المالومي، نزيهة مفتاح وكريمة الصقلي وبادارا سيك وآخرون صنعوا أقوى لحظات الدورة. على إيقاعات الجنون الموسيقي للفنان الكبير ادريس المالومي وفرقته وبتكريم كل من عمر السيد وعلال يعلى وأحمد اليابوري، اختتمت بورزازات ليلة الأحد 25 ماي الجاري على فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للشعر والموسيقى (تماوايت) بأمسية تكريمية احتضنها بهو قصبة تاوريرت التاريخية تم خلالها تكريم كل من الفنانين الكبيرين عمر السيد وعلال يعلى من مجموعة ناس الغيوان والأستاذ الكبير أحمد اليابوري بحضور حكيمة الحيطي، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالبيئة وعامل الاقليم وشخصيات مختلفة. وتميزت الأمسية الاحتفائية بتقديم فرقة ادريس الملومي لفقرة فنية على شرف المحتفى بهم استهلها المالومي بقوله " بفرح حقيقي نسعد بأن نكون إحدى المقترحات الجمالية لمهرجان تماوايت ونسعد أكثر بأن نشارك أصدقاءنا في الدورة بتقديم عرضين ، وتكتمل الليلة سعادتنا بأن نقدم مقترح مهدى الى جميع جمهور تماوايت وبصفة خاصة الى احدى القامات الشامخة لتاريخ موسيقانا المغربية الراقية عمر السيد ومايشكله عمر السيد من ذاكرة حقيقية للفعل الموسيقى الذي يحاول عادة الانفلات من الضجر والمعتاد في الاشتغال الموسيقي بصفة عامة . فمساهمة منا في الذهاب الى هذا الفرح وهذا الانتشاء وهذا الانتماء الى فعل الانتباه الى ذاكرتنا ومحاولة الصلح مع ذواتنا بأن نقدم مقطوعة نهديها الى عمر السيد بكل الانتشاء الذي استطعنا اليه سبيلا ، نحاول في هذه اللحظة أن نخلق فكرة موسيقية بسيطة تحاول أن ترسل محبة حقيقية للانسان ولتجربة ناس الغيوان وماتشكله بالنسبة الينا" واستطرد "شخصيا حينما أرى قامة من قبيل عمر السيد أشعر بأننا قريبون من هزم خسائرنا الثقافية والفنية الكثيرة ولو قليلا". كما عرفت الأمسية فقرات موسيقية لكل من مصطفى الوردي وعبد الحق مبروك وفقرات أخرى. وليلة السبت كان الجمهور على موعد مع الأمسية الثالثة للمهرجان والتي عاد من خلالها الفنان الكبير ادريس المالومي الى منصة قصر المؤتمرات في عرض ثان بعنوان " مزيج" والذي رافقته فيه المطربة كريمة المالومي وسعيد المالومي و الحسين باكير، عرض أدهش الحاضرين وسافر بهم في عالم الموسيقى الراقية والغناء الممتع بالصوت الجذاب لكل من كريمة وادريس المالومي. فضلا عن قراءات شعرية لكل من قاسم الأنصاري والشاعرة الفرنسية " كاتي ألييكرا" والشاعر موحا بنساين… وعرفت الأمسية توقيع اتفاقيتي شراكة الأولى بين جمعية انفاس واتحاد كتاب المغرب، والثانية بين مهرجان تموايت و مهرجان توزرت بتونس. أما الأمسية الثانية ليلة الجمعة فقد شكلت سفرا ممتعا في عوالم الشعر والموسيقى العالمية من خلال عرض " أشعار العالم" للفنانين الكبار كريمة الصقلي وبادارا سيكا وموحا ملال وأداء شعري متعدد اللغات للشاعر العملاق مولاي ادريس المدغري رفقة العازفين مصطفى الوردي على آلة العود، عبد الله الشرادي على الكمبري ، مصطفى جبراوي في الايقاع، سعيد مراد بالقيتارة ومحمد بلغال على البيانو. كما أدى الفنان عبد الحق مبروك معزوفات رائعة ، فضلا عن قراءات شعرية لكل من الشاعر الليبي محمد الدونكلي والشاعر التونسي شكري الميعادي والشاعر الأمازيغي ابن ماسة عبد الله طايرة. وكانت فعاليات الدورة قد انطلقت مساء يوم الخميس المنصرم بافتتاح معرض الفن التشكيلي وسهرة أولى ميزتها قراءات شعرية للشاعر التونسي الهادي الجزيري وقصائد زجلية للشاعر المغربي المقيم بفرنسا محمد الغازي قبل أن ينطلق عرض " عين القلب" الذي امتزجت ترانيم العود بأنامل ادريس المالومي وايقاعات سعيد المالومي والحسين باكير بقصائد عبد اللطيف اللعبي أضفى عليها أداء الشاعر عبد الحكيم أيت تكنوين طابعا خاصا بعدما تعذر حضور الشاعر الكبير عبد اللطيف اللعبي الذي يمر بوعكة صحية، وبصمت نزيهة مفتاح بحنجرتها الذهبية على العرض الذي لقي تجاوبا كبيرا من الجمهور الذي تابعه بانضباطه المعهود. كما عرفت الدورة تنظيم ندوتين فكريتين ، الأولى في موضوع" الثراث اللامادي في المحيط المنجمي " من تنشيط الأستاذين لحسن أيت لفقيه و زايد أوشنا والثانية في موضوع " الشعر والموسيقى والتصوف" نشطها كل من الدكتور عبد الإله بن عرفة والأستاذ التهامي الحراق. وبالموازاة مع المهرجان احتضن بهو قصر المؤتمرات معرضا للفن التشكيلي شاركت فيه كل من فاطمة ملال، أولكا ليلى الروسية المستقرة بمراكش ، كايتي من فرنسا ، أسماء فطول من الخميسات ، موحا ملال، عمر أقصبي… كما استفاد تلاميذ مؤسسات تعليمية من ورشة لفن التصوير الفوتوغرافي أشرف على تأطيرها كل من عبد الواحد التيجاني ورشيد الفضيل وسمير الحسيني وحسن الصياد عن جمعية مغرب الصورة لإشعاع فن التصوير من مدينة الدارالبيضاء، فضلا عن ورشة للقراءة مع التلميذات والتلاميذ أطرتها الكاتبة المصرية سماح أبو بكر عزت المتخصصة في كتابة قصص الأطفال. يذكر أن المهرجان من تنظيم جمعية أنفاس ورزازات للبحث الفني والثقافي بشراكة مع المجلس الإقليمي لورزازات والمجلس البلدي للمدينة وبدعم من وزارة الثقافة ، مؤسسة مناجم والمجلس الإقليمي للسياحة في الفترة الممتدة من 22 إلى 25 ماي 2014 بقصر المؤتمرات.