استطاعت مؤسسة المبادرات التنموية لعمالة إنزكان أيت ملول ،التي هي تنظيم جمعوي يضم كافة الأطر العليا و المتوسطة العاملة بالعمالة ونفوذها ،أن ترتقي بمبادرتها و تعمل على تطويرها ،حيث نظمت يوم السبت 11 أكتوبر 2014 ،كرنفال بيلماون بودماون في نسخته الثالثة تحت شعار " الذاكرة و الهوية في خدمة التنمية "،تنظيما يجمع ما بين الأكاديمي والذي يتجلى في إسناد إدارة المهرجان للعميد السابق لجامعة ابن زهر الدكتور أحمد صابر،والباحث الأنتربولوجي الحسين أبويعقوبي وبعض الفاعلين الجمعويين المتميزين في الابداع التراثي المادي و اللامادي .مما يبين أن المهرجان يشق طريقه نحو العالمية ،حيث عرف مشاركة كل من دولة السينغال و جزر الكناري وروسيا .هذا ويسعى المنظمون إلى ربط هذه المناسبة الاحتفالية بالتنمية الاجتماعية و الاقتصادية ،وذلك من خلال تسويق هذا المنتوج وهذا المجهود الابداعي في صناعة الأقنعة و في إعداد اللوحات و استخدام الألوان،والعمل على إقحام هذا الموروث في دليل السياحة ،وأيضا تجسيد الحضارات المغربية الأمازيغية الأصيلة و العريقة في تاريخ شمال إفريقيا .إلى ذلك ،انطلق الموكب الاستعراضي للكرنفال من المستودع البلدي لمدينة إنزكان متجها صوب ساحة سيدي فارس بالدشيرة الجهادية مرورا بشارع محمد الخامس ،حاملا معه رسائل متعددة ومعبرة منها ما يدعو إلى الأمن و السلام و الانفتاح على الثقافات الأخرى وكذلك محاربة آفات المخدرات ، ومنها ما يتقمص لأدوار شخصيات من الواقع المعاش . وعلى بعد كيلومترين ونصف يرقصون تحت نقرات الطبول و نغمات المزمار ،لباسهم جلود الماعز ،أزقة مدينة إنزكان و الدشيرة الجهادية أضحت مسرحا مفتوحا ،أبطاله يمثلون بالسجية ويستمر بوجلود [ بولبطاين ،بيلماون ،هرما ،إصوابن ....] ساعات دون تعب ،والساكنة توافدت على جنبات الشارع تقدر بأزيد من 200 ألف متفرج ،حسب المنظمين ،انبهرت بفسيفساء هذا الابداع الشبابي ،وتمنت بدل المزيد من الجهود في النسخة المقبلة لمنح لهذا الكرنفال تيمة و هوية تجسد الثقافة الامازيغية بكل ثناياها .وجدير بالذكر ،أن هذه النسخة الثالثة عرفت مشاركة 3000 مشارك ،يمثلون تنسيقية كل من إنزكان ،أيت ملول ،المزار،أزرو،القليعة ،تمسية و أولاداحو .فكان التنظيم الأمني محكما وناجحا ولم تسجل أية حالة سلبية مقارنة مع السنوات الماضية . وفي هذا الصدد ،أكد السيد عبد الله البراني منسق هذه الدورة ،لأكادير24،أن مؤسسة المبادرات التنموية لعمالة إنزكان أيت ملول ترنو أن تعيد الاعتبار لهذا الموروث الثقافي الأمازيغي ،الذي كان عرضة للإهمال لسنوات خلت ،والذي يرتبط إيتمولوجيا بلحظة عيد الأضحى ،باعتباره تراث ا للامادي يجب تتمينه بالمهننة والعمل على الرقي به إلى أحسن حلة و الوصول به إلى العالمية .فضلا على استثمار هذا الموروث الثقافي ليصبح قاطرة للتنمية وموردا من موارد إغناء ثقافي وسياحي بعمالة إنزكان أيت ملول ،نظرا لاستقطابه أسر خارج المدينة .مضيفا أن الشباب و الجمعيات يتخذون هذا الكرنفال مجال للإبداع و الابتكار و حلبة للتنافس بتقديم لوحات استعراضية ،وذلك لأجل استرجاع العنصر الدرامي[ أسايس ]. إلى ذلك ،أسدل الستار على هذه التظاهرة الاحتفالية يوم الأحد الجاري 12 أكتوبر 2014 ،بتنظيم سهرات فنية أمازيغية بكل من الدشيرة ،إنزكان وأيت ملول ،وتميزت هذه النسخة بتكريم الفنان و النحات محمد الحنفي ،كاتب كلمات مجموعة إزنزارن ،وعدة شخصيات من قدماء بيلماون بالمنطقة و المهتمين بهذا التراث ،وتقديم الجوائز لأحسن الفرق المشاركة .