بعد أيام قليلة من إصدار الشركة البريطانية «ساوند إنرجي» بلاغا تؤكد فيه أنها حصلت على موافقة أولية من السلطات المغربية لتصدير الغاز المستخرج من حقل تندرارة نحو أوروبا، خرجت الصحافة الجزائرية بتقارير تتقصى حول مدى حقيقة هذا الخبر و إلى أي حد يمكن أن ينعكس على صادرات الغاز الجزائري نحو القارة العجوز. وفي تحقيق بعنوان «تصدير الغاز نحو اسبانيا:المغرب يلعب في ملعب الجزائر» نقلت صحيفة «أوبسيرف ألجيري» أمس عن خبير في التحكيم الدولي قوله « «إذا كانت العلاقات الجزائرية المغربية لا تبدو جيدة، فهذا الموضوع سيشكل مصدرا جديدا للتوتر في الأفق». وتتخوف الجارة الشرقية خصوصا من استعمال أنبوب الغاز المغاربي في تصدير الغاز المستخرج من حقل تندرارة الواقع على الحدود المغربية الجزائرية ، وهو الأنبوب الذي تعتمد عليه الجزائر في الوقت الراهن لشحن ملايير الأمتار المكعبة من غاز حاسي الرمل نحو أوربا وخصوصا نحو إسبانيا والبرتغال. وسيؤدي استعمال أنبوب الغاز المغاربي من طرف ساوند إنرجي، حسب جيراننا الجزائريين ، إلى خفض الكميات المتدفقة من غاز حاسي الرمل نحو دول جنوب أوربا ، علما بأن الطاقة الإجمالية لصبيب الأنبوب المغاربي لا تتعدى 12 مليار متر مكعب من الغاز سنويا ، بينما تسعى الشركة البريطانية المستغلة لحقل تندرارة المغربي إلى تصدير كميات لا تقل عن ملياري متر مكعب من الغاز سنويا . وتتدفق عبر أنبوب الغاز المغاربي الذي يخترق شمال المملكة سنويا قرابة 10 ملايير متر مكعب من الغاز القادم من أبار «حاسي الرمل» وسط الجزائر في اتجاه «ساكان» و»ترانسغاز» عبر مضيق جبل طارق. وكان المغرب قد وقع سنة 2011 بالعاصمة الجزائر مع جارته الشرقية – في شخص كل من سوناطراك والمكتب الوطني للكهرباء – اتفاقية تقضي بتزويده بنحو 640 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا لمدة عشر سنوات، وفي شتنبر 2011 أصبح أنبوب الغاز الجزائري يزود محطتين مغربيتين هامتين لتوليد الكهرباء هما عين بني مطهر (طاقتها الإنتاجية 470 ميغاواط) وتهادارت (385 ميغاوط). وإذا كان عمر هذه الاتفاقية سينتهي عمليا في عام 2021 ، فإن المغرب في نفس التاريخ سيكون بحاجة إلى 5 ملايير متر مكعب لإنتاج 2400 ميغاوات من الطاقة الكهربائية، علما بأن استغلال الغاز الطبيعي المسال في هذه العملية يعتبر مربحا من ناحية الكلفة ومن الناحية البيئية، وأن اعتماد الغاز الطبيعي المسال، إلى جانب الطاقات المتجددة، سيمنح آفاقا واعدة لإنتاج الطاقة الكهربائية بالمغرب ، لذلك تنوي المملكة في 2021 أن تؤمن احتياطاتها الغازية حتى تصبح في غنى عن الجزائر. وحسب وثائق المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن التي نتوفر عليها ، فإن كميات الغاز المنقولة عبر ما يسمى «أنبوب الغاز المغاربي الأوربي» يستهلك منها المكتب الوطني للكهرباء حوالي 500 مليون متر مكعب سنويا. عماد عادل