الحايك رمز من رموز الثقافة الشمالية المغربية، وجزءً من موروث شعبي تقتخر به المرأة المغربية عبر الزمان، فلطالما أضفى عليها سحرا وجمالا خاصا . الحايك هو ذلك اللباس التقليدي ذو القيمة الحضارية العريقة، والمكنون الثقافي الاصيل، المكوّن من قطعة واحدة وبلون ابيض ناصع والذي كان يصنع بخيوط القطن او الصوف حيث كانت النسوة تعمدن إلى حياكة الصوف وغزله قبل أن تتوجهن به إلى النساجين والذي كان يعرف قديما ب "الدرزات" في المدينة القديمة وكان ايضا هناك سوق اسبوعي يقام في السوق "دْبَرّا" لبيع الحايك المصنوع في البوادي هذا الكساء الذي كانت تضعه النساء في بعض مدن شمال البلاد فوق ملابسهن عند الخروج من بيوتهن . الحائك هو زي يغطي جسد المرأة من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها، ويغطي أيضاً جزءاً من وجهها حيث لا تظهر سوى عيناها، ويشبه "الحايك" الذي تعرفه نساء الجزائر وليبيا، هذا اللباس التقليدي الذي كان شريكا مهما في سنوات الإستعمار والنضال حيث كان أداة للمجاهديين والفدائيين الذين كانوا يدثرون به ويتخفون خلفه للتنقل بعيدا عن مراقبة سلطات الإستعمار، لم يكن الحايك يأخذ طابعا دينيا بقدر ماكان رمزا لعادات وتقاليد خاصة بمدن الشمال، حيث يشير إلى نوع من العفة والحشمة ويضفي على الفتاة الوقار والاحترام . في الوقت الذي لا تزال فيه ألازياء التقليدية لبعض المناطق محافظة على وجودها ك "الملحفة" التي تعرف بها نساء المناطق الصحراوية، إنقرض الحايك ولم يعد له أثر لا في المدن ولا في القرى هذا اللباس الاصيل الذي شكل قطعة ثمينة في حقبة زمنية طويلة، تحول تدريجيا بفعل عوامل العصرنة إلى زي "الجلابة" الذي انتشر في البدء بغطاء الرأس "القب"، وبأكمام طويلة، لكن سرعان ما صار جلابة بلا "قب" وبأكمام قصيرة . من الجميل ألا تقاوم المرأة المغربية التغيير وتطورات العصر، ولكن الاجمل هو أن نحافظ على عادات وتقاليد اثثت تاريخنا وبصمت حياة أجدادنا ونورثه للاجيال القادمة ككنز وتراث من الماضي الجميل