فقط لو تعلمون كل اولئك المتفرجين الذين يحجزون مقاعدهم في المقاهي ساعات قبل المباراة، الفقراء منهم يتقشفون طيلة الأسبوع لتحصيل دريهمات "القهوة"، فقط لو تعلمون كم المشاعر التي تتدفق منهم وهم يرددون الشعار الوطني ولو تلعثما وأيديهم على قلوبهم، فقط لو تعلمون كم يصفقون لكم، يشجعونكم، يصيحون لكم، يهتفون بأسمائكم صحيحة، يتناقشون فيما بينهم بعنف دفاعا عنكم وهن خططكم وحركاتكم وتمريراتكم يتألمون إذا أصيبتم في كاحلكم ورؤوسكم، لو تعلمون حجم الأمل الذي يرونه فيكم، وحجم السعادة المؤجلة التي يسترجونها منكم، فقط لو تعلمون كم الحزن الذي ينتابهم عندما يسجل علكم، عندما تنهزمون، عندما تقصون، وتعودون أدراجكم ككل مرة. لو تعلمون السكتة القلبية التي تصيب المغرب في ثانية ما بعد التسجيل في مرماكم والصمت الرهيبالذي يخيم على سماء المدن والقرى، فقط لو تعلمون 90 دقيقة من الأحاسيس الوطنية التي تعذبهم، حجم الثقة التي يضعونها فيكم كل سنة وكل كأس وكل تصفيات وإقصائيات ونهائيات، لو تعلمون كم مرة أقسموا بابائهم وأبنائهم ودينهم أنهم سيقاطعونكم ثم يعودون كإمرأة معنفة. لو تعلمون حتى وبعد الخسارة كيف يهونون عليهم وعليكم ب "لعبو مزيان، الزهم ماعندهمش"، فقط لو تعلمون من أنتم بالنسبة إليهم إلى هذا الشعب الذي وطنيته في منتخبه ومنتخبه ليس في وطنيته. لو تعلمون كم هم ضعفاء أمامكم وأبرياء…فقط لو تعلمون كل هذا…لسجلتم 30 مليون هدف اعتذارا لكل طفل وامرأة ورجل وشيخ وعجوز في هذا البلد.