الدشيرة, مقاهي , مطاعم , قاعات اللعب , محلات تجارية, مدارس, معاهد, سيارات كثيرة والمارة اكثر, هكذا هو شارع بئر انزران بالدشيرة . سيارات اجرة هنا وهناك وروائح الاكل تغطي مدخل الدشيرة وكأنك في محطة شيشاوة . حركة دائمة ليل نهار فهي المدينة التي لا تنام. واكثر شيء يثير في هذه المدينة هو المقاهي, حيث ان المتجول في شارع الدشيرة يجد كل خطوتين مقهى وبين مقهى ومقهى مقهى . وكلها ممتلئة على اخرها خصوصا في المساء , فكل من خرج من عمله يصل رحمة في المقهى قبل عودته لبيته. يحتسي كأس شاي او قهوة ويقرأ جريدة .وهناك من يجدها فرصة لتبادل اطراف الحديث مع اصدقائه او مراقبة المارة في الشارع والتمتع بضجيج السيارات . كذلك هو الامر بالنسبة لهشام,وهو شاب في الثلاثينيات من العمر .فالجلوس في المقهى بالنسبة له اصبح ادمان وعادة لا يمكنه الاستغناء عنها. فكل يوم يقضي على الاقل نصف ساعة في المقهى يشرب قهوته ويدخن السجائر,ولا ينسى متابعة مستجدات كرة القدم وأخبار الفتيات اللواتي يمرون امام المقهى كل يوم. وهناك فئة اخرى تخالف هشام في كيفية استمتاعه بالمقهى , فهي تعتبر ان المقاهي هي مكان للاستمتاع بشكل اخر ونسيان هموم البيت والعمل .وذلك من خلال قراءتهم للجرائد وحل الكلمات المتقاطعة .ومنهم من يحضر معه حاسوبه المحمول لاكمال عمله . اما الفئة الجمعوية في الدشيرة فهي تتخد المقهى احيانا لعقد اجتماعاتها خارج مقر الجمعية لمحاربة الروتين ومناقشة مستجدات العمل الجمعوي والسياسي بالمنطقة . كل المرتادين على المقاهي يستمتعون بوقتهم في المقهى كل واحد بطريقته الخاصة.الا المارة فانهم لا يجدون نفس المتعة التي يجدها الجالسون .فلبنى مثلا طالبة جامعية تشتكي دائما من معاكسات الجالسين بالمقاهي بالاضافة الى اعاقتهم الطريق الرئيسية .وتقول انها دائما ما تجد نفسها تضطر للنزول الى الشارع وتعرض بذلك نفسها لحوادث السير وعرقلة حركة المرور نظرا لكثرة الناس الذين يستغلون مكان وقوف السيارات في طريقهم.هذا بالاضافة الى ا ن اي شخص يمر بجوار المقاهي الا ويدخن بالمجان . وتتسائل لبنى الا يوجد قانون يمنع التدخين في الاماكن العمومية والمقاهي واخراج الكراسي للخارج؟ هكذا هي الدشيرة بين مستمتع بالجو ومتضايق من الزحمة وكثرة المقاهي.