«صدمنا من هول هذه الجريمة التي نزلت كالصاعقة على المنطقة»، يقول أحد القاطنين بدوار «السفيرات»، مضيفا أنه طيلة حياته لم ير ولم يسمع مثلها، ولم يكن ينتظر أي أحد أن يكون الفاعل هو أحد أبناء المنطقة، المعروف بحسن طبعه وطيبة أخلاقه، فضلا عن أنه متزوج وله أسرة من خمسة أفراد، وأحفاد من بنت متزوجة. كان يعيش الجاني حياة عادية مثله مثل باقي أهل دوار اولاد امحمد، المجاور للضيعة الفلاحية المتواجدة بقرب ساكنة «السفيرات»، الذين يمتهن أغلبهم المجال الفلاحي، وتشتهر منطقتهم بزراعة الموز والأفوكا والكاكاو، فضلا عن الخضروات المسقية. بضواحي القنيطرة تقع جماعة بنمنصور التي كانت مسرحا للجريمة التي اهتزت لها منطقة الغرب، وبالضبط بالضيعة الفلاحية التي تعود ملكيتها للمدعو (خ.ق)، مسؤول متقاعد بوزارة المالية، حيث كان يشتغل موظفا بالأملاك المخزنية. تقع الضيعة التي تقدر مساحتها بأكثر من 125 هكتارا، بدوار "السفيرات"، وتعرف بزراعة الحوامض والأفوكا المعدة للتصدير. والتي تشتغل بها يد عاملة موسمية تفوق 70 فردا من الرجال والنساء، من بينهم خمسة عمال فلاحيين رسميين لقوا حتفهم تباعا على يد محمد الغراس، الذي اشتغل بالضيعة ذاتها لأكثر من 20 سنة. ورجحت مصادر مقربة من التحقيق، أن يكون الجاني هو محمد الغراس في الخمسينات من عمره، والذي انتحر برميه بنفسه داخل بئر عمقه 30 مترا يوجد وسط الضيعة الفلاحية. بعدما أنهى فصول المجزرة الدموية التي انطلقت ليلة الجمعة الماضي، عندما تسلل تحت جنح الظلام وباغت حارسين في باب الضيعة بضربات غادرة بواسطة ساطور وتركهما جثتين هامدتين. وبعدها دخل وسط الضيعة حيث يوجد منزل مسيرها وزوجته الحامل وابنه ذي الثلاث سنوات ونصف العام، حيث أكمل فصول الجريمة بتصفية مسير الضيعة بأن وجه إليه ضربات قاتلة في الرأس والجسد. يمكن الاطلاع على مزيد من التفاصيل المثيرة في جريدة " الأخبار" ليوم غد.