يشتكي المئات من المواطنين بالجماعة الحضرية لسبت الكردان بإقليم تارودانت و الدوّاوير المجاورة لها، من تردي الخدمات الصحية أو غياّبها في الكثير من المرات بالمستوصف الصحي الذي أطلقَ عليه بعض شباب المنطقة إسم "القِفَارْ"، تشبيها منهم له بالصحراء، و ذلك لخلوّه من أبسط تجهيزات الإسعافات الأولية: " آلة قياس ضغط الدم، قنينة الأوكسيجيّن، كراسي مُتحركة….". ففي تصريح لبعض مواطنيّ المنطقة للجريدة، أكدوا أن المستوصف لا يُوفر أبسط شروط العلاج للمرضى القادمين إليه، حيث يشهد تكرر غياب طبيبيّه (طبيب وطبيبة) أو تأخرهما في القدوم، و حتى إن قدما لا يزيد عدد الحالات التي يعاينونها عن 4 حالات أو خمسة ويغادرون تاركين خلفهم العديد من المرضى القادمين من مناطق بعيدة. هذا ناهيك عن عدم وجود ممرضين يواكبون عدد ساكنة المنطقة التي يتجاوز تعدادها العشرة آلف نسمة، دون إغفال تلاعب ممرض بالأدوية و تعامله بمنطق "الوجهيّات" حيث يحرم منها المرضى الفقراء بدعوى عدم وجودها، و يُمَكِنُ منها بعض المعروفين و النافذين بالمنطقة. و أضافوا أن أغلب المرضى هم معوزون و لا يملكون إمكانية الكشف لدى عيادة خاصة، إذ كشفوا للجريدة تناسل عدد العيّادات الطبية بفيلاج سبت الكردان (4 عيادات خاصة)، موضحين أن أغلب المرضى، و في غياب تطبيب مجاني بالمنطقة، يلجأون للتكلّف و الإقتراض و الكشف في عيادة خاصة، مما يطرح تساؤل حوّل من يرخصّ لمثل هذا الحجم من العيّادات في فيلاج لا يتوفر فيه حتى "الواد الحار". و للتأكد من خدمات المستوصف الصحي بالمنطقة، ربطت الجريدة الإتصال بأحد الفاعليّن الجمعوين و الحقوقيين بالمنطقة، طلب عدم ذكر إسمه، حيث أكد لمنبر الجريدة ما جاء على لسان المواطنين و أضاف: " أن سبت الكردان يعيش معضلة صحيّة كبرى، إذ لا يُعقل أن يظل المستوصف الصحي بنفس الحجم و بنفس المعدات منذ ما يقارب العشرين سنة، ناهيك على غياب دار الولادة و غياب الممرضة المشرفة على إستقبال النساء اللواتي في حالة مخاض، إذ تأتينا شكايات من مواطنين رفضت الممرضة المشرفة على التوليد إستقبالهن و تُحيّلهن على المستشفى الإقليمي بالمنطقة دون ان تُكبد عناء الكشف عن حالتهن". و أكد نفس المتحدث بسخرية :" أن ما يتغيّر في المستوصف هو طلاء جدرانه الخارجي و هذا أيضا يتم عبر "تَصَدُق" أحد المحسنين بثمن الدِهان، و أضاف أن المنطقة تشهد نمو ديموغرافيّا سريعاً لا تتمشى معه نوعية الخدمات الصحية التي تقدمها. و ختم تصريحه على كون فعاليات المجتمع المدني المفروض عليها دقّ ناقوس خطر الوضع بالمنطقة و تنفيذ وقفات و تقديم شكايات، تم تكبيله و خندقتُه في إطار فدالية المجتمع المدني من طرف حزب العدالة والتنمية الذي يشرف على تسيير الجماعة الحضرية للكردان. ". و في زيارة الجريدة للمستوصف صبيحة الثلاثاء 21 أبريل 2015، وقفت على فوضى تعمّ المستوصف وعدد كبيراً من المرضى المرابطين أما باب الطبيب أو المنتظرين خارجاً، و تزامن حضور الجريدة مع غياب الطبيبة دون أن تُقَدم للمرضى الذين بفعل ضرائبهم تستخلص مرتبها الشهري، توضيّحات عن سبب غيابها. يذكر أن بعض شباب المنطقة كانوا قد نفذوا وقفتين إحتجاجتين أمام باب المستوصف للفت نظر المشرفين على قطاع الصحة بالمنطقة، لكن ظلّ الحال كما هو عليه بل يزداد سواءً يوما بعد يوم.