انطلق اليوم، 26 مارس 2018، بمدينة أكادير المنتدى الثاني للصداقة المغربية الصينية، الذي ينظمه مجلس جهة سوس ماسة تحت الرعاية الملكية السامية، وبشراكة مع جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية، وجمعية الشعب الصيني للصداقة مع الشعوب. وحضر الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى كل محمد ساجد وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، وجميلة المصلي كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي وامباركة بوعيدة المكلفة بالصيد البحري وابراهيم حافيدي رئيس جهة سوس ماسة، واحمد حجي والي الجهة والسفير الصيني بالمغرب ونائبة رئيسة جمعية الصداقة للشعب الصيني مع البلدان الأجنبية ومسؤولو الحكومات المحلية وممثلون عن الأوساط الثقافية والتجارية بالصين، بالإضافة الى عمداء ورؤساء مجموعة من المدن المغربية وكذا رجال اعمال مغاربة ونظرائهم من الصين. ويصادف المنتدى هذا الذكرى السنوية 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمغرب، كما يروم هذا الملتقى بحث إمكانيات تنزيل الشراكات الاستراتيجية التي تربط بين الرباط وبكين، والتي تم التوقيع عليها سنة 2016 من طرف الملك محمد السادس والرئيس الصيني كسي جين بينغ. ويتوخى ايضا تفعيل مختلف الاتفاقيات المبرمة بين المملكة المغربية والدول الافريقية خلال الزيارات المتعددة التي قام بها الملك محمد السادس لدول القارة السمراء، والتي جعلت من المغرب بوابة للولوج إلى إفريقيا بالنسبة للجمهورية الصينية. وفي جلسة افتتاح المنتدى تناول عدد من الشخصيات المغربية والصينية الكلمة، حيث قال ابراهيم حافيدي رئيس جهة سوس ماسة في كلمته الافتتاحية ان » هذه دورة تنعقد بعد الزيارة الناجحة والتاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لجمهورية الصين الشعبية في شهر ماي 2016، حيث أعطي خلالها للعلاقات المغربية الصينية نفسا جديدا وذلك بإمضاء عدة اتفاقيات استراتيجية في مختلف القطاعات بين البلدين ». وأضاف « إننا اليوم، كفاعلين و ومنتخبين محليين وجهويين، لنعبر عن مدى ارتياحنا الكبير ونحن نلمس الآثار والنتائج الأولية للدينامية التي شهدتها العلاقات الثنائية بين البلدين منذ الزيارة الملكية الأخيرة للصين، سأذكر منها النمو المهم والملحوظ لعدد السياح الصينيين الوافدين على المغرب، حيث بلغ عددهم حوالي 000 110 سائح سنة 2017، وذلك بفضل رفع التأشيرة عن المواطنين الصينيين الراغبين في زيارة المغرب ». وأكد الحافيدي أن »المشاريع الاستثمارية الجديدة كمشروع “مدينة محمد السادس طنجة تيك” التي ستحتضن أزيد من هذا النوع من الاستثمارات يدخل أيضا ضمن طموحاتنا لاسيما وقد ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في شهر يناير المنصرم مراسيم إعطاء انطلاقة التنزيل الجهوي لمخطط التسريع الصناعي، حيث تم التوقيع على عدة اتفاقيات لتشجيع ومواكبة القطاع الصناعي بجهة سوس ماسة، وذلك عبر تهيئة منطقة صناعية حرة وتحديد التحفيزات الخاصة للمستثمرين في المنظومات الصناعية كصناعة وصيانة السفن، صناعة السيارات، صناعة البلاستيك، الصناعات الغذائية، مواد البناء، 200 شركة صينية مختصة في عدة قطاعات: صناعة السيارات، صناعة الطائرات والنسيج والاوفشورينغ . ومن جهة اخرى، ركز السيد محمد ساجد وزير السياحة في كلمته على تطور العلاقات المغربية الصينية خاصة بعد توقيع اتفاقيات شراكة بعد المغرب والصين سنة 2016،حيث تم تسجيل تزايد مهم في عدد السياح الصينين للمغرب حيث ارتفع عدد السياح من 10000 سائح سنة 2015 الى 100000 سائح سنة 2017، مشيرا الى ان المغرب يطمح الى جلب 500000 سائح صيني في افق سنة 2020. واضاف أن وزارته ايضا تبحث سبل خلق خطوط جوية مباشرة تجمع بين المدن الصينية مع اهم الوجهات السياحية بالمغرب. كما تحدثت كاتبة الدولة في الصناعة التقليدية السيدة جميلة مصلي على الروابط التاريخية التي تجمع بين المغرب والصين واعتبرت ان فتح مسالك تعلم اللغة العربية بمعاهد وجامعات صينية وكذا فتح مسالك تعلم اللغة الصينية بالجامعات المغربية سيدعم التقارب بين البلدين، واكدت مصلي ان تنظيم هذا المنتدى في ظل تنزيل مضامين الجهوية المتقدمة بالمغرب، حيث اعتبرت انها الجهوية توجه سياسي واقتصادي يمكن ان يساهم في تطوير العلاقات المغربية الصينية، مشيرا ان تواجد مستثمرين وفاعلين صينين بجهة سوس ماسة سيساهم في تبادل الخبراء وانعاش الاقتصاد الجهوي بالمنطقة. فيما اكدت امباركة بوعيدة كاتبة الدولة في الصيد البحري أن هذا المنتدى يتوخى تطوير العلاقات ذات ابعاد ثلاثية تجمع المغرب والصين وافريقيا. ومن جهة اخرى، اخرى اكد السفير الصيني بالمغرب ان المنتدى سوف يعطي دفعة جديدة للعلاقات الصينية المغربية، معتبرا ان الشراكة الاقتصادية المغربية الصينية يجب ان تنصب على قطاعات الصناعة والسكة الحديدة والصيد البحري وصناعات السيارات بالإضافة الى الاستثمار في الطاقات المتجددة. كما اخدت الكلمة في افتتاح اشغال هذا المنتدى نائبة رئيسة جمعية الصداقة للشعب الصيني مع البلدان الأجنبية التي اكدت أن « الدورة الأولى التي عقدت في الرباط في عام2016 وشارك حولي 150 شخصا من الجانب الصيني والمغربي. وبعد السنتين من التنمية والتخطيط الدقيق، يسرنا أن نرى مزيد من التوسع لحجم هذا المنتدى، فيحضر أكثر من 200 شخصا من 17 مدينة ومقاطعة صينية لهذه الدورة ويكون عدد المشاركين لصينيين ثلاث اضعاف مقارنة مع الدورة الاولى ويبلغ اجمالي عدد المشاركين أكثر من 400 شخصا ». واشارت أنه « مع المرور المستمر للعلاقات الصينية المغربية، تتطلع الناس من الأوساط المختلفة تطلعا شديدا الى دفع التبادل بين الحكومات المحلية الصينية والمغربية وتعزيز التعاون في المجال الاقتصادي والتجاري والثقافي والمجالات الأخرى ». كما عرف اليوم الاول من اشغال المنتدى تقديم خلاصات المخطط الجهوي للتنمية الذي قدمه رئيس الجهة ابراهيم حافيدي الذي سلط الضوء على مميزات المنطقة اقتصاديا وسبل الاستثمار بها، بالاضافة الى بسط مسارات الاستثمار بالمنطقة وفرص دعم المستثمرين في عدة قطاعات خاصة بعد توقيع برنامج التنزيل الجهوي لمخطط التسريع الصناعي لجهة سوس – ماسة وتوقيع 8 اتفاقيات وبروتوكول المتعلقة بها. وبالمقابل حضر هذا المنتدى عن الجانب الصيني اكثر من 97 فاعلا اقتصاديا يمثلون قطاعات التجارة والصناعة الغدائية واللوجستيك والبناء والاشغال العمومية، كما يشارك في المنتدى وفد صين يمثل 10 مدن و7 اقاليم وجهتين صينيتين.