الشعر الأمازيغي ضد الفساد الانتخابي… قصيدة للشاعر أحمد أوطالب المزوضي نموذجا… —————————————— والله لن أحمل وزر أحد على عاتقي… ولن أخرق عهد الله ولن أغيره… ؤلاه ؤر نتّاسي يات – ف ؤمكّرض نّاغي … ؤرّانرز توكّا ن ربّي ؤلا نسبادلتنتي…. —————————————— الشعر الأمازيغي كبقية الأشعار الانسانية واكب مسيرة الانسان في حله وترحاله وخاض في العديد من المواضيع الاجتماعية والثقافية و الاقتصادية والسياسية ، وقد كان المرحوم الحاج محمد الدمسيري من الشعراء الرواد الذين كانوا من السباقين في تناول مثل هذه المواضيع السياسية والاجتماعية كما في قصيدته الشهيرة “أكرن ” ، وها هو اليوم أحد تلامذته الشاعر أوطالب المزوضي يتطرق هو الآخر إلى موضوع الانتخابات الذي قلما يتناوله الشعراء إما لكونهم يخشون من التصنيفات المجتمعية أو لارتباطاتهم الحزبية المحرجة ، ومن تم ظلت القصيدة الأمازيغية تفتقر إلى التأريخ الانتخابي إلى أن تنبه إلى ذلك هذا الشاعر الذي استطاع أن يصور مشاهد العملية الانتخابية ببوادي المغرب في جميع جوانبها ويبرز نقط الضعف التي يلجأ إليها تجار وسماسرة الانتخابات لاستمالة الفقراء واستدراجهم للتصويت لصالحهم . الصوت أمانة… استفتح شاعرنا قصيدته بقسم حاد على ألا يكون لسان زور لجهة سياسية ما ، وربط ذلك بخرق لعهد الله سبحانه وتعالى ، لكن بالمقابل أقسم ثانية بأنه لن يشهد إلا بما علم ولن يجاوز ما رأته عينه ، لينتقل بذكر كلمة “الانتخابات” جهرا منتقدا تجارها الذين يلهثون بحثا عمن يسوق لدعاياتهم بدواوير القرى كما يقول الشاعر في الأبيات التالية : ؤلاه ؤر نتاسي يات ف ؤمكرض نّاغي … / والله لن أحمل وزر أحد على عاتقي ، ؤرانرز توكا ن ربي ؤلا نسبادلتنت / ولن أخرق عهد الله ولن أغيره ، ؤلاه أبلا غايلي زريغ آراد نيغ / والله لن أشهد إلا بما علمت ، ؤرا ن زريغ س تجماع تينو غيدا كيغ / ولن أجاوز كلامي إلا ما عاينته ، هان ألينتخابات إروح داغ ؤزمزنونت / هاهو موعد الانتخابات قد حل علينا من جديد أفوغند داغ مدن كويان د ماديمون / فخرج القوم كل مع من يساند ، أوانا ؤريكين أدرار إكا آزغار / وجاب مهرولا السهول والجبال ، أكويان ما نيغان إتحاساب إضوران / وانهمك كل مرشح في إحصاء أفراد الدواوير . وتأسف الشاعر لأولائك الذين يبيعون ويشترون في ذمم العباد مستغلين آفة الفقر لاصطياد الأصوات في الجبال والسهول موجها نصيحة لمن أراد المحافظة على عرضه وشرفه أن يثبت في الادلاء بصوته وألا يكون سلعة تباع وتشترى ، وتساءل الشاعر بعد ذلك عن درجة كرامة الانسان الذي يساومه سماسرة الانتخابات ويعدون له أبناءه وذويه لمحاسبته على عدد الأصوات التي أدلى بها صحبة عائلته ، ذلك هو الذل بعينه – يقول الشاعر – إذ ما قيمة حياة الانسان إن غدا يصنف ضمن ما يشترى ويباع كالخرفان في الإسطبل ، وذلك ما نجده رفقة المتلقي ضمن هذه الأبيات : نيويد لخبار نسانيت مانيك إكا سوق / بلغتنا تفاصيل أنباء سوق الانتخابات ، أح ألمسكين أكي عاون ربي تنزيتن / آه أيها المسكين كان الله في عونك لقد تم ابتياعك ، إلا ماد فلاك إخلصن ياويد المال / وحصدت السماسرة أموالا باسمك ، أيان إزكان ماغات ف لعاراضانون / يا من كان رصينا إياك وشرفك ، أتيسانت إسوريلي أبلا ربي د لموت / ولتعلم أن ليس هناك سوى الله والموت ، أكولو ؤريكن أميا كين تاداليت / ما أقبح ذلا ومهانة … إغاك إتسوم كرا سيكنك لميزانس / أن يصبح الانسان سلعة تزان وتشترى ، أراون تحاسابن تاروانك دا دارون / يعد لك سماسرة الانتخابات أبنائك كلهم ، ؤكان إسكركيون زوند ؤلي غوداغاس / وحولوا أهلك إلى ماشية في المرعى أمان لحياة دا دارك ؤلا تيدي نون / بئس الحياة ورجولة يا من يباع ويشترى ، أيوفا غار أتكنت إلموت أتلدي روح / فالأفضل أن يسلم نفسه للموت لينزع روحه ، إزمر كايسوغ يان زنزنتين / فالخرفان هي التي تباع وتشترى ، إما يايلان لعاقلنس ؤرا تيد آوين / أما من كان عاقلا لن يسلم نفسه للسماسرة ، الرجال ليسوا سواء… وواصل الشاعر حديثه عن صنف آخر من المسؤولين الذين يقاومون الفساد ،مشيرا إلى سر قوة هذا الصنف من الغيورين على بلدهم وهو كونهم يحافظون على المال العام عندما يتولون المسؤوليات ولا تمتد أيديهم إليه ولو اشتدت بهم الحاجة مستدلا ببيت شعري لإحد فرسان الأغنية الأمازيغية الحاج عمر واهروش رحمه الله لما قال ” إن البطن الآكل للحرام ليفضح صاحبه أمام الملأ ” . إسنتاك ماسلكمن إركازن غيد لكمن / أتدري كيف وصل الرجال مبتغاهم …؟ أكويان دينا إغيلا حكامن غ ؤديسنس / كل واحد يجنب بطنه للحرام في منصبه ، أينا زران ؤران سيسن إك أفوس / ولا يمدن يديه إلى كل ما أبصرت عيناه ، إنا واهروش ليغ ؤرتا إكيز أكال / رحم الله أهروش القائل قبل أن يوارى التراب ، أهان أحليك نيان أرت إتكا د لعار / إن البطن ليفضح البعض أمام الملأ ، فحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا… ويحذر الشاعر في الأبيات الموالية الذين يلعبون بالمسؤوليات ظانين أن الأمر هين ، بل يقول شاعرنا إن هؤلاء ليلعبون بالنار من حيث لايشعرون ، مستدلا مرة أخرى بمعنى من كلام الله تعالى الذي عرض تحمل الأمانة على الجبال فأبين أن يحملنها فحملها هذا الكائن الضعيف الذي هو الإنسان /هذا الظالم لنفسه فلم يفلح في تحملها كما في الأبيات الشعرية التالية : إسان أكرا ماتوسيت ف ؤمكّرض نون / يا من تقلد المسؤولية إياك وثقلها … !!! لعفيت ؤرتكيت ماس إتلعاب لخلق / فالنار أخطر أن يلعب بها المرء ويستخف بها … أياك أدرار نتا أيومزن كلو دونيت / أليست الجبال هي التي أرست الأرض بكاملها … أسول إزكاتنت إكايس ؤلا تيكوسين / وأحكمتها كأوتاد متينة …؟ إعرضاسد ربي لامانت إناس آجيتين / عرض عليها الله الأمانة فأبت حملها ، ؤراس إزدار ؤراكيس إجنجم يات / مخافة عدم الوفاء بها لشدة ثقلها … ياسيت ؤفكان إكا ضالم إسنغوبوتنت / فحملها الانسان الظالم فخانها … وأوصى الشاعر مستمعيه قبل توديعهم أن حلاوة حياة الدنيا لا يتذوقها إلا من كرمه الله تعالى بالقناعة والصبر ، لينتقل بنا الشاعر إلى سرد بعض المناطق ببوادي المغرب حيث لاحظ فيها رجال خدموا بلداتهم بتأسيس الجمعيات والتصويت في الانتخابات على من هو أقدر بالمسؤولية لخدمة تنمية دواوير هذه المناطق وخص بالذكر مناطق إداوكنيضيف وأيت باها وتاسورت”الصويرة” وأملن وأمانوز وإداوسملال ، وكل هذا سيستشفه المتلقي رفقة الأبيات الشعرية الآتية : أباب ن صبر د لقنع آك ميكان آدونيت / ما ظفر بالدنيا إلا ذو صبر وقناعة آوانا ؤكان إران لاخبار أتند آوين / من أراد أن يتحقق من أخبار المناطق … إخاصات آيفوغ إسمساد آضارنس / عليه أن يشحد قدميه ويجول … أديك إداوكنيضيف دا آيت باهايان / ويزور “إداوكنضيف” و “أيت باها ” ، ؤلا تاسورت د واملن د ؤمانوز إفاغ / والصويرة و”أملن ” و” أمانوز” ، آر إداوسملال ليغ كادان إضوران / إلى أن يبلغ “إداوسملال” حيث تتحد الدواوير ، غين أغا كان ميدن لاصوات إوادا ران / وتعطي الأصوات لمن يستحقها ، إغ ؤر إخدم تمازيت ؤراتيد لكمن / فإن خدل البلدة فالكل سينفض حوله ، أتلا لجمعيات إركازن كاداناك / والفضل للجمعيات واستقامة الرجال ، أويلي ؤكان إساوالن ؤركصودن يان / الذين يدافعون عن مصالح البلاد بشجاعة ، بيدن غ ؤشبار ؤراكاتن إسيويد لخوف / يقفون وقفة رجل واحد بلا خوف ، إفوغ لعدو تمازيرت لي في كا أفوس / فتطهر البلدة ممن استولى عليها …