نظمت جمعيتا أبي رقراق وقدماء مدرسة النهضة بسلا يوم الجمعة 25 مارس 2011 ندوة تحت عنوان " المرأة المغربية: صلة الراهن بالمنطلق"، تم فيها تكريم الأستاذة فاطمة بنسليمان حصار وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، اعترافا وتثمينا لأعمالها واستحضارا لمسيرتها النضالية والجمعوية والتطوعية، وإكبارا لتفانيها وارتباطها بكثير من المبادرات النبيلة باعتبارها علامة مشرقة في المشهد الوطني والنسائي على الخصوص. وكان برنامج الندوة حافلا بالعديد من الكلمات والشهادات في حق المحتفى بها، فقد تقدمت رئيسة جمعية قدماء مدرسة النهضة بسلا الأستاذة أمينة أوشلح بكلمة وهي التي ترأست هذه الندوة، بالإضافة إلى كلمة السيدة نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والتضامن، وكلمة الأستاذ امحمد بوستة الأمين العام السابق لحزب الاستقلال بعنوان " السيدة فاطمة حصار صورة المناضلة السياسية"، بالإضافة إلى كلمة للأستاذة كريمة القادري تقدمت بها نيابة عن أبيها المجاهد أبو بكر القادري تحت عنوان " السيدة فاطمة حصار بين السياسي والاجتماعي"، كما تم بث شريط يوثق لبعض مراحل حياة المحتفى بها. وفي الندوة ذاتها تقدم كل من، الأستاذ عبد الواحد الراضي الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، والأستاذ مولاي إسماعيل العلوي الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية والأستاذة خديجة حفيظي الفاعلة الجمعوية ورئيسة جمعية أصدقاء العصبة، والأستاذ أحمد شكري السباعي وهو أستاذ جامعي ومكلف بمهمة في الديوان الملكي، والأستاذ نور الدين اشماعو رئيس جمعية أبي رقراق. في كلمة السيدة فاطمة بنسليمان حصار :افتخار المرأة المغربية على ما حققته من مكاسب على مدى عقود بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أخواتي المناضلات. إخواني المناضلين السيدة رئيسة الجلسة المحترمة أيها الحضور الكريم إنه لمن دواعي الفخر والإعتزاز أن أحظى اليوم بهذا التكريم الذي أشرفت على تنظيمه أسرة جمعية قدماء مدرسة النهضة وجمعية أبي رقراق بسلا، اللذان أكن لهما كل التقدير والإحترام. إنها لحظة جد مؤثرة، يصعب علي أن أعبر فيها عما يخالجني من شعور وإحساس وأنا أقف هنا أتأمل كل هذه الوجوه الخيرة، وعلى رأسها القادة السياسيين والفاعلين في الميدان التربوي والجمعوي، والمناضلات في الحركة الوطنية والميدان الاجتماعي الذين استجابوا لدعوة الحضور والمشاركة في هذا الحفل البهيج. إنني أنتهز هذه الفرصة السعيدة لأشكر كافة أعضاء جمعية النهضة، وعلى رأسهم الأستاذة الفاضلة أمينة أوشلح، وجمعية أبي رقراق وعلى رأسها الأستاذ الفاضل نورالدين اشماعو وجميع الأخوان والأخوات، الذين جمعتني بهم الصداقة والنضال المشترك طيلة عقود. والشكر موصول لكل المناضلين ومناضلات الذين رافقتهم منذ أيام الشباب والكفاح في صفوف الحركة الوطنية على هذه الشهادات الصادقة المفعمة بالمشاعر الطيبة، والعواطف النبيلة والرموز الإنسانية الخالدة، كما أشكر أيضا الزملاء والزميلات الذين عملت معهم وتقاسمت معهم أعباء المسؤوليات في كل الميادين السياسية والتربوية والإجتماعية منذ الخمسينات إلى غاية يومنا الحاضر . كما لا يفوتني بالمناسبة أن أشكر كذلك أفراد عائلتي الصغيرة، وهنا للأستحضر رفيق دربي الفقيد السيد العربي حصار رحمه الله وأمي الفقيدة لاهيبة الخطيب. رحمها الله على ماقدموه لي من دعم ومساندة طيلة مسيرتي النضالية، سواء في الميدان السياسي ضمن صفوف حزب الاستقلال، وفي الميدان الاجتماعي ضمن صفوف المتطوعين في الحركة النسائية. سيدياتي سادتي. إننا والحمد لله نفتخر بما حققته المرأة المغربية على مدى عقود من مكاسب في مختلف المجالات ذات البعد الاقتصادي والاجتماعي، والآن بكل ثقة واطمئنان، نسلم المشعل إلى الجيل الجديد من الشباب الذي ينخرط بكل قوة في مسيرة التنمية والحداثة والبناء الديمقراطي الذي تشهده بلادنا على كافة المستويات، ولا يسعني في الختام إلا أن أجدد شكري لكل الحاضرين والغائبين الذين بادروا إلى تكريمي في هذا اليوم المشهود الذي يتزامن مع الإحتفالات باليوم العالمي للمرأة والإعلان عن مشروع الإصلاحات الدستورية في بلادنا التي دعا فيها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده إلى إيلاء مكانة متميزة للمرأة إلى جانب زميلها الرجل تكريما لها على ما حققته من مكاسب وما بلغته من حركات عالية في التعليم والوعي والنضج السياسي. إنني أسأل الله عز وجل أن يوفقنا جميعا لما فيه الخير والرشاد وأن يحفظ جلالته بما حفظ به الذكر الحكيم ويقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير الأمجد مولاي الحسن، ويشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة إنه سميع مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. الأستاذة كريمة القادري عضو جمعية قدماء النهضة: السيدة فاطمة بنسليمان حصار اقتحمت الميدان السياسي للدفاع عن الطفل والمعاقين كريمة القادري ابنة المجاهد أبو بكر القادري وعضو مؤسسة لجمعية قدماء النهضة ومؤسسة أبي بكر القادري، تقدمت بكلمة في حق المحتفى بها نيابة عن أبيها المجاهد أبو بكر القادري. بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، حضرات السيدات والسادة أيها الحضور الكريم إنه من دواعي الفخر والامتنان أن نجتمع في هذه المناسبة الطيبة لنحتفل برمز من رموز النضال النسائي المغربي، السيدة الأخت فاطمة حصار التي تعتبر نموذج المرأة المغربية التي كانت ولاتزال لها شرف العمل من أجل النهوض بالمرأة وتعليمها، إيمانا منها بأن المجتمع لا يمكن أن يتقدم إلا بمشاركة المرأة والرجل على حد سواء . إنها المناضلة التي اقتحمت الميدان السياسي وأصبحت عضوا في أعلى مراتبه، وشاركت في أهم قراراته، وهي المشاركة في مؤتمراته الدولية والوطنية للدفاع عن حقوق الطفل وعن حقوق المعاقين، وهي المدافعة عن حق الأمومة لمن سلبت منهن، وهي المحفزة لخلق كثير من الجمعيات ذات الأهداف التربوية والاجتماعية والصحية، وبذلك استحقت أن تكون النموذج الذي يجب أن يحتفي به كل نساء المغرب . لقد كنت أنا صغيرة في السن، أتابع أنشطتها المتعددة واهتماماتها المتواصلة، حيث أنها بدأت حياتها النضالية في كنف المدرسة الوطنية، فاستحقت بذلك أن تكون من الرائدات، من خلال احتكاكها بكبار الوطنيين والسياسيين والمناضلين . إن ما عايشته في صغري، وما سمعته عن قرب في شبابي، وما لاحظته بعد أن تقدمت بي السن، جعلني أدرك تمام الإدراك نبل العمل وعظمته، هي إذن كلمة وفاء وتقدير ومحبة وصداقة جمعتني لسنين عديدة بالأخت فاطمة، وأسرتها، حيث كان زوجها المرحوم العربي حصار أستاذا لي بمدرسة النهضة، التي ساهمت فيها هي أيضا بالتدريس وهي لازالت في طور الشباب، في فترة لم يكن فيها المجتمع المغربي يستقبل مشاركة المرأة في مختلف مجالات العمل، ولم يكن يسمح للفتاة للتعلم وحق التمدرس، لذا كانت مساهمتها تلك، ثورة حقيقية أرادت بها تشجيع الأسر على المضي قدما في تعلم بناتهن، وإسهامهن في تطوير مجتمعهن بالمعرفة والتوعية والنضال . كنت في مختلف مراحل دراستي أرى الأخت فاطمة مع مجموعة من المناضلات، أذكر من بينهن المرحومة فاطمة زنيبرية، الحاجة خدوج بوستة، ورقية عوادة ولالة رقية المرانية، وغيرهن ممن لا أستطيع سرد أسمائهن الآن . في بيت والدي يزرنه للتشاور ولوضع برامج عمل مكثفة منها، التربوية والاجتماعية والسياسية، وعند نهاية الاجتماع تتحول الجلسة إلى حوار آخر، حوار أسري حميمي تسأل فيه الأخت فاطمة عن أحوال الأسرة وبالأخص عن أحوالي شخصيا وعن دراستي وعن توجهاتي . لا يمكنني أن أنسى مطلقا المخيمات الصيفية التي نذهب إليها في راس الما أو عين خرزوزة، تحت إشراف الأخت فاطمة، والمشمولة بكرم الله، زهور الزرقاء، فكانت لحظات وأياما مشرقة في طفولتنا، تعلمنا فيها حب الوطن من خلال أناشيد حماسية، كنا نرددها في كل مناسبة، وأخرى كنا نجتمع فيها حول نار مخيم، ربطنا علاقات مع بعضنا البعض، وتعلمنا الانضباط وتحمل المسؤولية والاهتمام بشؤوننا دون مساعدة أهلنا والحقيقة أنها ذكريات نوقشت في الذاكرة إلى الأبد، ما أحوج أبناءنا وأطفالنا إليها . وتمر السنون واتابع عن قرب نشاطات الأخت فاطمة، وتبقى اللقاءات والزيارات مستمرة بيننا، إلى أن تصبح تلك العلاقات توقظ في نفسي شعورا بتحمل المسؤوليات بروح المواطنة، تلك الروح التي تشبعت بها في بيتنا مع والدي وبإلحاح من أختي فاطمة لأجد نفسي منغمرة بهذا الجو الجمعوي النبيل، وهذا التواصل الذي تعتبره المحور الأساسي في المشاركة الفعلية للمواطنة الحقيقيةكانت ولاتزال الأخت فاطمة القدوة بكل المقاييس للمجتمع المغربي والسلاوي خاصة، نعترف لها بكل الأعمال الجليلة التي وهبت حياتها من أجلها ولاتزال . فلها مني تحية محبة ووفاء ومن والدي كل الاعتراف والتقدير، وبدعواتنا بالرحمة والمغفرة لفقيدنا، السيد العربي حصار . أطال الله عمرك وأعانك في مصلحة بلدك الذي تكنين له كل المحبة، وجعلك دائما نبراسا يضيء الطريق للأجيال القادمة . والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . الأستاذ امحمد بوستة عضو مجلس الرئاسة بحزب الاستقلال: صورة المناضلة السياسية بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. السيدة الرئيسة، سيداتي الفضيلات ساداتي، إخواني، يطيب لي بادئ ذي بدء أن أتقدم بالشكر الصادق للسيدات والسادة الأفاضل، المنظمين لهذا اللقاء من جمعية قدماء مدرسة النهضة، وأحيي بكل إكبار واحترام مؤسس هذه المدرسة وراعيها ومربي الأجيال من خريجيها ذكورا وإناثا، سيدي أبو بكر القادري. كما أترحم على روح أخينا الفقيد المرحوم سيدي محمد عواد، مؤسس جمعية أبي رقراق. أشكرهم على دعوتهم في المشاركة في هذا الحفل لتكريم المرأة المغربية بصفة عامة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وتكريم الأخت الأستاذة فاطمة بنسليمان حصار بصفة خاصة. وقد ألح علي كل من السيدة الرئيسة الأستاذة أمينة أوشلح والأستاذة لالة كريمة القادري، والدكتور السيد بن عمر أنه لابد أن تكون لي كلمة في هذا الحفل، وبهذه المناسبة في حق الأستاذة لالة فاطمة حصار. واختاروا لكلمتي هذا العنوان «السيدة فاطمة حصار صورة المناضلة السياسية»، وقد صادقتهم القول حينما ترددت، قبل قبول طلبهم لأن لي اليقين بأني سأكون مقتصرا في حق الأخت المكرمة، لأني لا أعرف إلا القليل من الأعمال الجليلة المتنوعة التي قامت بها السيدة فاطمة حصار، سواء في الميدان الاجتماعي أوفي الميدان السياسي. لقد امتازت منذ الصغر نبوغ وتفوق، أثناء الدراسة والتحصيل، إلى أن نالت شهادات عليا بامتياز، وبرتب عالية في سن مبكر، وفي زمن مبكر بالنسبة للفتاة المغربية، فكانت من أوائل الفتيات التي حصلن على شهادة الباكلوريا ، قبل الانخراط في التعليم الجامعي، وامتازت كذلك بالإتقان في عملها عندما كانت مدرسة وأستاذة ومربية وكإحدى الجمعويات النشيطات، خصوصا في الأعمال الاجتماعية التي لها علاقة بالمرأة أو الطفل، كرفع الأمية عن المرأة، وتحملها المسؤولية في الأسرة وفي المجتمع وتربية الطفل التربية الصالحة. تربطني شخصا بالسيدة فاطمة حصار علاقة عائلية لأن أباها السيد إدريس بنسليمان ابن عم والدتي رحمهم الله جميعا. "حبيبي إدريس" كما نسميه، عرفته بمدينة الجديدة في منتصف الثلاثينيات لمدة قصيرة، وللأسف، وأنا في سن الثامنة أو التاسعة من عمري، وكان رحمه الله، كله شهامة ونبل، وكان حسب ما أذكر طويل القامة، جميل الصورة، وكان رياضيا ماهرا، يمارس سباق الدراجات النارية، توفي رحمه الله في سن مبكر، لم يبلغ 35 سنة بعدما أجريت له عملية جراحية في الكلي، قيل آنذاك إن إصابته كانت من جراء الرياضة، التي كان يمارسها،لأنه كان ينتقل بين فاسوالجديدة عدة مرات في الأسبوع على متن دراجته النارية التي كانت من الحجم الكبير. وكانت لالة فاطمة «طاطاما» كما نسميها في العائلة وهو اللقب التي حافظت عليه حتى الآن، لأنها محبوبة من كل أفراد العائلة نظرا لمعاملتها الطيبة والودية مع الجميع، كانت لم تبلغ السادسة أو السابعة من عمرها لما توفي والدها رحمه الله ، ولذلك فإنها كبرت وترعرعت في كنف جدتها من أبيها، وخصوصا من أمها الفاضلة من آل الكباس وآل الخطيب، وبفضل جدتها التي سهرت على تربيتها وتعليمها، المرحومة ذات الشخصية العظيمة لالة مريم بنت سي محمد الكباس، وحرم السيد عمر الخطيب رحمهم الله الجميع. وفي هذا الوسط التي ترعرعت فيه، عرفت العمل الجدي والاستقامة والتحصيل المعرفي منذ نعومة الأظفار بالولوج إلى المدرسة الابتدائية والثانوية والجامعية، هكذا قضت لالة فاطمة بنسليمان حصار طفولتها، وهي وإن كانت قد ازدادت بمدينة فاس، فإنها درست وتكونت في مدينة الجديدة ثم الرباط. وعندما حلت بمدينة سلا في أوائل الخمسينيات، تغيرت شخصيتها، أحبت هي هذه المدينة محبة خاصة، أحبتها برجالها ونسائها، بأطفالها وكهولها وشيوخها، تحب سلا ببيوتها وجدرانها، بقيمها وأخلاقها بعاداتها وعيوبها إذ كانت هناك عيوب. قد يقال إنه من الطبيعي أن تحب الزوجة مدينة زوجها. رحم الله أخانا المناضل والصديق والصدوق الطاهر السيد العربي حصار، ولا أشك أنه كان له رحمه الله بعض التأثير في محبة زوجته لمدينة سلا، لكن شهادتي وحسب ما أعرف أن السيدة فاطمة حصار، تحب سلا محبة صوفية. أتاها هواها قبل أن تعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكن ولاغرو أن تكون لالة فاطمة حصار كذلك، ففي مدينة سلا تكونت شخصيتها وتفتحت مواهبها، وبمدينة سلا تلقت التربية الوطنية المتينة كحب الوطن والتحلي بالأخلاق الحميدة والعمل الدؤوب من أجل الحرية والاستقلال، ومن أجل الرقي والازدهار والدفع بالمرأة إلى التقدم وتحمل المسؤوليات في كل الميادين. وكانت بجانب سيدات فضيلات، رحم الله الفاضلة المناضلة الصالحة لالة رقية المراني، كن أعمدة العمل الوطني والخلايا الأولى في حزب الاستقلال. والسيدة فاطمة حصار كانت ولازالت المثال الناصع والقوي للمناضلة الملتزمة على مر الزمن وفي كل الظروف، فعملت في صفوف حزب الاستقلال منذ البداية كعضو في الحركة النسوية وفي جميع الهيئات والجمعيات الموازية، ثم في المجلس الوطني واللجنة المركزية، فحزب الاستقلال كان من السباقين في إشراك المرأة في العمل السياسي، فكانت المرحومة لالة مليكة الفاسي من الموقعين على عريضة المطالبة بالاستقلال سنة 1944. وفي بداية الثمانينيات من القرن الماضي كان أول حزب أقر بضرورة وجود المرأة في أعلى هيئة في قيادة الحزب، فكانت المرحومة العالمة خريجة جامعة القرويين السيدة زهور الأزرق رحمها الله، وكانت السيدة فاطمة حصار عضوتين في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال وهي أعلى هيئة في الحزب. قامت بأحسن قيام بدورها كقيادية بتواضع ونكران الذات، وهي تمثل الحزب والمغرب في عدد من المنظمات والهيئات الوطنية والدولية، وهكذا كانت عضوا نشيطا بجانب الأميرات الجليلات لالة عائشة باللجنة المركزية للتعاون الوطني، ولالة مليكة باللجنة المركزية للهلال الأحمر، ولالة أمينة كرئيسة منتدبة للعصبة المغربية لرعاية الطفولة، هذا بالإضافة إلى عمل جمعوي وتربوي كمؤسسة أو رئيسة أو مسيرة لعدة هيئات أو منظمات. بقي أن نضيف كلمة في الختام ونحن بصدد تكريم المرأة المغربية، والتذكير ببعض ما قامت به من أعمال ومشاركتها من أجل التطور، يمكننا أن نعتز ونفتخر بالموقع الذي تبوأته المرأة في بلادنا بفضل التوجه الذي اعتمدناه والطريق الذي سلكناه منذ ما يزيد عن نصف قرن، والمرأة المغربية حاضرة بقوة في كل الميدان، بإشراكها في أول انتخابات أجريت في سنة 1960، في البلديات والغرف المهنية، ثم في البرلمان سنة 1963 كناخبة ومرشحة للعضوية. كانت المرأة المغربية منذ الاستقلال كسفيرة ووزيرة، ولجت كل الحقائب والمهن في الإدارة أو في جميع المستويات، معلمة وأستاذة جامعية، كاتبة وشاعرة، مؤرخة ومبدعة، طبيبة أو مهندسة ورئيسة للمقاولات والتعاونيات في الميدان التجاري الاقتصادي، محامية ومقاولة وهذا شيء مهم. السيدة نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والتضامن: بنسليمان حصار مثال للالتزام السياسي والتضامن الاجتماعي عبرت السيدة نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والتضامن في كلمة أدلت بها في حفل تكريم السيدة فاطمة حصار عن سعادتها للمشاركة في هذا الحفل تكريما لامرأة مناضلة و محترمة، وشكرت الصقلي جمعية النهضة على هذه المبادرة، وأكدت أن هذا التكريم يتزامن مع الثامن من مارس وهو اليوم العالمي للمرأة، واعتبرت، إضافة إلى أن هذا يوما رمزيا للنهوض بحقوق النساء داخل الوطن وخارجه، وحيت بهذه المناسبة كل النساء المغربيات وخصت بالذكر النساء المغربيات المحتجزات في تندوف، وهي فرصة كذلك حيت فيها الصقلي كل نساء العالم اللواتي يناضلن من أجل حقوقهن ومن أجل الديمقراطية والسلم . وقالت إن تكريم السيدة فاطمة حصار هو مناسبة لإبراز الالتزام المبكرالذي تميزت به السيدة حصار في المجال السياسي والاجتماعي، وهو التزام متعدد الأوجه لصالح الطفولة المحرومة ولصالح الأشخاص في وضعيات صعبة . وأكدت أن المحتفى بها التزمت منذ عقود في مجال كان حكرا على الرجال وهو الميدان السياسي . فالالتزام المبدئي للسيدة حصار، قالت الصقلي إنه منذ طفولتها بحثت عن النساء اللواتي يحتلن مراتب عالية ويعتبرن من المناضلات داخل الأحزاب السياسية، خاصة في سنوات السبعينيات وكذلك في بداية الثمانينيات، فوجدت امرأتين تتحملان مسؤولية سياسية في أعلى مستوى داخل الأحزاب، هما السيدة فاطمة حصار والسيدة زهور الأزرق، بحيث تم انتخابهما سنة 1982 في أعلى هيئة لحزب الاستقلال، وبالمناسبة حيت حزب الاستقلال على الدور الريادي في الارتقاء بالمرأة إلى أعلى مستويات المسؤولية . وذكرت كذلك مليكة الفاسي باعتبارها رمز المناضلات المغربيات، وهي المرأة المغربية الوحيدة التي وقعت على وثيقة الاستقلال، وهي كذلك رمز لمشاركة النساء في الكفاح من أجل الاستقلال وضد الاستعمار . واعتبرت الصقلي فاطمة حصار مثالا يجسد بالإضافة إلى الالتزام السياسي الوقوف إلى جانب الفئات المحتاجة داخل المجتمع، وهذا المثال يؤكد حقيقة تفيد أن مثل هؤلاء النساء يعتبرن رافعات للتنمية البشرية والتضامن الاجتماعي، و ذلك من خلال مساهمة حصار في العصبة المغربية لحماية الطفولة، ومن أجل مغرب جدير بأطفاله، ومن خلال مؤسسة التعاون الوطني . وقالت إن فاطمة حصار عرفت كيف تعتمد على قدراتها وعلى كفاءتها العالية وخبرتها في الميدان الاجتماعي وقد عرفت بالكثير من التواضع ونكران الذات، وهي امرأة لا تحب الأضواء، بقدر ما تعمل في الخفاء، معتمدة على طاقتها وكفاءتها، ويعتبر عملها السياسي رائدا وعلى مستوى عال من الحس السياسي .