كسرت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني بأقصري جدار الصمت الذي كان يلازمها،وذلك بوقوفها جانبا لجنب مع ساكنة أقصري فيما يعرف بالوقفة الاحتجاجية ضد رئيس المجلس الجماعي لأقصري، بعد تقصيره وإهماله المتعمد تجاه نداءات الاستغاثة يوم السبت الماضي، جراء وقوع حادثة سقوط أحد المواطنين في أحد المنعرجات بدراجته النارية، مما تسبب له في نزيف دموي حاد على مستوى الرأس. هذا وطالب المواطنون يوم السبت في اتصالات متعددة ومسترسلة للرئيس وظل هاتفه يرن دون مجيب، وذلك لإرسال سيارة إسعاف لنقل الضحية ، غير أنه كان للرئيس رأي آخر، حيث أزال مفاتيح سيارتي الإسعاف من سائقها وأودعها في مكتبه. وهذا حسب تصريحات سائق سيارة الإسعاف . وبين الاتصالات وطول الانتظار استعانت الساكنة بسيارة إسعاف تابعة للجماعة القروية لإيموزار والتي لبت النداء سريعا، لكن توفي الضحية متأثرا بجروحه بعد فوات الأوان في ظل تقصير سافر ومتعمد من رئيس جماعة أقصري على حساب عداوته السياسية مع الدوار ، مما ولد ذلك استنكارا وسخطا كبيرين من لدن الرأي العام المحلي . جمعيات المجتمع المدني باعتبارها ممثلين للساكنة شجبت في بيانها لتصرفات الرئيس اللاإنسانية مع هذه الحالة، واعتبرت أنها ليست الأولى بل الثالثة في غضون السنة، وأشارت إلى أن الرئيس علل موقفه بشكل لا يقبل العقل ولا المنطق تجاه الوقفة الاحتجاجية والي نظمت صباح يوم الاثنين الماضي، وأضاف في بيان نشرته الجريدة أن الوقفة مجرد تصفيات حسابات انتخابية و دليل على فشلهم الذريع في الانتخابات، أسلوب منحط ورذيل، دليل على تراوغ الرئيس والإفلات من العقاب . ولم يقف بيان الرأي العام للجمعيات الموقعة عن هذا الحد، بل طالبت الجهات المعنية وعلى رأسها السيد.والي الجهة لإرسال لجنة تحقيق في ملابسات الحادث، كما طالبت أيضا عبر نفس البيان المجلس الجهوي للحسابات للوقوف على العديد من الخروقات التي تشوب مداخيل الجماعة أبرزها مداخيل وقوف السيارات بوادي الجنة والتي يقر فيها جماعة أقصري بدخل زهيد بلغ 400 درهم شهريا بذل ما هو على أرض الواقع من انتعاشة على مستوى مواقف السيارات لكثافة الزوار لهذه المنطقة السياحية. كما ذكرت الجمعيات أيضا بأن الرئيس أمر قبل سنة بقطع المياه عن تلاميذ مدرسة هارون الرشيد، الذين يعانون مع طول المسافة وبعدهم عن المؤسسة قرار رئيسهم بقطع مياه الشرب لهؤلاء الأطفال البررة. البيان هذا أرعب سيادة الرئيس وجعله في حيرة من أمره، هل يوجه نفسه للساكنة ويعتذر أم يوجهه نفسه للجمعيات وينتقم، وهذا الأخير هو الأقرب حسب بعض المقربين منه حيث من المنتظر أن يقوم الرئيس بيان مضاد موقع من طرف الجمعيات المنعمة عليها بمنحه السنوية، فيما سيقوم بمنع منح الجمعيات الموقعة في هذا البيان، مما يؤكد لا محالة أن الجرح غائر وأن السكين وصل للعظم وبات يستعمل سياسة التهويل والوعيد للجمعيات التي طالبت والي الجهة أخذ الأمر بعين الاعتبار وردع كل متلاعب بمنح الجمعيات.