بدات القناة الثانية المغربية في تقديم الموسم الأول من النسخة المغربية لبرنامج "كوك استوديو"، بحيث أريد لهذا البرنامج الموسيقي الجديد أن يجمع الفنانين القدامى مع الشباب ليغنوا سويا من التراث المغربي بلمسة فنية جديدة. فبرنامج "كوك استوديو" برنامج يهدف إلى الجمع بين أجيال الموسيقى المغربية، و إلى تجديد الأغنية المغربية الأصيلة.و لابد أن نذكر هنا أن برنامج "كوك استوديو"، برنامج عالمي، تبث نسخته العربية على قنوات "إم . بي. سي". أما النسخة المغربية فقد باشرت بث حلقاتها منذ أسابيع قليلة و قد خلقت جدلا و نقاشا كبيرا سواء على المستوى الفنانين و الفنانات أنفسهم أو على مستوى الجمهور المتتبع لحلقات هذا البرنامج. ودون أن نخوض في تفاصيل مرور من عدم مرور هذا المشروع من بوابة طلبات العروض، فإن تكلفة البرنامج تقدر ب 2 مليار سنتيم. ميزانية كبيرة بالنسبة لمثل هذه البرامج. ولابد أن يسيل هذا المبلغ لعاب بعض الجهات. و إذا كان بعض الفنانين و الفنانات يستنكرون عدم مشاركتهم في الموسم الأول من النسخة المغربية، فحتى اللذين شاركوا لم يرتاحوا له، ناهيك عن عدم رضا الجمهور عن المستوى الفني و الموسيقي لأغلب ما قدم من الأغاني حتى الآن، بحيث كان المستوى ضعيفا في كثير من الأحيان. و لم يرقى التوزيع الموسيقي الجديد إلى درجة إعجاب المتلقي، بل كان في كثير من اللحظات دون طموح الجمهور الذواق بل كانت بعض الأغاني المقدمة أقل مستوى من نسخها الأصلية. أراء الوسط الفني في البرنامج فقد انتقد الفنان المغربي "فيصل عزيزي" بشدة القائمين على برنامج "Coke Studio" بنسخته المغربية، مؤكدا على ضعف المستوى الذي قدمت به أغنية "هاك آ ماما" من طرف الفنانين سلمى رشيد وماكسيم، حيث كان مقررا أن يشارك عزيزي قبل أن يتم إقصاؤه لأسباب غير معروفة. أما الفنانة المتميزة هدى سعد فقد وجهت انتقادات حادة للقائمين على البرنامج و نالت من الإخراج السيئ النية، بحيث أكدت الفنانة هدى أنها تعرضت للتهميش أثناء أدائها لأغنية "أنا فعارك يايما" التي غنتها مع صاحبة الأغنية الفنانة القديرة لطيفة رأفت. فقد عبرت الفنانة هدى سعد عن شدة غضبها إزاء تعامل المخرج مع صورها، بحيث تعمد، أن يشوه صورتها ، حسب تعليق الفنانة هدى. فقد بينت الفنانة كيف تجاهلتها الكاميرا بشكل واضح رغم المجهود الذي بدلته لإمتاع المشاهدين. أضف إلى ذلك أن عائلة شقارة لجأت إلى القضاء من أجل إنصاف تراث والدها الفنان المرحوم عبد الصادق شقارة وتتهم البرنامج باستغلال أغنيته دون موافقتها. فقد أوكلت ابنة المرحوم عبد الصمد شقارة محاميا لوضع شكاية ضد "كوك استوديو"، الذي يعرض على القناة الثانية "دوزيم"، بسبب تجاهل الإشارة إلى أن ملكيتها تعود لوالدها الفنان عبد الصادق شقارة، إضافة إلى تغيير عنوانها إلى "أطرطق البارود". و يبدو أن طاقم البرنامج اعتبر بأن بعض الأغاني التي تجاوز عمرها 50 سنة تعتبر من التراث المغربي، إذن فهو ملك لكل المغاربة و بالتالي لا حاجة لطلب موافقة عائلة الفنان عبد الصادق شقارة. أراء الجمهور المتتبع لبرنامج "كوك استوديو" أستغرب المتتبعون للمستوى الضعيف و المتدني للأداء الفني و الموسيقي الذي قدمه البرنامج لحد الساعة. فرغم الميزانية الكبيرة التي خصصت لإعداد البرنامج، و رغم وجود الموسيقيين و العازفين اللازمين للمهمة، و رغم تجند فريق كبير، فقد لوحظ أن المستوى الفني و الموسيقي يتدبدب بين حلقة و أخرى. مما ولد لدى الجمهور الحسرة على كيفية التعامل مع التراث الفني و الموسيقي المغربي. فقد عبر البعض أنه لو عزفت هذه الأغاني بنفس الطريقة الأصلية لكان الأمر أفضل بكثير. فرغم ما قيل عن المجهودات المبذولة من ناحية التوزيع الموسيقي، إلا أن في الواقع يرى البعض أن هذا التوزيع قد أساء للأغنية المغربية و شوهها بشكل صارخ. و إذا عدما إلى بعض الحلقات التي قدمت، نتفاجأ فعلا بالاداء الضعيف و الغريب لبعض الأغاني المغربية الرائعة كالتي أداها الفنان الراحل محمد رويشة "إيناس إيناس". بحيث كان الفنان عبد العزيز الستاتي و الفنان عبد الحفيظ الدوزي محط انتقادات كثيرة بعد أدائهما السيئ لهذه الأغنية. و بالتالي لم تحظ النسخة الجديدة لأغنية "إناس إناس"، بالنجاح المتوقع. فقد تبث فشل القنانين في أداء أغنية الراحل محمد رويشة، بحيث عبر عدد من رواد "فايسبوك"، عن رفضهم لنسخة الأغنية بصوت عبد العزيزالستاتي و عبد الحفيظ الدوزي، معتبرين أن في الأمر "إهانة للأغنية الأصلية. و على عكس هذا الأداء السيئ و الضعيف جدا ، فقد أجمعت تعاليق المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، على أن المغني المصري حمزة قد أفلح في إعادة غناء نقس الأغنية "إناس إناس" بطريقة أجمل و أروع مما جعلها تنتشر بشكل كبير و سريع على شبكة الأنترنيت. أما الفنانة الشابة سلمى رشيد التي عرفت بشخصيتها المتميزة و بصوتها الجميل، فلم تبرز بالشكل اللائق بها حين شاركت في تأدية إحدى الاغاني الشعبية"هاكا ماما" الأقل تصنيفا مقارنة مع جودة و تميز الأغاني الشعبية المغربية الناجحة. إضاءات قليلة و مع كل هذه النقط السلبية في البرنامج، إلا أن هناك بعض الإضاءات رغم قلتها، فقد أشاعت بصيص من الأمل لعل و عسى أن يطور البرنامج من أدائه و أن يبلرو أفكاره الموسيقية و الفنية في القادم من الحلقات، و أن تتوسع رقعة الفنانين المستفيدين من هذه الكعكة لتشمل شريحة واسعة من الفنانين المؤدين و الفنانات المِؤديات و الموسيقيين كذلك، حتى لا تقتصر الاستفادة على البعض دون الاخر. فيكفي أن نرى مشاركة الفنانة القديرة لطيفة رأفت و روعة صوتها وتميز أدائها الباهر. و فرح كذلك الجمهور بطلة الفنانة سعاد حسن المعروفة بتأديتها للأغاني المغربية، و التي أدت بصوتها القوي و الشجي أغنية "الغزال فاطمة" التي تعتبر من أغاني "الملحون" مع الفنانة نبيلة معان. و الجميل كذلك في مشاركة الفنانة خولة مجاهد ذات الصوت القوي و المتميز خصوصا في أداء اللون الغربي، مع أنها لم تقم بالاختيار الجيد للأغنية التي تليق بجبروت صوتها. و مع ذلك فقد تفوقت، مع أن إمكانياتها أقوي من الأغنية المختارة " مول الكوتشي" ، بحيث أدتها مع الفنان فيصل. و لن ننسى هنا ذكر المشاركة اللافتة و الرائعة للفنانة القديرة، كوكب المغرب، الفنانة حياة الإدريسي، بحيث أدت أغنية "ساعة سعيدة" مع الفنانة الشابة و الجميلة ابتسام تسكت. فلولا هذه الشموع الفنية لكانت مجهودات القائمين على برنامج "كوك استوديو" في مهب الريح. تساؤلات و جوابا على استنكار بعض الفنانين عن عدم استدعائهم للمشاركة في البرنامج، فقد صرح أحد الموزعين الموسيقيين،حميد الداوسي بأنه "لا يمكن لجميع الفنانين المشاركة في تظاهرة واحدة، أو برنامج واحد في السنة. " لكن ماذا سيقول الداوسي عن الفنانين اللذين شاركوا مرتين في النسخة الأولى لهذه السنة؟ كما نود أن نسأل كذلك عن نصيب الفنان الأمازيغي في هذا البرنامج؟ و هل فعلا بهذا الظهور الباهت لأغلب المشاركين سيمكن تجديد الأغنية المغربية الأصيلة؟