“القرية في السينما المغربية”… موضوع الدورة الثالثة للجامعة القروية محمد خير الدين، التي تمت برمجتها في إطار فعاليات الدورة السابعة لفيستيفال تيفاوين الذي انطلق أمس الخميس بتافراوت، ويتواصل إلى غاية الأحد 26 غشت من الشهر الجاري. لجنة فيستيفال تيفاوين اختارت موضوع “القرية والسينما” انسجاما مع تيمة الفيستيفال، فكانت أول جلسة علمية عقدت بمدرسة محمد الخامس بتافراوت صباح يوم الجمعة 24 غشت الجاري، شارك فيها الأستاذ الباحث والناقد السينمائي المغربي أحمد بوغابة، وتم خلالها تقديم أول مولود لدورة الجامعة القروية محمد خير الدين ” تافراوت وأملن: مؤهلات، ثقافة وذاكرة”، وهو كتاب يؤرخ ويوثق لحاضرة تافراوت على غرار ما سبق توثيقه بالنسبة لحواضر سوس، قام بتقديمه الأستاذ أحمد الخنبوبي، باحث ومن بين الأساتذة 23 المساهمين في تاليف الكتاب الذي قسم لأربعة محاور أساسية، باللغتين العربية والأمازيغية. خلال الجلسة الافتتاحية، اعتبر رئيس جمعية مهرجان تيفاوين الحسين الاحسيني الجامعة القروية محمد خير الدين ورشا ثقافيا مفتوحا، ومنتدى سنويا يربط القرية بمحيطها، وأن الهدف من الدورة جعل المنطقة وجهة سينمائية على غرار ورزازات، لما للقرية من بعد تنموي وثقافي ودلالة رمزية ودلالات عميقة. وفي إعجاب منه بالمنطقة، اعتبر الأستاذ أحمد أبو غابة في بداية تدخله أن الطريق إلى تافراوت هو مجموعة من المشاهد واللقطات الخلابة، لا يمل الزائر منها رغم طول المسافة. الناقد السينمائي ربط في تدخله بين معنى تيفاوين ” الأنوار” والسينما، في إشادة منه باختيار جمعية فيستيفال تيفاوين لموضوع الدورة الثالثة للجامعة القروية محمد خير الدين، باعتباره خروجا عن المألوف. أحمد أبو غابة تطرق في تدخله لأفلام سبق مشاهدتها، تم تصويرها في فضاء القرية من قبيل أفلام رعاة البقر، … بالإضافة إلى أفلام مصرية كفيلم الأرض الذي صور بالقرية المصرية. بالنسبة للمغرب يضيف الاستاذ أبو غابة أن الاعتقاد السائد هو: ” كل ما هو خارج المدينة مجال فوضوي، والإنسان القروي سادج، فالنظرة السائدة للقرية هي نظرة دونية وفوقية، ينظر إليها بتعال وكذا كل ما يرتبط بها. فهناك تنافر في العلاقة بين الكاميرا والإنسان بالقرية. فهناك أفلام المقاومة صورت في القرية، تم الاعتماد عليها لتصوير تاريخ المغرب من قبيل فيلم “وجها لوجه” ،”خربوشة”…. خلال عرضه، ذكر أبو غابة أن نسبة كبيرة من الأفلام المغربية المصورة في القرية تطرقت لمشكل التمدرس، اعتبارا لكون بعض كتاب السيناريو أساتذة عاشوا التجربة وجسدوا معاناتهم في القرية من خلال الأفلام التربوية القصيرة، بالإضافة إلى أفلام تركت بصماتها واضحة في السينما المغربية من قبيل ” الراكد”، ” شاطئ الأطفال الضائعين”… يذكر أن الدورة الأولى للجامعة القروية محمد خير الدين خُصِّصت الدورة الأولى من الجامعة في يوليوز 2010 لموضوع شامل حول ثقافة وذاكرة ومؤهلات الأطلس الصغير، عموما، وتافراوت على وجه الخصوص، وعرفت تدخل ما يزيد على عشرين أستاذا وباحثا من مختلف المشارب العلمية. ففي ظل جمود الانتاج العلمي الذي تعرفه الجامعات المغربية وخروجا عن المألوف، تأسست الجامعة القروية محمد خير بتافراوت منذ ثلاث سنوات في إطار فكرة الجامعات الشعبية، التي ولدت في ظل تراجع في البحوث العلمية، وتراهن على إخراج العلم من بين أسوار الجامعات ونخبة المثقفين فقط،. الجامعة القروية التي ارتبطت يمنطقة أدرار، هي فضاء للتواصل بين النخب الفكرية والأكاديمية والفعاليات الجمعوية والباحثين والمهتمين بمجال القرية، ثراثها وفنونها وعلومها وتاريخها ورجالاتها ومؤهلاتها في أفق تسويقها وخدمة تراثها وصيانته والإنتصار له. اللجنة الإعلامية المواكبة لمهرجان تيفاوين