علم من مصادر مطلعة أن السلطات بمدينة أكادير رفعت من حدة التأهب الأمني بالمدينة، على خلفية تنامي حالات الإصابة والوفيات بفيروس كورونا المستجد بأكادير والجهة. وأوضحت ذات المصادر بأنه تم تشكيل تعزيزات أمنية مشددة بعدد من الشوارع الرئيسية بأكادير، كما تم تكثيف المراقبة عند مداخل المدينة ومنافذها للتأكد من توفر الوافدين على رخصة التنقل الاستثنائية، أو الجواز التلقيحي، بالموازاة مع القيام بحملات أمنية لضبط عملية احترام إجراءات التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات في المرافق العمومية. وتأتي هذه الإجراءات في الوقت الذي تداولت فيه عدد من المصادر المقربة من دواليب القرار خبر إقرار تدابير وإجراءات احترازية مشددة جديدة للحد من انتشار الفيروس الفتاك. وضع وبائي متدهور بعموم تراب الجهة عرف الوضع الوبائي بجهة سوس ماسة في الأيام الأخيرة تدهورا كبيرا على خلفية التفشي السريع لفيروس كورونا المستجد وما أعقبه من ارتفاع قياسي في أعداد المصابين والمتوفين نتيجة لمضاعفات كوفيد-19. وإلى جانب ذلك، يعيش المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير على وقع الاكتظاظ في أقسام الإنعاش والعناية المركزة، والأمر ذاته بالنسبة للمستشفيين الميدانيين الذين تم تشييدهما في الساحة المقابلة له، مما أدى إلى عجز المصالح الطبية عن استيعاب الأعداد المتزايدة للمرضى. ويضاعف جميع المنتسبين للقطاع الصحي بالجهة مجهوداتهم من أجل التحكم في الوباء، بيد أنه ما يزال يواصل الانتشار بشكل أسرع من ذي قبل، حيث أعلنت وزارة الصحة يوم أمس الأربعاء 11 غشت، عن تسجيل 846 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في الجهة، 275 حالة منها رصدت بعمالة بأكادير اداوتنان ، و262 حالة بعمالة إنزكان أيت ملول، و115 حالة بتزنيت، و89 حالة بتارودانت، و69 حالة بأشتوكة أيت بها و 36 حالة بطاطا. وسجلت الجهة إلى حدود الساعة الرابعة من يوم أمس الأربعاء، 10 حالات وفاة جديدة بفيروس كورونا، 05 منها بتزنيت، و03 حالات بإنزكان أيت ملول وحالتان بأكادير. اللجنة العلمية تدق ناقوس الخطر.. دق البروفيسور شكيب عبد الفتاح، عضو اللجنة العلمية لتتبع وتدبير جائحة كورونا ناقوس الخطر بخصوص انتشار فيروس كورونا في المغرب، مشيرا إلى أنه من المرتقب تسجيل أرقام قياسية من الإصابات والوفيات، تصل حد 25 ألف حالة إصابة وأكثر من 200 حالة وفاة يوميا، خلال الأسبوعين المقبلين. وكشف أستاذ الأمراض المعدية بكلية الطب بالدارالبيضاء معطيات خطيرة حول الفيروس التاجي، منها أن حوالي 70 ألف مغربي باتوا حاملين لفيروس كورونا، بما في ذلك متحور دلتا السريع الانتشار. وأكد المسؤول الصحي نفسه أن الوضعية "سيئة" في أقسام الإنعاش، بما فيها المستشفيات الجامعية، وكذا في المستشفيات الميدانية التي تمت إضافتها، مشيرا إلى أن المغرب يوجد في المرحلة ما قبل انهيار المنظومة الصحية. أوضح البروفيسور شكيب عبد الفتاح، أن "السلطات المغربية ستضطر لتشديد الإجراءات الاحترازية أكثر فأكثر، بالنظر إلى الحالة الوبائية الخطيرة بالبلاد، وكذا عدم التزام المواطنين بالتدابير الوقائية في أماكن تجمعاتهم". وأشار البروفيسور إلى أن الإجراءات المتخذة سلفا "لم تعد كافية"، مؤكدا أنه "يجب على السلطات أن تحد من أماكن اختلاط المواطنين". واستبعد المتحدث نفسه تسجيل أي نزول في منحنى الإصابات بكورونا بالمغرب، مشددا على استمرار التسطيح في المنحنى لمدة تزيد عن الشهرين المقبلين. وفي سياق متصل، عقدت اللجنة العلمية يوم أمس الأربعاء 11 غشت، اجتماعا بخصوص تطورات الوضعية الوبائية في المملكة، إلا أنه لم يعلم بعد فحوى القرارات التي توصلت إليها اللجنة، كما أنها لم ترفع بعد توصياتها للحكومة بهذا الشأن. هذا، وأوردت مصادر مطلعة أن بعض الخبراء ضمن اللجنة يطالبون بتشديد القيود الاحترازية بشكل يفوق ما هي عليه الآن، وذلك نظرا للارتفاع القياسي في صفوف الإصابات والوفيات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد، بينما يجزم آخرون بأن تشديد القيود وتخفيفها بعد ذلك سيؤتي النتائج ذاتها التي يتخبط فيها المغرب اليوم.