أمر الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بأكادير، أخيرا، بإيداع”زير النساء” بأولاد تايمة، السجن من أجل هتك عرض قاصر والتغرير بها والاغتصاب المفضي إلى فقدان البكارة والخيانة الزوجية وتزوير وثائق رسمية استعملها لإبرام عقد زواج من امرأة ثانية، دون علم زوجته الأولى، كما توبع بتهمة انتحال صفة ينظمها القانون، بعدما قدم نفسه لبعض ضحاياه وأسرهن بصفته شرطيا أو صحافيا مع أنه تقني فلاحي. وجاء اعتقال المتهم إثر شكاية تقدمت بها زوجته إلى الشرطة القضائية بأولاد تايمة تتهمه فيها بالخيانة الزوجية مع عدد من النساء، مدلية بحججها والأدلة التي اكتشفتها داخل أغراض الزوج، والمتمثلة في أزيد من 100 صورة فوتوغرافية توثق حياة زوجها رفقة فتيات في أوضاع حميمية، تارة يقبل بعضهن وأخرى يعانقهن، وأخرى ممددة في سرير النوم التقطها بفضاءات خارجية في حالة عناق بمدن مغربية مختلفة، منها أولاد تايمة وتارودانت وأكادير وانزكان والرباط والدار البيضاء ومراكش والصويرة والجديدة وأبي الجعد وغيرها. وكان”زير النساء”وهو من مواليد 1975 بأولاد تايمة، ويشتغل بإحدى الضيعات، يقدم نفسه لضحاياه وأفراد عائلاتهم عبر مختلف المدن المغربية، إما حاملا صفة “صحفي” أو”شرطي”. واختار”الزير”المتحدر من أحد دواوير جماعة الكدية البيضاءبأولاد تايمة، ضحاياه بعناية فائقة من الفتيات اللواتي يرغبن في الزواج والاستقرار العائلي، ويلج دور عائلاتهم من الأبواب الرسمية قصد الخطوبة، درءا لجميع الشبهات، وهو محمل بالهدايا ومرفوقا أحيانا ببعض أصدقائه لإضفاء “المعقول”على زيارته لطلب يد الضحية. وتفيد التصريحات أن”الزير” بدأ مساره الجنسي غير الشرعي سنة 2007، وذلك باقتناص أول ضحية وتتحدر من أبي اجعد، كانت تشتغل نادلة بإحدى المقاهي بأولاد تايمة، حيث أبدى لها رغبته في الزواج منها. وبرهن لها حسن نيته بالسفر والتنقل من هوارة إلى أبي جعد لمقابلة والديها وطلب يدها منهما للزواج بها. أعلنت الخطوبة رسميا وسط عائلة الضحية لتنطلق مع الفتاة رحلته الاستكشافية والاستمتاع بجسدها مدة ثلاثة أشهر، فقدت خلالها عذريتها عندما دس لها أقراصا منومة داخل مشروب، مكنه من سلبها تلك العذرية التي حملتها بجسدها من أبي جعد إلى هوارة. غادر المنطقة بعدما قطف ثمار مخططه، وقطع جميع اتصالاته، تاركا الفتاة عرضة للسخرية. انتقل بمخططاته من الفتيات الراشدات إلى القاصرات، إذ افتض بكارة قاصر، بعد أن سلك الطريقة نفسها، إذ دس لها المنوم في المشروب، ثم اغتصب قاصرة أخرى بالقوة بعدما اكتشفت بأنه يستغلها ويتماطل في الزواج منها. خطب عشرات الفتيات ضمنهم قاصرات، حيث كان يكتري بيتا يدخل عليهن فيه ويقيم مع كل ضحية حوالي ثلاثة شهور، ثم يسلم مفاتيح المنزل إلى مالكه ويغادر، في انتظار سقوط ضحية أخرى في فخه. عقد قرانه على زوجة ثانية سرا وإبرام عقد الزواج بها بإدلائه بوثائق مزورة استخرجها من مدينة الصويرة، وذلك دون علم زوجته الأولى التي أنجب منها أولادا، أو أي أحد من أفراد عائلته أو أقاربه أو معارفه. كانت أم الأولاد وزوجة “الزير” لمدة 15 سنة من الزواج، على علم وكامل اليقين بخيانته الزوجية لها، غير أنها لم يكن بين يديها أي دليل أو حجة على ذلك، سوى أن جميع من يعرفونه يصفونه ب “زير النساء”، إضافة إلى شكايات الجيران الذين كانوا يخبرونها بأنه دائما يستغل فرص غيابها عن المنزل أو سفرها رفقة أبنائها ليجلب إلى البيت ما طاب له من النساء، سواء من اللواتي كان يعدهن بالزواج، أو نسوة من بائعات الهوى. أن هجرته لبيت الزوجية لعدة أيام كانت تثير الشبهات. واعترف المتهم أثناء الاستماع إليه في جلسة ثانية بأن أولئك النسوة لم يكن من بائعات الهوى، بل هن مجموعة من الضحايا سبق أن خطبهن على سنة الله ورسوله، وعاشرهن قبل أن يتخلى عنهن بمكره وخداعه.