يقول خبير الطاقة الجزائري مهماه بوزيان، إن الخاسر من عدم تمديد العقد هو المغرب والمتضرر هو الشعب المغربي لأن المعطيات التقنية تقول إن استجلاب المملكة المغربية من الغاز الطبيعي في العام 2020 بلغ 750 مليون متر مكعب وإمدادات الجزائر عبر الأنبوب المغاربي الأوروبي هو 600 مليون متر مكعب، بمعنى أن الاستهلاك المغربي يعتمد على الغاز الجزائري. وأضاف : من خلال 600 مليون متر مكعب من الغاز يتم إنتاج 89 بالمائة من الكهرباء في المغرب انطلاقا من الغاز الجزائري لا حديث هناك إلاّ عن المغرب حتّى بعد قطع العلاقة معنا... ويكفي للمرء العادي أن يفهم من خلال منصّات النقاش لبعض القنوات الرّسمية أن الخاسر الأكبر من هذه المقاطعة هو المغرب الذي يعتمد عن الغاز الجزائري عبر الأنبوب العابر لأراضيه نحو إسبانيا وأوروبا حسب خبراء الطاقة.. إذ يعتمد على أكثر من 89٪ على الغاز الجزائري.. سنفهم من خلال كل هذا النقاش أننا مقبلون على تعميم الظلام.. ما لم نتسارع لتقديم الإعتذار إلى الطغمة العسكرية متوسّلين صاغرين راكعين.. وهي الجملة التي أقسم عليها أحد الخبراء بالقول.. موعدنا فصل الشتاء وستتغير المعطيات.. لكن الجملة التي لم يعرفها خبراء الطاقة الجزائريين وغيرهم ممن ينتظرون فصل الشتاء.. أن ذلك لن يحصل أبداً.. لأننا في المغرب نتميّز بالأسلوب الإستباقي ذات الصلة بالتخطيط واستراتيجية المتوقع أو الممكن أن يقع.. نعم المغرب يعرف طبيعة نظام هذا الجار الشرقي.. ويعرف أنّه لا يحترم تعهداته ومواثيق شراكاته مثيل هذا الأنبوب الذي يجمع بين ثلاث دول.. ويعرف أنّه نظام فاقد للشرعية الداخلية والخارجية لذلك فتح مشروع البحث والتنقيب عن الغاز بنفس المنطقة التي يمر بها الأنبوب نفسه.. وكان دعاؤنا مستجاباً في الوقت والسياق..حيث أن المغرب اتّخذ جميع الإحتياطات قبل 31 أكتوبر تاريخ نهاية عقد التوريد.. من خلال حقل تندرارة حيث وقعت الشركة المغربية أفريقيا غاز – س أ عقداً مع الشركة البريطانية sound – energy ولمدة عشر سنوات من أجل شراء الغاز المستخرج وبيعه وتوزيعه داخل المغرب بسعة 100م لتر مكعب من الغاز الطبيعي السائل سنويّاً. أكثر من هذا أيها الخبراء الجزائريون فقد دخل المكتب الوطني للماء والكهرباء على الخط بتوقيع بروتوكول اتفاق مع الشركة البريطانية المستغلة ينص على بيع الحقل للمغرب بشكل نهائي حتى يصبح هو المتحكّم والمتصرف قصد تأمين حاجيات إنتاج الكهرباء بالغاز مستقبلاً... كان ذلك قبل ستة أشهر حسب بيانات المكتب الوطني في الموضوع..تحسّباً لأي طارئ من بينها إمكانية عدم تجديد العقد مع الجزائر.. وذاك ما وقع.. وما زالوا يناقشون ورقة الغاز كنقطة ضغط.. وبنوع من النشوة والتعالي وما زلنا في هذا البلد الآمن الأمين نحافظ على حوائجنا بالكتمان.. بما ينفع بلدنا والجيران والناس جمعاء.. سيصل فصل الشتاء قريباً.. وسيعمّ الظلام هذا البلد المحتل من طرف الطغمة العسكرية.. وبوادرها بدأت قبل نهاية أسبوع على قطع العلاقات مع المغرب أولها إغلاق قنصلية إثيوبيا بالجزائر وفتح قنصلية سيراليون بالداخلة.. أيضاً إعلان شركة هونداي إغلاق مقرها بالجزائر بعد فولسفاگن واختيار المغرب كوجهة مفضلة لأنشطتها التجارية.. بل وما زال الظلام أيضا يقف حاجزاً حقيقياً للاعتراف بقوة المغرب كشخصية قومية و قوة تفاوضية إستراتيجية، وكقطب لا يمكن المرور إلى إفريقيا إلا عبر عاصمته، و لنا في إسبانيا عبرة و في ألمانيا مستقبلاً هو مغرب الجرأة في إعلان نهاية مرحلة الوصاية و مبدأ التعالي للدول الأوروبية.. في أي تعامل أو اتفاق مستقبلاً هو مغرب اليوم الذي لم يصل صداه بعد إلى النظام الجزائري كدولة تبني فلسفتها في الحكم على منطق الهيمنة الجهوية والرياء الدبلوماسي مثيل مساعدة تونس من جهة.. وتستقبل هي المساعدات من دول أخرى واهمون ومتخلفون جدّاً في اطروحاتهم ومستوى نضجهم الفكري والسياسي وقد يبدوا الأمر طبيعي اذا عرفنا أن الفرق شاسع بين نظام لم يستطع أن يؤسس دولة وبين المغرب بتاريخ مؤسساتي مركزي يصل إلى قرون عميقة في التاريخ، صعب جدا…، أن يستوعبوا هذا الفرق لذلك ما زالوا ينتظرون فصل الشتاء حتّى يعمّ الظلام بالمغرب.. تماما كما انتظروا منذ ربع قرن تلك الإطلالة الرومانسية على المحيط الأطلسي..