أدانت المحكمة الابتدائية بأكادير، الأسبوع الماضي، إفريقيا من جنسية كاميرونية بستة أشهر حبسا نافذا وغرامة نافذة قدرها 500 درهم، بعد متابعته من طرف النيابة العامة بالنصب والابتزاز. وتتلخص وقائع القضية في تعرض مواطن لبناني يحمل الجنسية الفرنسية إلى عملية نصب واحتيال، من طرف أربعة شباب أفارقة يتحدرون من ساحل العاج، وكانت بداية العملية من أمام سوق الأحدبأكادير، حيث صادف أحد هؤلاء “الإفواريين” المواطن اللبناني، وأوهمه أنه يرغب في أن يشتري منه سيارته، بعدها أخبره اللبناني أنه يرغب أيضا في بيع “فيلا” يملكها بطريق تارودانت، وأبدى “الإفواري” أيضا رغبته في اقتنائها. بعد ذلك أخبره المهاجر الإفريقي أنه ابن وزير سابق بساحل العاج يوجد الآن رهن الاعتقال ببلده بسبب تورطه في المحاولة الانقلابية الأخيرة التي شهدها هذا البلد الإفريقي، وأن والده الوزير يملك خزانة حديدية مملوءة بالعملة الأوروبية “اليورو” بسفارة كوت ديفوار بالرباط، وأنه يحتاج إلى 25 ألف درهم لتسلمها من السفارة، وطلب منه مده بهذا المبلغ الذي سيمكنه من اقتناء السيارة والفيلا على حد سواء. في السياق نفسه، سافر الضحية رفقة الإفريقي إلى الرباط بدعوى سحب الخزانة من السفارة، وأمام السفارة التقى الطرفان بثلاثة إفواريين آخرين، حيث أوهم أحدهم الضحية بدخول السفارة وإخراج الخزانة الحديدية، وبعد الرجوع إلى مدينة أكادير، تمكن المواطنون الأفارقة من فتح الخزانة التي تضم العديد من الأوراق، تم مسح أربعة منها بواسطة سائل كيميائي، وتحولت إلى أوراق نقدية من عملة “اليورو”، من جهته قام المواطن اللبناني بصرفها بإحدى الوكالات البنكية بأكادير للتأكد من صحتها. وفعلا تبث أن الأوراق الأربعة التي مسحت كانت أوراق نقدية صحيحة من عملة “اليورو”، لكن باقي الأوراق كانت مزيفة، حيث حاول “الإفواريون” مسحها ولم تنجح العملية، وادعوا أن المشكل يكمن في الحاجة إلى السائل الكيميائي، ما يستوجب معه توفير مبلغ مالي إضافي لاقتنائه. وظلوا يطالبون الضحية في كل مرة باقتناء السائل الكيميائي بدعوى أن الأول كان غير جيد، إلى أن تجاوز مجموع المبالغ المأخوذة عن الضحية 50 مليون سنتيم، حينها فطن اللبناني بأنه كان ضحية عملية نصب واحتيال، حيث اتصل هاتفيا بأحدهم وطالبه بأن يحل مشكل السائل الكيميائي الذي غاب مفعوله، وطالبه أحد “الإفواريين” بانتظار تقني يحل لديه بأكادير. وبتنسيق مع الشرطة جرى اعتقال مهاجر كاميروني الذي اعترف أثناء التحقيق معه أنه تسند له دائما أدوار ثانوية في مسرحيات النصب على الطريقة الإفريقية من طرف أفارقة من عدة جنسيات، كما اعترف بمشاركته في عدة عمليات مماثلة استهدفت عددا من الضحايا. وفي انتظار إلقاء القبض على باقي المتهمين، أحالت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بأكادير، المهاجر الكاميروني على العدالة التي أدانته بستة أشهر حبسا نافذا وغرامة قدرها 500 درهم.