شدد محمد المودن، رئيس جمعية سوس ماسة درعة «مبادرة»، المانحة للقروض الصغرى «الشرف»، بدون فائدة أو ضمان، لمواكبة وتمويل واحتضان حاملي أفكار مشاريع، أن التحدي الكبير الذي رفعته الجمعية هو تعميم التجربة على مجموع جهات المملكة، خاصة بعد نجاحها بجهة سوس ماسة درعة، إذ بلغ عدد المقاولات المستفيدة والمحتضنة 127 مقاولة في جميع التخصصات، ووصلت نسبة استرداد الديون، التي تعتبر مؤشرا لنجاح المقاولات، إلى 85 في المائة. وقال: إن هذه التجربة التي أطلقتها، خلال 2008، جمعية سوس ماسة درعة «مبادرة، هي تجربة ذات أصول فرنسية، انطلقت بها منذ 25 سنة، احتضنت 16 ألف مقاولة فرنسية، مكنت من خلق 38 ألف منصب شغل، بفضل شراكة 246 جمعية فرنسية مانحة. وأفاد أن إنشاء جمعية (س.م.د) «مبادرة»، جاء باقتراح من وزارة التجارة والصناعة، وبمبادرة من مجلس جهة سوس ماسة درعة، وغرفة التجارة والصناعة والخدمات لأكادير، بمساعدة تقنية من الفدرالية الفرنسية لجمعيات قروض»الشرف». وتهدف الجمعية إلى المواكبة وتمويل، من خلال قرض شرف بدون فائدة أو ضمان، المقاولين الشباب حاملي المشاريع، إذ يتراوح مبلغ القرض ما بين 10 آلاف درهم و 100 ألف درهم. وتصل نسبة تمويل المشاريع إلى 70 في المائة من حجم الاستثمار المالي لصاحب المشروع، على أن يكون الاستثمار الإجمالي للمشروع يتراوح ما بين 30 ألف درهم و مليون درهم. وتبلغ مدة استرداد القرض 48 شهرا، مع مدة إعفاء تتراوح ما بين 3 أو 6 أشهر. وتشتغل الجمعية مع شبكة من الشركاء من المؤسسات العمومية والخصوصية، سيما مجلس جهة سوس ماسة درعة، وغرفة التجارة والصناعة والخدمات، ووكالة التنمية الإجتماعية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمجلسين الإقليميين لتزنيت وإيفني، والمركز الجهوي للإستثمار، و»لانابك»، ومجموعة من شركات الخواص. وبلغ مجموع القروض الممنوحة التي وفرها الشركاء خلال سنة 2012 ما قيمته 7 ملايين و 795 الفا و 479 درهم. وتوضح لوائح المستفيدين والمستفيدات من قروض»الشرف»، أن الأنشطة الاقتصادية للمستفيدين همت قطاعات الصناعة التقليدية والسياحة والخدمات والتربية والتعليم والسينما والتجارة والصناعة، وتوزعت على جميع عمالات وأقاليم الجهة، بكل من أكادير وإنزكان واشتوكة آيت باها وتزنيت وتارودانت وورزازات وزاكورة. ومكنت قروض الشرف من فتح أوراش لأنشطة إنتاجية في مجال إعادة صناعة البلاستيك والمجوهرات والحليب والأركان والعسل والعلف والسمعي البصري. كما ساهمت هذه القروض في فتح مؤسسات تربوية ترتبط بدور الحضانة والتعليم الأولي والإبتدائي، إضافة إلى خلق دور للضيافة والنقل السياحي، ومكاتب الدراسات، ومدارس التجميل، وفضاءات الإتصال السمعي البصري، والمقاهي والمطاعم والمخبزات، وورشات للنجارة والحدادة، والخياطة، والمعلوميات. وعزا رئيس الجمعية نجاح المبادرة إلى هوية الجمعية وجديتها ونوعية أطرها وهياكلها والمؤسسات المنخرطة فيها، وكذا المؤسسات العامة والخاصة المانحة، إضافة إلى انتقاء المشاريع التي تعطي الأولوية للمنفعة العامة للجهة، والمحدثة بالمجال القروي أو بالأحياء الهامشية للمدن المشكلة للجهة من قبل خبراء. كما أن المترشحين المقبولين من طرف لجنة المصادقة على قرض»الشرف»يستفيدون من دورة تكوينية مركبة من عشر وحدات مرتبطة بالمقاولة ومحيطها، وذلك بهدف تطوير معارف ومهارات خالقي المقاولات، بهدف مواجهة العراقيل التي قد تعوق استمرار المقاولة. وأوضح أن تنشيط وحدات التكوين يوكل لمختصين يجمعون ما بين الشقين النظري والعملي، من خلال سنوات تجربتهم الخاصة. وتشمل وحدات التكوين الأهلية والكفاءة المقاولاتية والتسيير المالي للمقاولة(المحاسبة)، وكذا الإطار القانوني لإنشاء المقاولة وتقنيات البيع وتقنيات التواصل، إضافة إلى تمكينهم من التدريب على دراسة جدوى المشاريع والنظام الجبائي وقانون التجارة والعلاقات البنكية وقانون الشغل والإلتزامات الإجتماعية.