حقائق مرّة محزنة وقفت عليها أكادير 24 أنفو، في استقصاء معاناة مريضة مصابة بالسرطان، تنتظر دائما وأبدا بهدوء موعدا للفحص بالسكانير الذي يسبق عادة إخضاع المريض للعلاج بالأشعة بمركز الأنكولوجيا بأكادير التي تشرف عليها الأميرة للاسلمى، رئيسة جمعية «لالة سلمى للوقاية وعلاج داء السرطان» شخصيا، على بنائها وتجهيزها، وتتبع أدق تفاصيلها. بدأت محنة "فاطمة بوطيب" مريضة بالسرطان البالغة من العمر 59 سنة قبل 10 أشهر، بعدما أجرت عملية جراحية لاستئصال الرحم بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، بتوجيه من مركز الأنكولوجيا. ونصحها الطبيب المعالج بالتعجيل في إخضاعها سريعا للعلاج بالأشعة والتي لا تحتمل التأخير، لكن آمالها في الشفاء تبخرت، بعد رفض إدارة المركز الجهوي للأنكولوجيا بأكادير استقبالها من جديد، وتجاهلها. ورغم ذلك رابطت بالمركز المذكور تتألم وتستغيث، لعل ضمير المسؤولين والمشرفين على مركز الأنكولوجيا بأكادير تفيق من غيبوبتها، ولعلها تنجح في ضبط موعد قريب للفحص بالسكانير. غير أنها كانت تتفاجأ في كل مرة "سيري حتى نعيطو ليك في التيليفون" وهو ما لم يتحقق. وفي اتصال جريدة أكادير 24 أنفو، قبل 4 أشهر بمدير المركز للاستفسار عن حالة المريضة، أحالنا بدوره على رئيس قسم الأشعة، الذي أفاد أنه أجرى اتصالا مع الطبيب المشرف على حالتها و أخبره بدوره أنه يستحيل إجراء السكانير حاليا بسبب الضغط الكبير على الطبيب المعالج وأن لائحة الانتظار لديه تفوق 120 مريضا وما عليها إلا الانتظار. بعدما انتظرت أزيد من 10 أشهر، لم تتم المناداة عليها، ما اضطرها إلى الدخول دون استئذان، مكتب الطبيب، لتشرح له معاناتها، فكان معاتبا لها عن غيابها كل هذه المدة بحكم حالتها الصحية الخطيرة التي تستدعي التدخل العاجل. لدرجة وصفت للجريدة أن الطبيب وضع يديه على رأسه وحمّل كامل المسؤولية لأطر قسم الأشعة في ما يخص التعثرات و الاختلالات التي تمس المواعيد حسب تصريحها للجريدة. استغاثة المريضة وانتظارها ووصف الطبيب خطورة وضعها لم تشفع للطاقم الإداري مرة أخرى عن العدول عن قرار عشوائي غير مسؤول بل تمادت الإدارة أكثر، ومنحت أخيرا المريضة موعدا لإجراء سكانير الذي يسبق عادة إخضاع المريض للعلاج بالأشعة اليوم الأربعاء 12 أبريل 2017 بعد مرور أكثر من أسبوعين على اللقاء الأخير لها مع الطبيب لتصل مدة الانتظار 10 أشهر كاملة. وكأن لا حياة لمن تنادي. هل من المعقول ان تنتظر امرأة مريضة بالسرطان لمدة 10 أشهر بعد إجراء عملية استئصال الرحم لإجراء فحص السكانير ولا تباشر العلاج بالأشعة كل هذه المدة؟ وهل يضمن الطبيب عدم تردي حالتها أم تنتظر حتى الوفاة لا قدر الله ثم تعطي الإدارة موعداً آخر؟؟ وما جدوى الحملات التحسيسية والوصلات الإشهارية للكشف المبكر عن السرطان التي تصرف عليها وزارة الصحة وجمعية للاسلمى لمحاربة السرطان مبالغ مالية باهظة إن كانت اللامبالاة والاستهتار بحياة المرضى من طرف إدارة مركز الأنكولوجيا بأكادير التي ظلت تتفرج على المريضة وهي تنتظر أن تحن قلوب الطاقم الإداري لقسم الأشعة ويتفضلون بإجراء فحص السكانير التي تعد مصيرية في الحياة لكثير منهم. هذا الواقع يفرض على وزير الصحة الحسين الوردي بالتدخل و فتح تحقيق في الحالة "الكارثية" لمركز جهوي كبير و عصري مختص في علاج أمراض العصر ( السرطان) الأنكولوجيا بأكادير وخصوصا قسم الأشعة في ضبط المواعيد الطبية عوض "سيري حتى نعيطو ليك في التيليفون" أو سير حتى تموت".