دائما ما كان للرياضة مكانة مهمة جدا في المجتمع, و هي تلعب دورا هاما في التكوين الاجتماعي للأفراد و خصوصا المتمدرسين منهم, من الابتدائي وصولا للثانوي و الجامعي, كما هو الشأن في أغلب دول العالم, خصوصا المتقدمة منها رياضيا, و التي تشجع الشباب على ممارسة الرياضة عبر كل مراحل تعلمهم.. لكن هذا ليس حال الجامعات المغربية, التي تعاني كثيرا في هذا الجانب, فبعد مرحلة الثانوي يجد الطلبة أنفسهم غير ملزمين بممارسة الرياضة, حيث تبقى اختيارية و لا تخصص لها حصص محددة لممارستها, كمادة بجانب ما يدرسه الطلبة في الكليات, وهذا ما يظهر غياب سياسة واضحة للجامعة في هذا الشأن, لتبقى الرياضة الجامعية تعيش العشوائية, و عدم الإكثرات بما قد تزخر به الجامعة من مواهب و إمكانيات بشرية ,مما يسمح لها بلعب دور مراكز التكوين الرياضية, بإمكانها تطعيم الساحة الرياضية الجهوية و بل الوطنية, و جامعة ابن زهر لا تشكل الإستثناء في هذا المجال, رغم أنها تتوفر على منتخبات بنتائج لافتة في مختلف الرياضات, كفريق ألعاب القوى و فريق كرة اليد و منتخب الجامعة للريكبي المقبل على المشاركة في الدور الثاني من إقصائيات البطولة الجهوية المؤهلة للبطولة الوطنية في الريكبي, كما أن ما يخصص من إمكانيات مادية لا يزال غير كافي لتغطية حاجيات المنتخبات الجامعية, و بل حتى طريقة تكوين بعض الفرق تتم بدون معايير واضحة المعالم, أكثر من ذلك يطفو إلى السطح مشكل غياب المنشئات و الملاعب الرياضية الكفيلة بتوفير مجال يسمح بممارسة الرياضة كما يجب بالأخص بعد بناء أجنحة دراسية جديدة فوق الملعب السابق الذي كان مخصصا لكرة اليد و كرة السلة, بالإضافة لكل ما ذكر لا يجب إغفال مشكل غياب التنافسية و الممارسة بانتظام لدى لاعبي هذه المنتخبات الجامعية, إما بسبب الإمتحانات الجامعية أو لإنشغال بعض هؤلاء اللاعبين بعمل يغطون به مصاريف دراستهم الجامعية, التي كان من المفترض أن تكون الجامعة توفرها لهم عن طريق منحة رياضية, كمقابل لممارستهم مع منتخباتها, و هذا ما قد يحفز الطلبة على المشاركة بكثافة و إهتمام أكبر بالرياضة الجامعية. و في إنتظار حلول عاجلة و فاعلة للنهوض بالرياضة الوطنية, تبقى الرياضة الجامعية تعيش حالة مماثلة لما يحصل مع الرياضة الجهوية و بل الوطنية كذلك, من إرتجالية في التسيير .