بعيدا عن الخرجات الإعلامية والتحركات اللافتة للأنظار، يقود مصطفى تمسطاس، الوجه السياسي البارز في مدينة تطوان، حملة صامتة واستباقية لوضع الترتيبات الأساسية التي من شأنها أن تبوأ حزب الاستقلال مكانة متقدمة خلال الاستحاقات المقبلة ليتمكن من أن يكون فاعلا أساسيا في تشكيلة المكتب المسيّر المقبل لمجلس جماعة تطوان. وبعدما ظن متتبعو الشأن الحزبي والسياسي بأن حزب الاستقلال انتهى انتخابيا في مدينة تطوان، وانعدمت حظوظه ليعود بتمثيلية للمجلس الجماعي، أو ليظفر بمقعد برلماني، خلق مصطفى تمسطاس المفاجأة من خلال عودته إلى البيت الاستقلالي الذي ترعرع فيه لسنوات طويلة، وراكم من خلال أنشطة أجهزته تجربة سياسية كبيرة. وترشح تمسطاس الذي يشغل حاليا منصب رئيس مصلحة الشؤون الإدارية والقانونية والمنازعات بالمجلس الإقليمي لعمالة تطوان، لأول مرة في مساره السياسي في القوائم الانتخابية لحزب الاستقلال سنة 2003، ولم يترشح بعدها في أي حزب غير "الميزان"، رغم معانقته في فترة لاحقة لحزب غادره هو الآخر ليعود للبيت الاستقلالي. ويراقب متتبعو الشأن المحلي في تطوان على غير العادة تطورات البيت الاستقلالي عن كثب، وذلك إذ أصبح منافسا قويا على رئاسة جماعة تطوان بعد اقتراب تمسطاس من نيل التزكية من نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال الذي استقبله في وقت سابق وتسنى له التعرف عن قرب بتمسطاس ومساره السياسي والمهني كذلك. ويبدو أن بركة ارتاح إلى عرض مصطفى تمسطاس ومساره الذي بدأه سنة 1997 وتولى فيه منصب النائب الثاني لرئيس الجماعة الحضرية لتطوان (سيدي المنظري)، وعضوية المجموعة الحضرية لتطوان، ورئاسة لجنتها المالية والقانونية، وعضوية المجلس الإقليمي لولاية تطوان، ورئاسة اللجنة المالية والشؤون القانونية كذلك. وشغل ابن المدينة العتيقة لتطوان والحاصل على الإجازة من الدراسات الأساسية، والذي يتقن ثلاث لغات أجنبية، مناصب مهمة، منها منصب رئيس مصلحة الشراكات والاتفاقيات مع الجماعات الترابية بإدارة مجلس جهة طنجةتطوان، ومنصب مدير ديوان رئيس المجلس الإقليمي لعمالة تطوان، ومنصب مدير مصالح مجموعة الجماعات الترابية صدينة للبيئة بعمالة تطوان. وحصل تمسطاس مؤخرا خلال استحقاقات حزبية داخلية متعلقة باختيار وكيل لائحة حزب الاستقلال في الانتخابات الجماعية المقبلة على أغلبية أصوات مجلس الفرع، وذلك بعد اقتناعهم بالعرض والبرنامج الذي من شأنه أن يقنع الناخبين في المدينة بالتصويت على رمز "الميزان" ليتمكن من تدبير شؤون المدينة بالشكل الذي يليق بها ويستحقه سكانها. ويشار إلى أن حزب الاستقلال سيقدم زوال يوم الأحد المقبل خلال دورة عادية لمجلسه الإقليمي، مرشحه في الانتخابات التشريعية المقبلة بتطوان، تحت إشراف رفيق بلقرشي، عضو اللجنة المركزية ونائب المنسق الجهوي للحزب بجهة طنجةتطوانالحسيمة، فيما ينتظر أن يقدم وكيل لائحته في الانتخابات الجماعية في غضون أيام مقبلة.