تمطر السماء على غير عادتها بحجارة ثلج ، قطرة مطر بحجم الدمع المنهمر، سرعة الضوء القاتل، صاعقة تضرب القلوب الميتة التي استفاقت بعد الرعد الأحمر، عيون غافلة فتحت بعد غبار كان يسودها ، تتعامى عن الواقع المر الكئيب يصيح يستجدي هل من منقذ؟؟بالطبع لا ! فالكل منشغل و منغمس في دنياه العابرة الأخاذة بالفكر إلى الحظيظ ، مجتمع ساقط سأتجرأ قليلا في قولها ، ساقط ، لا تحتاج و لو قليلا من الارتجالية ، ساقط ثالثا... فقير يذل و يقمع و يكد طوال اليوم للقمة عيشه البسيطة، غني لا يكلف نفسه حتى النظر للقاعدة . كيف يعيش الناس ؟ لا علم له ، مجتمع الطبقية و التقشف حتى النخاع و يقولون الديمقراطية عن أي ديمقراطية يتحدثون ! حقا لا أدري سوى عكسها تماما ، الشر دائما غلاب والخير لا يملك أصحاب، شاعر يكتب في الغزل و شكوى الغرام خوفا من القمع لا يكتب عن ماله من حق ، و آخر يحذر من هوى النفس كرسالة غير مباشرة، و الآخر منشغل في مدح سيده مقابل دريهمات اختلسها من الغير الضعيف، متمرد لقي مصرعه في حادثة مجهولة، عاهل يتمادى في استغلال سلطته و لا هناك من يعارض ... حالات كثيرة و لو شئت المرور عليها كالكرام لا أستطيع ، سيف قضاب يقطع رأس الثائر على النظام ، و تبر يقدم طبقا جاهزا لمن يساير النظام و لو نفاقا أو بالأحرى رغما عنه، اضطررنا إلى أن نسجي جثثنا الهامدة بأيدينا و ترعرعنا والانسياق و عقلية القطيع ، انصب الدمع و سال حتى حل مكانه الدم و ما من مستجيب سوى الله القدير، حالة يرثى لها للخلف الذي نأمل له الأفضل من الحال الآنية المؤسفة، حروف تكتب بدم اعتصر من قلب جريح يحكي و يتحسر لنفسه عن حال ليس كالأحوال و يقنع نفسه أنه في أحسنها أملا في تحسنها لأحسن حال.