقنية، حسب ذات المسؤول الحكومي، في إطار "برنامج الغيث" الذي بدأ العمل به سنة 1984 بمبادرة من الملك الراحل الحسن الثاني وبشراكة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية عقب توالي سنوات الجفاف 79-83، مشيرا إلى أن هذه التقنية تمكن من زيادة التساقطات بين 14 و17 بالمائة. وفي سياق متصل، لفت بركة في العرض الذي قدمه بمجلس النواب إلى أن عدد عمليات برنامج الغيث خلال الفترة الممتدة من نونبر إلى دجنبر 2021، قد بلغت 5 عمليات جوية قصد الاستمطار الاصطناعي في 02/12/2021، و23 عمليات أرضية قصد الاستمطار الاصطناعي من 03/11/2021 إلى 25/12/2021. تفعيل لجان اليقظة في المناطق التي تعاني خصاصا مائيا أكد وزير التجهيز والماء أنه سيتم تفعيل لجان اليقظة في مختلف العمالات أو الأقاليم في المناطق التي تعاني خصاصا مائيا، إضافة إلى تسريع أشغال تزويد المراكز القروية والدواوير انطلاقا من منظومات مائية مستدامة، في إطار المخطط الوطني للتزويد بالماء الشروب والسقي 2020-2027. وإلى جانب ذلك، لجأت الوزارة إلى تقوية عمليات استكشاف موارد مائية إضافية خصوصا عبر إنجاز أثقاب لاستغلال المياه الجوفية، والاقتصاد في استعمال الماء والحد من الهدر، خصوصا بقنوات الجر والتوزيع، وكذا تزويد المراكز والدواوير التي تعاني من شح الموارد المائية والبعيدة عن المنظومات المائية المهيكلة عن طريق شاحنات صهريجية. تخصيص دعم مادي مهم من أجل إنجاز مشاريع للتزويد بالماء الشروب لفت العرض الذي قدمه وزير التجهيز والماء إلى أنه تم تخصيص دعم مادي مهم من أجل إنجاز مشاريع للتزويد بالماء الشروب وذلك في إطار البرنامج الوطني للتقليص من الفوارق الترابية والاجتماعية. وعلاوة على ذلك، كشف بركة، أنه تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، تم إعداد البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، والذي خصص محورا خاصا لتقوية التزويد بالماء الصالح للشرب بالمجال القروي بغلاف مالي يقدر بحوالي 27 مليار درهم. وبالإضافة إلى ذلك، تم تخصيص غلاف مالي إضافي يقدر ب 1153 مليون درهم، و ذلك في إطار برنامج استعجالي تكميلي يهدف إلى إنجاز سدود تلية وسدود صغرى، وكراء وشراء شاحنات صهريجية، وتثبيت محطات متنقلة لتحلية مياه البحر والمياه الأجاجة. شدد الوزير بركة في اجتماع لجنة البنايات الأساسية على الحاجة إلى القيام بحملات تحسيس واسعة النطاق لإقرار التعامل العقلاني مع الموارد المائية، والتوعية بضرورة الحفاظ على الماء وترشيد استغلاله. ومن الممكن أن تتخذ حملات التوعية هذه أشكالا متعددة، منها بث برامج تلفزية حول الخصاص المائي وسبل التعامل معه، إلى جانب وصلات إشهارية لتوعية الكبار والصغار بضرورة الحفاظ على الماء.