بسم الله الرحمان الرحين و الصلاة و السلام على سيد الصائمين و إمام القائمين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و التسليم. لقد طرق بابنا طارق الخير و النجاة، و نادى منادٍ بأن جاء رمضان..جاء شهر الخيرات.. جاء شهر القرآن .. فيا باغي الخير أقبل..و يا باغي الشر أقصر. مرحبا يا رمضان جئتنا و قد بلغت ذنوبنا عنان السماء ، أقبلت علينا و حال أمتنا على أسوء حال . مرحبا رمضان أهلَّت علينا نفحاتك و تباشيرك و نحن في حال جديد، و في عزم شديد ، و أمل في التغيير أكيد ، أمل في أن ندخل مدرستك و نتخرج منها و نصبح عباد لله صالحين ، و لباب الله طارقين ، و لدعوة الله ناصرين . فمرحبا بك نزلت سهلا وحللت أهلا . فضائل شهر رمضان: لرمضان فضائل كثيرة ، و مزايا عديدة ، لم تكن لغيره من الشهور و الأحاديث التي تثبت و تأكد ذلك كثيرة نذكر منها ما يلي ؛ عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال "يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، شهر جعل الله صيامه فريضة ، وقيامه ليله تطوعا ، ومن تقرب فيه بخصلة ، كان كمن أدى فريضة فيما سواء ، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه ، ومن فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه ، وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء قالوا : يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم ؟ فقال رسول الله : يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة ، أو شربة ماء ، أو مذقة لبن ، وهو شهر أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ، من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له ، وأعتقه من النار ، فاستكثروا فيه من أربع خصال : خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غناء بكم عنها . فأما الخصلتان اللتان لا غناء بكم عنهما فتسألون الله الجنة ، وتعوذون به من النار ، ومن سقى صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة". رواه ابن خزيمة في صحيحه. و كذلك قوله صلى الله عليه و سلم ;"من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "متفق عليه. فضائل البر و الإحسان في رمضان: نظرا للمنزلة العظيمة التي يحتلها شهر رمضان الأبرك، جعل الله تعالى أجر الأعمال الصالحة فيه أضعافا مضاعفة بالمقارنة مع سائر الشهور الأخرى، و من ذلك؛ 1 الصدقة؛ إذ قال صلى الله عليه و سلم؛"أفضل الصدقة صدقة في رمضان" . رواه الترمذي 2 قيام الليل ؛ إذ قال الرسول صلى الله عليه و سلم ؛"من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"متفق عليه. كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم يُحْيِي ليالي رمضان ، و إذا كان العشر الأواخر أيقظ أهله ، و كل صغير و كبير يطيق الصلاة . رواه مسلم 3- تلاوة القرآن الكريم ؛ كان سيدنا رسول الله عليه أفضل الصلاة و التسلم يُكثر من تلاوة القرآن الكريم في رمضان، و كان جبريل يدرسه القرآن في رمضان . رواه البخاري. 4 الاعتكاف؛ فقد ثبت عنه صلى الله عليه و سلم أنه في العشر الأواخر من رمضان كان يعتكف كم جاء في الحديث الذي ترويه سيدتنا عاشة رضي الله عنها أنه كان صلى الله عليه و سلم يعتكف العشر الأواخر حتى توفاه الله". رواه البخاري. برنامجي في رمضان: قال الحسن البصري رضي الله عنه؛"يا ابن آدم، إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك" . و قال أيضا ؛ "ما من يوم ينشق فجره، إلا وينادي: يا ابن آدم، أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد، فتزود مني، فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة " . فلنكن في رمضان اكثر شحا في وقتنا، و نغتنم الشهر حق اغتنام ، فهي فرصة للنجاة قد لا تعوض، فكم من أناس صاموا معنا و اليوم نراهم قد ارتحلوا . و هذه بعض الأعمال التي تعيننا ما أمكن على اغتنام شهر رمضان في بعض الطاعات؛ -1- تجديد النية مع الله تعالى . قال بن المبارك ؛ "رب عمل صغير تعظمه النية ، و رب عمل كبير تصغر النية" . -2- المحافظة على الصلوات الخمس في المسجد مع الحرص على الرواتب و النوافل القبلية و البعدية . -3- الحرص على صلاة التراويح . قال صلى الله عليه و سلم ؛"من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". متفق عليه. – 4 – الإكثار من تلاوة القرآن الكريم مع التدبر . -5 – التقليل من الكلام في هذا الشهر الأبرك و الإشتغال بذكر الله و الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم . – 6 – . الإكثار من الدعاء فللصائم دعوة لا ترد. – 7 – خدمة دعوة الله و ذلك بالحرص على أن تكون سببا في توبة أو هداية شخص. – 8 – الحرص على الاعتكاف في العشر الأواخر من الشهر الكريم فتلك فرصة للخلوة مع الله . -9 – إفطار صائم ؛ قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ " من افطر صائما كا له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص من أجرالصائم شيء ". رواه الترمذي . احذر من بعض السلوكيات: الإفراط في الطعام و إتخام المعدة بشتى أصناف الأكل، الإكثار من مشاهدة التلفاز و الجلوس في الحاسوب لساعات طوال، احذر من الكلام في أعراض الناس، و تتبع عوراتهم فتلك الغفلة بعينها، السهر بالليل قد يؤدي بك إلى إضاعة قيام الله وحتى صلاة الصبح في جماعة، احذر ما أمكن تجنب الجلوس في الطرقات، حفاظا على طهارة عينك من الحرام، و احرص ما أمكن بعمارة المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة، وختاما نسأل الله تعالى أن شهر رمضان علينا باليمن والإيمان و السلامة و الإسلام، كما نسأله عز و جل أن يجعلنا من عباده الصالحين الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون .