تشهد الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين مدينتي أكدز وزاكورة توسعة عبر أشطر، وبالنظر إلى أن الطريقة محادية في كثير من الأحيان لأشجار النخيل التي تشكل الواحة، لم تتوانى الشركة الموكل إليها تنفيذ المشروع، لم تتواني عن اجتثاث عدد من أشجار النخيل، تارة لبلوغ العرض الكافي للطريق و تارة أخرى بدعوا حجبها للرؤية بالنسبة للسائقين، خصوصا في منعرجات لم تعرف أبدا أي حوادث في السابق. ولعل أكثر ما يثير الاستغراب هو صمت المسؤولين و المعنيين بحماية الواحات سواء على المستوى المحلي، الجهوي، أو الوطني مع العلم أن اجتثاث شجرة نخل واحدة بالمنطقة يعادل قطع رزق أسرة قد تكون كل ما تملك. وإذا افترضنا أن الشركة حصلت على ترخيص لقطع أشجار النخيل، من رخص لها في ذلك؟ ألم يكن من الأجدر تعويض الأشجار التي لا مناص من قطعها مع تجنب ذلك قدر المستطاع، بشجيرات توزع مجانا على السكان المحليين هناك؟ يضم القانون المغربي عدد من التشريعات التي تحمي الواحات من جهة و أشجار النخيل من جهة أخرى ولعل ظهير 1929 المتعلق بالنخيل 1929 والمناطق الواحية، والقانون رقم 01/06 الصادر بالجريدة الرسمية سنة 2006 المتعلق بالتنمية المستدامة لمناطق النخيل الذي يفرض على المتسببين في اجتثاث النخيل دون الحصول على ترخيص من المسؤولين، عقوبات زجرية تصل إلى 5000 درهم في حالة اقتلاع شجرة نخل مع تشديد العقوبة وفي حالة العود. لتبرز مسألة طالما أرقت المواطنين هناك في أكثر من مناسبة: من يراقب تطبيق القانون في مثل هذه الحالة عندما يكون الضرر مزدوج بين مواطن مغلوب على أمره من جهة، و موروث بيئي نالت منه وما تزال سنوات الجفاف و بعدها حملات تخريب شنها عدد من المهربين في سنوات التسعينات حيث نقلوا أعدادا هائلة من الأشجار لتستعمل في تزيين إقامات فخمة و شوارع المدن الداخلية على غرار مدينة مراكش. أي حضارة مشوهة تلك التي تبدأ بكارثة بيئة بكل المقاييس ، والقضاء على موروث بيئي يمنع بأي شكل من الأشكال الاعتداء عليه في مناطق أخرى عدا في هذه المنطقة؟ أم أن الحقوق فقط لمن له القوة على حمايتها و استرجاعها إن ضاعت، ومادام الأمر يتعلق بأناس لا حول لهم و لا قوة فلا ضير؟ لا يجب بأي حال من الأحوال التفريط في شجرة واحدة من موروث بيئي استغرق عقودا من الزمن حتى ينموا كما هو الآن. لتمتد إليه جرافات مستتمر همه إتمام عمل بأسهل الطرق وبتواطؤ واضح مع المسؤولين بالمنطقة. كلها أسئلة لن يكون للجواب عنها أي فائدة في ضل استمرار اجتثاث أشجار النخيل هناك كل ذنبها أنها في منطقة لا يعرف أهلها أحد يسمع شكواهم و يحفظ حقهم.