القضايا الوطنية الاخرى منظورها لايمكن ان يصيب الناس بالعطش والجوع ويؤثر بشكل اني على الوجود واستمرار الحياة كالماء نحن فعلا امام مأزق كبير من اشكالية شح المياه ونضوب الموارد السطحية والجوفية والضغط المتزايد على الحقينة المخزنة والموجودة بفعل الجفاف الذي يبدو تأثيره على بعض القرى الجبلية،والسكان والتخلي الكلي عن قطيعتهم ونشاطهم في تربية الماشية او الرعي، نحن نتجه تدريجيا نحو العجز و الإفلاس المائي ببعض المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية والوسط والشرقية، نحن بحاجة الى منظور وسياسة مائية جديدة تأخذ بعين الاعتبار مدارج التنمية الفلاحية والصناعية والسياحية، وأساليب علمية وعملية في نمط الاستهلاك الذي يجب ان يتغير، مواضيع تفرض نفسها في العقود القادمة او السنوات القليلة، وإلا فنحن امام اكبر تحد هددالمغرب في العقود الغابرة الا وهي عودة المجاعة وعام الجوع ، والنزوح الكلي نحو المدن ولربما عودة السيبا، واللاستقرار، وحسب علماء الاجتماع فالذي يجعل الانسان مستقرا وتابثا هو مصادر المياه التي تؤمن له الاستقرار وتطوير الأنشطة المختلفة، والحروب القادمة ليست حروب نفط او ذهب، على حد تعبي الخبراء بل هي حروب مصادر الماء ومن يمتلك الماء يمتلك الأستقرار والتنمية والتطور، ومن لا يمتلكه يقضي حياته في البحث والترحال واللاستقرار، المغرب أمن احتياجاته في عهد سابق على يد المغفور له الحسن الثاني وهو الان بحاجة الى تعبئة كوادره العلمية والتقنية وقواه الحية من اجل تأمين تجاوز العجز المائي وتفادي الإفلاس في التنمية .