دقت عدد من الفعاليات الصحية ناقوس الخطر من تحول مستشفيات الدارالبيضاء إلى بؤر حقيقية لنشر فيروس كورونا في ظل الأوضاع الكارثية التي تعيشها معظم المرافق الصحية، واستمرار رفض إجراء الفحوصات لعدد من الموظفين بدون مبرر، مع صرف المصابين بفيروس كورونا رغم ظهور نتائج الفحص. وحذرت المصادر ذاتها من أن حالة التسيب والعبث التي تطبع تعامل مستشفيات الدارالبيضاء، التي تتصدر القائمة السوداء من حيث معدل الإصابات، من شأنه أن يجعل المدينة رهينة للفيروس وان يعيد إنتاج نفس المشاهد الصادمة التي عاشتها مدينة مراكش، في ظل الصمت المطبق لوزير الصحة، خالد أيت الطالب عما يجري، رغم أن هذا الملف تمت إثارته برلمانيا وإعلاميا. و قالت المساء إن عددا من المرضى قدموا لها إفادات صادمة عن الطريقة التي يتم بها التعامل مع المرضى، إذ أكد بعضهم أن حشود المصابين والمخالطين تضطر للإنتظار تحت الشمس، الحارقة امام الأبواب الحديدية للمستشفيات لساعات وهي الحشود التي يختلط فيها الشبان بالنساء وكبار السن دون أن يتم استقبالهم بداعي وجود ضغط أو انشغال المكلفين بإجراء فحص فيروس كورونا. واوردت الشهادات أن المستشفيات المخصصة لعلاج "كوفيد19" تستقبل عددا محدودا ، فيما يتم صرف الباقين إلى حين الإتصال بهم رغم حملهم للفيروس بدعوى عدم وجود أسرّة شاغرة، قبل ان يتم وضع المرضى الذين سيخضعون للفحص في غرف على شكل مجموعات، ليتم تركهم رهائن لانتظار يفوق في بعض الحالات تسع ساعات دون مخاطب، أو ماء أو أكل، وهو ما ادى في عدد من الحالات إلى حدوث إغماءات لدى بعض المصابين بأمراض مزمنة. وقال بعض المرضى إلى أن مستشفيات الدارالبيضاء تفرض عليهم الإنتظار كل هذه المدة بحجة أن الطبيب المطلف بإجراء الفحص لا يمكنه ارتداء الزي المخصص للفحص إلا مرة واحدة، وهو تبرير أثار في مناسبات عدة الكثير من الإحتجاجات بحكم أنه بنطوي على تعريض حياة الكثيرين للخطر خاصة كبار السن الذين يتم حرمانهم من تناول أي وجبة من الصباح إلى الليل في انتظار الخضوع للفحص. وقالت المصادر ذاتها تضيف المساء، أنه يتم تكليف "السيكيوريتي" في أحد المستشفيات بتوزيع جرعات "الكلوروكين" و"فيتامين سي" على المرضى الحاملين للفيروس بباب المستشفى دون الخضوع لأي إجراءات احترازية، مع نقل عدد من المصابين بسيارات مخصصة لنقل الأموات باتجاه ابن سليمان في ظل النقص الفادح في عدد سيارات الإسعاف المجهزة.