شهر رمضان شهر مبارك يهل علينا فى كل عام مرة، وله فضائل عديدة لا تحصى من أهمها: 1- المغفرة لمن صامه وقامة: وعد الرسول صلى الله عليه وسلم من يصومه مؤمنا محتسبا بالمغفرة والرحمة من الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. (متفق عليه) كما وعد الرسول صلى الله عليه وسلم من يقوم ليله مؤمنا محتسبا بالمغفرة والرحمة أيضا من الله فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. (متفق عليه) 2- مضاعفه الأجر بغير حساب: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث القدسى عن الرب عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به. (متفق عليه) ومعلوم أن كل الأعمال والعبادات لله تعالى ولكن نسب الله عز وجل الصيام لنفسه تشريفا وتعظيما لهذه العبادة كقوله سبحانه: (ناقة الله)، وقوله تعالى: (إن المساجد لله)، فهذه العبادة سريه بين العبد وربه يتبين فيها الإخلاص بأعلى درجاته، فلهذا كان شرفها عاليا، وكذلك نسب سبحانه الجزاء إليه فإن كانت الحسنه بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، فإن نسبه الجزاء من الله إلى نفسه دليل على سعه العطاء والثواب من الجواد الكريم لأهل الصيام فى هذا الشهر العظيم. 3- قبول الدعاء: ومن فضائل هذا الشهر الفضيل أن دعاء الصائم لا يرد لقوله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، ودعوة الصائم حتى يفطر – وفى رواية – حين يفطر، ودعوه مظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب عز وجل: وعزتى لأنصرنك ولو بعد حين. (أخرجه أحمد، والترمذى، وابن ماجه) 4- الشفاعة: ومن فضائل هذا الشهر الفضيل أنه يشفع للعبد يوم القيامة لقوله صلى الله عليه وسلم: القرآن والصيام يشفعان للعبد يوم القيامة، فيقول الصيام أى ربى منعته الطعام والشهوات فشفعنى فيه، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعنى فيه. (أخرجه أحمد، والطبرانى) 5- حصول الثواب بتفطير الصائمين: ومن فضائل هذا الشهر الفضيل أن الصائم بإمكانه أن يحصل على أجر أكثر من صائم لقوله صلى الله عليه وسلم: من فطر صائما كان له مثل أجرة غير أنه لا ينقص أجر الصائم شئ. (أخرجه أحمد، والترمذى) 6- العمرة فيه كحجه: ومن فضائل رمضان أن العمرة فيه تعدل ثواب حجه مع الرسول صلى الله عليه وسلم لقوله: عمرة فى رمضان كحجه معى. (متفق عليه) 7- اختصاص الصائمين بباب الريان: ومن فضائل الصائمين على سائر الخلق يوم القيامة ما ورد عن لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: إن فى الجنة بابا يقال له باب الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال أين الصائمون فيقومون فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد. (متفق عليه) 8- فتح أبواب الجنة، وإغلاق أبواب النار وتصفيد الشياطين: من فضائل رمضان أن تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار. عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين. (متفق عليه) وفى رواية لأحمد: وينادى فيه ملك: يا باغى الخير أقبل ويا باغى الشر أقصر حتى ينقضى رمضان. فيا طالبى الخير ويا منتظري موسم التجارة مع الله: ها هو رمضان قد دنت أوقاته وأظلتكم أيامه وساعاته فاستقبلوه بتوبة صادقه، وأكثروا فيه من قول لا إله إلا الله، والاستغفار، وسؤال الجنة، والتعوذ من النار. فهو شهر عظيم احرصوا فيه عباد الله على التزود من الخير والطاعات بتلاوة كتاب الله، وبالمداومة على ذكره، وصله القربى، والعطف على المساكين والفقراء والتصدق عليهم، والمداومة على قيام الليل، والدعاء لأنفسكم وأهليكم وللمسلمين عامة. 9- اختصاص الأمة بفضائل جمة: ومن فضائل هذا الشهر العظيم ما رواه أبو هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: أعطيت أمتى خمس خصال فى رمضان لم تعطها أمه قبلها: أ- خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. ب- تستغفر لهم الملائكه حتى يفطروا . ت- يزين الله عز وجل كل يوم جنته ثم يقول: يوشك عبادى الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونه ويصيروا إليك . ث- ويصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون فى غيرة . ج- ويغفر لهم فى آخر ليله، قيل يا رسول الله أهى ليله القدر؟ قال: لا ولكن العامل يوفى أجرة عند انقضاء عمله. (أخرجه أحمد) [المؤونه: مشاغل الحياة ومتاعها]. 10- تكريم الأمة بنزول القرآن: ويكفيه فضلا أنه اختاره سبحانه موعدا للقاء السماء بالأرض، فقال عز من قائل: {شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}... [البقرة: 185] فرمضان هو شهر القرآن والقرآن هو المنهج القويم وحبل الله المتين الذى لا تنتهى عجائبه على مر السنين والأيام، من تمسك به اهتدى على الصراط المستقيم، قال صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. (أخرجه البخارى) 11- تكريم الأمه بليلة القدر: ويكفيه فضلا أنه اشتمل على ليله القدر التى هى خير من ألف شهر كما قال الله تعالى {إنا أنزلناه فى ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر...} [القدر:3-1] وقال صلى الله عليه وسلم: إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليله خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم. (أخرجه ابن ماجه) 12- مضاعفه الأعمال فيه: ومن أعظم فضائله أيضا أن العمل فيه مضاعف ويبارك للمؤمن فيه بالرزق فقد قال صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليله خير من ألف شهر، شهر جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير ما كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزاد فيه رزق المؤمن فيه، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجرة أن لا ينقص من أجره شئ، قالوا يا رسول الله: ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعطى الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة او على شربه ماء، او مذقه لبن، وهو شهر أوله رحمه، وأوسطه مغفرة، وآخرة عتق من النار، من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له، واعتقه من النار، واستكثروا فيه أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غناء بكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما الخصلتان اللتان لا غناء بكم عنهما: فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار، ومن سقى صائما سقاه الله من حوضى شربه لا يضمأ حتى يدخل الجنة. (أخرجه ابن خزيمه فى صحيحه) فاحرص أخى الفاضل وأختى الفاضلة كل الحرص على أن يكون صيامك كصيام الصالحين، وذلك بغض البصر، وحفظ اللسان، وكف السمع عن كل مكروه ومحرم، وكف بقيه الجوارح عن الآثام، ومنها تحرى الحلال والبعد عن الشبهات، وتقليل الطعام فى الإفطار لتقوى النفس على التقوى، فالمقصود الأعظم من الصوم تصفيه القلب، وتفريغ الهم لله عز وجل تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم قال صلى الله عليه وسلم: شهر رمضان شهر كتب الله عليكم صيامه وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامة إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. أخرجه النسائى وابن ماجه