“المناصفة سبيل نحو المساواة”هو محور اللقاء التحسيسي الذي نظمه فضاء المساواة بالفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بأكاديرعشية يوم السبت الماضي بمركب خير الدين بأكادير . اللقاء الذي يدخل في إطار سلسلة الأنشطة الشهرية للفرع ،أطره الأستاذان فاطمة بن شريق وعياد السباعي ،الأولى ،طالبت في بداية عرضها بضرورة إحداث هيئة خاصة بالإنصاف والمساواة على غرار نظيرتها الخاصة بالإنصاف والمصالحة مشددة على ضرورة اتخاذ مجموعة من التدابير الإجرائية لإنصاف المرأة باعتبارها نصف المجتمع وتمتيعها بكامل حقوقها في الحمل والإنجاب وفي الأمومة التي صادق المغرب خلال الشهر المنصرم على اتفاقيتها . عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بسوس ماسة درعة أشارت من خلال مداخلتها أيضا إلى الحيف والتمييز اللذين تعاني منهما المرأة المغربية بشكل عام، والأمية القروية بشكل خاص، كما هو الحال بالنسبة للعاملات في المعامل وفي الضيعات الفلاحية، حيث يشتغلن في ظروف شاقة وسط المبيدات والمواد السامة المسببة لأخطر الأمراض وفي مقدمتها السرطان ،مع العلم تضيف بن شريق أنها محرومة من حقها في رخصة الولادة التي لا تتجاوز في أحايين كثيرة شهرا واحدا وهذا في حد ذاته ،تقول المحاضرة خرق صارخ لمضامين مدونة الشغل وانتهاك لحق من حقوق الإنسان وسلب لحق المرأة في الوقاية الصحية ،كما سلبت حقوقها الأخرى في الضمان الاجتماعي وفي الشغل وفي ميادين أخرى متعددة. المناضلة السياسية والحقوقية ألقت اللوم أيضا على الأحزاب السياسية التي لاتتجاوز تمثيلية النساء في هياكلها ال10 في المائة بما في ذالك الأحزاب التي تحمل مشاريع مجتمعية حداثية ،بالرغم من كون نسبة النساء تشكل 52 في المائة من ساكنة البلد.مستغربة في عدم ثقة المرأة في شقيقتها المرأة حينما تصوت ضدها لصالح الرجل . من جانبه ،استهل الأستاذ عياد السباعي عرضه بتعريف أثينا اليونانية بكونها اسم لامرأة مناضلة واجهت آلهة البحر والشمس .وتكريما منه للمرأة حاول التذكير بمقولة سقراط التي قال :”إذا كانت أمي تولد النساء وتصنع لهن قيما فإني أولد النفوس “،وعن الكيفية التي حولت به المرأة عنترة بن شداد إلى بطل يحترمه الجميع .قبل أن يعرج على دور المدرسة في تكوين شخصية الفتاة باعتبارها الفضاء الثاني الذي يستضيفها بعد منزل والديها منتقدا في الوقت نفسه نظرة المجتمع للمرأة باعتبارها ذالك الضلع الأعوج ومصدر معاناة الرجل وهذا ما تكرسه الثقافة السائدة والتي تتهم المرأة بإخراج آدام من الجنة . الأستاذ السباعي ،اعتبر خلال هذا اللقاء ،الذي قامت بتسييره الجامعية فاطمة الشعبي وحضره العديد من الأساتذة الجامعيين والحقوقيين والمهتمين بشؤون المرأة ،(اعتبر)المرأة طاقة إبداعية بإمكانها تغيير المجتمع إن توفرت لها الظروف كما اعتبرها جزء أساسي في المجتمع بل جزء من التاريخ ،مطالبا في ختام كلمته بيوم ديسيمولوجي لمقارنة ذكاءات الجنسين وبالتالي تغيير تلك السيرورة السرمدية التقليدية تجاه المرأة المغربية وإن كانت المرأة لم تنصف في أي بلد في العالم بما فيها المتقدمة في ممارسة الديمقراطية.