حرارة وعاصفة رملية تنشران الرعب بأكادير وفاة أطفال ومسنين ودرجات الحرارة تجاوزت 51 وانقطاع الكهرباء بسبب الرياح خلقت العاصفة الرملية التي ضربت أكادير يوم ثاني عيد الفطر، واستمرت عدة دقائق، حالة من الرعب والهلع والارتباك وسط المئات من المصطافين والسياح، الذين فروا حفاة عراة في اتجاه المباني طلبا للحماية. وتسببت العاصفة الرملية المفاجئة في اقتلاع المظلات الشمسية وإسقاط العلامات الإشهارية وتمزيق اللافتات، وانقطاع التيار الكهربائي، كما أن المقاهي والمطاعم الشاطئية امتلأت بالرمال. العاصفة التي تزامن هبوبها مع موجة حرارة مفرطة تجاوزت 47 درجة تحت الظل، و51 تحت الشمس بالمدينة وضواحيها، غطت سماء اكادير بغبار كثيف حجب الرؤية، وحولها إلى حمرة قاتمة خيمت عليها عشرات الدقائق، صاحبها هيجان البحر، ما ذكر سكان أكادير بالزلزال الذي ضربها في الستينات، إذ سادت الظروف المناخية نفسها آنذاك. وإذا كانت الأرصاد الجوية اعترفت بتسجيل أعلى درجة للحرارة بأكادير إثر بلوغها 47 درجة، فإن اللوحات التي ترصد حرارة الجو المثبتة بشاطئ أكادير سجلت أزيد من 51 درجة. من جهة أخرى، خلفت موجة الحرارة المفرطة التي عمت منطقة سوس، وأكادير بشكل خاص على مدار الأسبوع، وفاة شخصين بسبب ضربات الشمس، إذ لقيت سائحة ألمانيه كانت بالشاطئ حتفها، وعجوز يبلغ 70 سنة من العمر ضواحي آيت ملول. وأوردت بعض المصادر أن ثلاثة أطفال، على الأقل، لقوا حتفهم أثناء سباحتهم بالبرك المائية لواد سوس. كما أرغمت الحرارة المرتفعة بمنطقة اشتوكة آيت باها، عددا من الشركات الفلاحية على تخفيض مدة العمل داخل البيوت البلاستيكية إلى أربع ساعات يوميا، بين الساعة السادسة والعاشرة صباحا، فيما ما تزال الجمعيات المهنية الفلاحية تحصي خسائرها نتيجة موجة الحر. وأدت موجة الحرارة التي عرفتها تارودانت التي فاقت درجتها أحيانا خمسين درجة، إلى وقوع العشرات من حالات الإغماء مما استدعى نقل عدد منهم إلى قسم المستعجلات بالمركز الصحي الاستشفائي الإقليمي المختار السوسي لتلقي العلاج، وتبين لدى الجهات الطبية أن تلك الحالات عادية، وهي ناتجة عن عدم تحملهم للحرارة المفرطة، خاصة أن بينهم من يعاني مرض السكري. وأفادت الأنباء الواردة من منطقة طاطا أن أزيد من ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم خلال موجة الحر التي ضربت المنطقة، إذ أودت موجة الحرارة بالإقليم لتي فاقت 47 درجة تحت الظل، بحياة أربعة أشخاص، اثنان ببلدية أقا وضواحيها، ومسن عثر عليه متوفى بأحد الحقول، وآخر كان مريضا بالسكري، إضافة إلى شخصببلدية طاطا، مع تسجيل عدد من حالات الإغماء التي تم نقلها إلى المراكز الصحية. وأوضحت مصادر من المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة أن الحالتين المسجلتين ببلدية طاطا، يمكن ارجاعهما إلى الحرارة لان التشريح الطبي، أظهر وجود جفاف في الكلي، فيما حالتا الوفاة بأقا، فرغم أن عامل الحرارة كان مساعدا، لا يمكن القول طبيا إنهما نجمتا عن ارتفاع درجة الحرارة. إلى ذلك، أجبرت موجة الحرارة سكان أكادير والمراكز الحضرية المحيطة بها، كبنسركاو وأنزا وتكيون وإنزكان والدشيرة وآيت ملول على هجرة مساكنهم ليلا في اتجاه شاطئ أكادير بحثا عن البرودة، حيث اضطر الأمن العمومي لقطع عدة محاور طرقية بالمدينة لتأمين تدفق الآلاف من السيارات القادمة من مختلف المناطق المجاورة لأكادير والمتجهة صوب الشاطئ. وقد شوهد المئات من العائلات تحمل الأفرشة وقنينات الماء متجهة نحو الشاطئ. وكشفت موجة الحرارة سوء التخطيط وتدبير المجال الحضري بالمدينة من قبل المسيرين المتعاقبين على تدبير الشأن العام، إذ اختنقت جميع الشوارع “الكبرى” والمتوسطة بأكادير نظرا لضيقها. كما أكدت الحرارة فشل السياسة الحضرية التي ظل المسؤولون عنها يولون العناية الفائقة بالشريط الساحلي، مهمشين باقي الأحياء التي أريد لها أن تكون مجرد مراقد للسكان ، إذ لا تتوفر على فضاءات تستقطب قاطنيها، وتعفيهم من محنة البحث عن متنفسات للسير والجولان بالشاطئ، المحتل أصلا من قبل المؤسسات السياحية، باعتباره الفضاء الأوحد والرحب للجولان.