اشتكى مواطنو ولاية خاليسكو بغرب المكسيك من وجود شاحنة تبريد تحمل أكثر من 100 جثة وتنبعث منها رائحة كريهة لا تُطاق، توقفت بالقرب من منازل في سلسلة من الأماكن خلال الأيام الماضية. وكانت الشاحنة متوقفة في مخزن في بلدة تلاكويباكي، بالقرب من مدينة غوادالاخارا، ولكن تم إغلاق المخزن الخميس الماضي لأنه تم بناؤه بدون تراخيص. بعد ذلك تم نقل الشاحنة إلى طريق ببلدة تلاخومولكو. وقال متحدث باسم مكتب الادعاء في ولاية خاليسكو في تصريحات صحافية: "نعم الشاحنة موجودة لكن لم يتم تركها، الجثث تحت الحراسة". وبعد شكوى السكان، تم نقل الشاحنة إلى منشأة عند مكتب الادعاء في غوادالاخارا. وتحتل خاليسكو الصدارة بالنسبة لمعدلات القتل في المكسيك، إذ سجلت أكثر من 11 ألف جريمة قتل مرتبطة بالاتجار بالمخدرات خلال النصف الأول من العام 2018 ما يشكل مستوى قياسياً. وقالت باتريشيا خيمينيز، التي تعيش في إحدى المناطق التي كانت تقف فيها الشاحنة لرويترز، إنّ "الرائحة الكريهة المنبعثة منها تؤثر على أطفالنا، وكلما بقيت لفترة طويلة ستصبح أكثر سوءًا". من جهته قال خوزيه لويس توفار، وهو أحد السكان أيضاً: "يمكن لهذه الرائحة الكريهة المنبعثة من الجثث أن تحول أطفالنا جميعاً إلى مرضى". وقدّرت تقارير وسائل الإعلام المحلية في البداية، عدد الجثث ب 100، لكن تقارير لاحقة قالت إنها قد تكون أكثر من ذلك وتتراوح بين 150 و157. وقال المسؤولون لوسائل الإعلام إن هذه الجثث تابعة لضحايا الجريمة المنظمة، وأنهم لم يكن لديهم أي مكان آخر، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية. وقال روبرتو لوبيز لارا وزير الداخلية في ولاية خاليسكو: "هذا دليل على عدم الشعور من جانب بعض الموظفين العموميين بأي حسّ من المسؤولية"، وأوضح أن الشاحنة ستنقل إلى المشرحة وسيتم إجراء تحقيق لمعرفة من الذي اتخذ القرار. وقال خافيير بيرلاسكا، مفتش لجنة حقوق الإنسان بالولاية، إن "هذا كان خطأ … وهو يزعج الجيران" وكذلك يسبب ألماً لأسر الضحايا، وأضاف "لقد حان الوقت لإنهاء هذه الأحداث والمضايقات التي تثير غضب الناس وتؤذيهم"، مضيفًا أنه يجب أن يتم دفن الجثث بشكل لائق. وأفادت وكالة "رويترز"، بأن السلطات في خاليسكو تعمل على إنشاء مرفق جديد يسع 700 جثة. ومن المتوقع أن يتم الانتهاء منه في غضون شهر ونصف. يذكر أنه تم تسجيل حوالي 30000 حالة قتل في المكسيك في العام الماضي، وشهدت ضواحي غوادالاخارا، حيث تم إيقاف الشاحنة تصاعد موجة العنف.