عبر نزلاء السجن المحلي بايت ملول، عن استيائهم وتذمرهم من نتائج الزيارة التي قام بها حفيظ بنهاشم المندوب السامي مؤخرا للسجن المحلي، مرفوقا بوفد يمثل عدد من مسؤولي المندوبية إلى جانب المدير الجهوي ومديري سجن انزكان وايت ملول، وقال عدد من النزلاء في إفاداتهم (لأكادير 24) إن المندوب السامي، تجاهل الحديث إلى النزلاء، مكتفيا بالمرور من أمام ساحة الفسحة الرئيسية، وكذا بالجناح الخاص بالأحداث دون أن يكلف نفسه عناء الحديث إلى النزلاء، واستطرد هؤلاء،أن عدد من النزلاء كانوا يأملون الحديث إلى المندوب السامي خلال هاته الزيارة، لطرح مجموعة من مطالبهم العادلة والمشروعة، وكذا رفع تظلماتهم وشكاياتهم المتعقلة بمشاكل التغذية والزيارات العائلية، والحرمان من مجموعة من المواد الغذائية التي أضحوا محرومون منها في عهد الإدارة الحالية، هذا إلى جانب مشاكل النزلاء المستعصية مع بعض الإدارات العمومية والمتعلقة أساسا بتأخر توصلهم أو من ينوبون عنهم من ذويهم بالمراسلات الإدارية في أوقاتها المناسبة. وفي نفس السياق، استنكر نزلاء السجن، امتياز العزلة بجناح (د) والتي بات يتمتع بها بعض النزلاء المحضوضين داخل السجن بدون وجه حق، رغم أن نزلاء آخرين تتوفر فيه نفس الشروط لكن دون أن يحضوا بهذا الامتياز، وأورد هؤلاء نموذج أستاذ جامعي معتقل على ذمة جريمة قتل، حيت تمكن الأخير بفضل علاقته بمسؤولي السجن نهاية الأسبوع الفارط، من الاستفادة من العزلة والاستفادة من غرفة خاصة توفر لصاحبها ظروفا مريحة بعيدا عن الإكتظاض التي تعرفه باقي الزنازين، وتسائل هؤلاء، عن المعايير التي استفاد فيها الأستاذ المذكور من الاستفادة من غرفة خاصة به إلى جانب بعض الإمتيازات الأخرى، رغم أن الغرفة المذكورة هي في الأصل مخصصة لعمال النظافة بالمركب السجني أو ما يطلق عليهم (بالكولاف)، حيث تم إعادة توزيع هؤلاء على زنازين أخرى يزيد عدد نزلائها على الثلاثين نزيلا. ويشار أن بن هاشم، أشرف خلال هاته الزيارة على تفقد الزنازين والأحياء السجينة التابعة للسجن المحلي، قصد التأكد من مدى تطبيق إدارة السجن للمذكرة الصادرة يوم 27 غشت الجاري الموجهة للمديرين الجهويين ومدراء السجون، والتي تؤكد في مضمونها على رفع حالة التأهب القصوى استعدادا لاستقبال وفد حقوقي تابع للأمم المتحدة، وتضيف مصادر من داخل السجن (للأكادير24) أن إدارة السجن بادرت، ومنذ صدور المذكرة إلى القيام بحملة تنظيف واسعة، شملت كل المرافق التابعة للمؤسسة السجنية،حيث تم تسخير مجموعة من النزلاء الحرفيين في أشغال صباغة وطلاء الجدران بشكل مكثف،وكذا تجميع النزلاء المرضى والمختلين عقليا بجناح خاص بهم، وعزلهم عن باقي سجناء الحق العام، مع توفير مياه الاستحمام الدافئة للنزلاء وكذا توفير الأدوية، وهو الأمر الذي ترك استغراب النزلاء الذين يعانون الأمرين كلما رغبوا في الحصول على بعض المطالب البسيطة، معتبرين هاته الإصلاحات المستعجلة، مجرد لحظات عابرة لا تعكس حقيقة الأوضاع المعاشة داخل السجن. سعيد بلقاس