سيصاب كل من يلج مدينة أكادير، بلا شك، بدهشة الصور والتباس الأيقونات وتزاحم البنيان، وعراء مقزز للأشجار والأغصان، مما يفضي إلى هجرة مزمنة للطيور التي تنشر قيم السلام والحرية.. الداخل إلى أكادير لن يلفي أية علامة سيميائية تشير إلى أنه في مدخل المدينة أو خارجها، ولسان حاله يهجس بالسؤال القفل من أين سندخل؟ من جهة طريق مراكش، أو طريق القامرة، أو طريق الصويرة؟ أو من مكان سري زئبقي أو افتراضي قد تجود به مخيلة GPS؟ ولهذا يصاب الزائر البري بحيرة العنوان، وبتيه سيبدده بمكالمات هاتفية لأصدقاءه أو أقاربه، أو البحث عن إشارات يتفنن المارة في التعبير عنها وفق سخاء الأمزجة.للوصول إلى الجوهرة الزرقاء أكادير... كل المدن العالمية تمتلك معابر ومداخل تترجم تاريخ المدينة وجغرافيتها ولغتها وتقاليديها وطقوسها.... أكادير تفتقر لبوابة سحرية جذابة تؤشر لعظمة تاريخها ورمزية تراثها العلمي والتاريخي ،وتجسد بحق مقاومة ساكنتها بصبر الشعراء والمغامرين لنكباتها وخساراتها وخطوبها، وما عاشته من عثرات وكبوات لتحيا شامخة مثل شموخ أكادير أفلا وقصبته الهتشكوكية... هذه المدينة تأبى التصنيف الجينالوجي والأنطولوجي، فهي تستحم في بحيرة التقليد ويجرفها من حين لآخر تيار التحديث، بل هي مزيج درامي من التقليد الرمزي والتحديث المجهض... مدينة منفتحة على كل الثقافات والقيم الكونية، متصالحة مع ذاتها وماضيها ينعكس ذلك على ساكنتها التي تتلائم بذكاء مع كل الشعوب والحضارات التي وفدت على المدينة ، ويشهد مجدها السياحي في الزمن الذي مضى على ذلك... اكادير نظمت مطلع القرن المنصرم مسابقات دولية في مختلف أنواع المسابقات، خاصة سباق السيارات، ومسابقات رياضية ذاع صيتها دوليا، كما تفوقت في تنظيم مؤتمرات فكرية وعلمية وجامعات صيفية... وكانت ذات زمن سياسي نموذجا يحتذى به في تدبير الشأن المحلي.... معظم حركات التغيير والتمرد على السائد والشائك عبر التاريخ انطلقت من سوس العالمة... أكادير قطعة ثلج تذوب في الألسنة والافئدة,,, أكادير سر من رآك....... افتحوا المدينة على العالم بمداخل تشكيلية حقيقية ذات أفق إبداعي عميق، تتوائم وتاريخ وتراث المدينة ... انقدونا من النافورات المعطلة والأعشاب الميتة وورود شواهد القبور..