أسئلة كثيرة يطرحها الصائمون خلال الشهر الفضيل، ومنها ما حكم الجماع في رمضان؟ و هل عقد القران في رمضان حلالٌ أم حرام؟ للإجابة على هذه الأسئلة، نقول: شهر رمضان المبارك هو شهر عبادةٍ ونسكٍ، وفرصة للترفّع عن كل الملذّات الدنيويّة. لذا، هناك اعتقاد سائد بين الناس مفاده بأن العلاقات الحميمة بين الزوجين هي محرّمة خلال فترة الصوم. فما مدى صحة هذا الاعتقاد؟ وهل من الجائز ان يمتنع الزوج عن زوجته طوال الشهر الفضيل؟ إن الممارسة الحميمية أمرٌ طبيعيٌ وضروريٌ في العلاقة الزوجية، وقد ركّز الإسلام على أهمية هذه العلاقة، حتى في شهر الصيام ،شرط احترام البروتوكول الخاص بذلك، وهو يبدأ أولاً بالالتزام بالمواعيد التي يُباح الجماع خلالها . من المهم ،في المقبل، ألا ينقطع الودّ بين الزوجين خلال فترة الصوم ،الأمر الذي يؤثر سلباً على الحب الذي يجمعهما. المواعيد التي يُباح خلالها الجُماع: إن الإسلام حرّم العلاقة الحميمة بين الزوجين خلال فترة الإمساك، لأن فعله يعدّ من المفطرات التي تُفسد الصوم، لكنه في المقابل أباحها بعد الإفطار وقبل السحور أي بعد المغيب و قبل الفجر . هذا بالإضافة أن الدين الإسلامي سمح للشريكين الصائمين ممارسة بعض صور التعبير عن الحب وعن العاطفة خلال فترة الإمساك. مشاكل الجُماع بعد الإفطار: إن وجبة الإفطار تشكّل الطعام الاساسي للصائم خلال شهر رمضان المبارك.وبما أن الصائم يُفرط عادةً في تناول الطعام والشراب اثناء الإفطار، فإنه سيشعر بعد ذلك (اي خلال الفترة الهضمية ) بميلٍ للنوم والإسترخاء. وبما أن ممارسة الجماع في فترة ما بعد الإفطار يتطلب مجهوداً عضلياً وعصبياً ،فإن ذلك سيؤدي الى مشاكلٍ هضمية ،والى عدم نجاح العلاقة الحميمية. لذلك، يُفضّل عدم ممارسة الجماع الّا بعد مرور ثلاث ساعات على الأقل، وذلك لمنح الجسم الفرصةلإجراء عملية الهضم بشكلٍ طبيعي ،لاسيما عندما يكون الإفطار غنياً بالدهون و السكريّات. عقد القران في رمضان:هل هو حلالٌ أم حرام؟ في الواقع،لا يوجد في الشريعة الإسلامية أي نهيٍ عن الزواج خلال شهر رمضان الفضيل ،ولا خلال غيره من اشهر السنة .ولكن ،بما أن الصائم يمتنع في رمضان، عن الطعام والشراب و الجماع خلال فترة الإمساك أي من الغروب الى الفجر،فان الصائم يواجه خطر عدم إمساك نفسه جنسياً،الأمر الذي من شأنه ان يُفسد صيامه.