بعد الاتفاق الذي تم بين أنصار حمدي ولد الرشيد، بحزب الاستقلال، وأنصار حميد شباط، الأمين العام للحزب، والقاضي بتأجيل انعقاد دورة المجلس الوطني التي كانت مقرر اليوم السبت، والدعوة لمؤتمر استثنائي يوم 29 من شهر أبريل الجاري، بدأ نزار البركة، في إعداد العدة التنظيمية وتعبيد الطريق نحو كرسي رئاسة حزب علال الفاسي والإطاحة بحميد شباط وتياره الذي يستحوذ على الحزب. وانتعشت حظوظ البركة أكثر بعدما اتفق ولد الرشيد وعبد القادر الكيحل، الذي ناب عن شباط في جلسة الصلح، على تعديل المادة 54 في اتجاه السماح لكل الاستقلاليين بالترشح للامانة العامة، في الوقت الذي تنص المادة المذكورة حاليا على السماح بهذا الترشح فقط للذين سبق لهم أن كانوا في عضوية آخر لجنة تنفيذية، وهو الشرط الذي لا يتوفر في البركة إلا بعد تعديل المادة المذكورة في المؤتمر الاستثنائي المقبل. وبعدما غاب لمدة طويلة عن هيئات الحزب، عاد البركة بقوة إلى الواجهة التنظيمية لحزب الميزان. ودشن هذه العودة بالمقال الذي حرره غداة الخرجة الإعلامية لشباط في موضوع "مغربية موريتانيا"، وحصول أزمة ديبلوماسية بين المغرب والجارة موريتانيا، بسبب هذه التصريحات، إذ قدم البركة نفسه البديل للعودة بالحزب إلى مسار الأجداد. ومنذ ذلك الحين، لم يعد نزار البركة يتردد في حضور الأنشطة الخاصة بحزب الاستقلال، لاقناع الاستقلاليين بأنه يمكن أن يكون البديل لشباط، من أجل العودة بحزب الاستقلال الى سكته الصحيحة، والقطع مع الأخطاء السياسية التي كلفت حزب الميزان كثيرا، وظهر ذلك من خلال تقهقره داخل البرلمان، بتراجع عدد مقاعده. ولوحظ أن البركة أصبح شديد الحرص على مشاركة الأنشطة التي تقوم بها هيئات حزب الاستقلال، بصفحته على "فيسبوك"، مرفوقة بصور يظهر فيها شخصيا، بعدما جعل في خلفية صفحته الفيسبوكية صورته الشخصية مع رمز حزب الاستقلال، وحرص على تعريف نفسه بكونه عضو المجلس الوطني للحزب، وتجنب تقديم الصفة الحالية التي يشغلها، وهي رئاسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. وكان آخر نشاط شاركه البركة على صفحته، هو ندوة انعقدت أمس الجمعة، بمؤسسة علال الفاسي حول "واقع السيادة الوطنية". وظهر البركة في عدد من اللقاءات التنظيمية الداخلية بعدد من المدن المغربية تحضيرا للمؤتمر الوطني الانتخابي المقبل لحزب الاستقلال، من بينها، لقاء تواصليا عقده البركة مع أعضاء المجلس الوطني لحزب الاستقلال لاقليمي أسفي واليوسفية. وتم هذا اللقاء من أجل التداول في موضوع "إنقاذ الحزب وتحقيق التغيير المنشود"، بحسب المنظمين. وعقد البركة فضلا عن ذلك اجتماعات أخرى مع أعضاء المجلس الوطني وبرلمانيي ورؤساء الجماعات وأطر الحزب بأقاليم برشيد وسطات، وخريبكة وبنسليمان. وتأتي كل هذه اللقاءات وغيرها، في سياق إقناع الاستقلاليين بمختلف المدن بالتصويت لصالحه ليكون أمينا عاما للحزب. وموازاة مع هذه اللقاءات التي يعقدها البركة، حرص في كل مرة على الخروج بتدوينات فيسبوكية يظهر فيها للاستقلاليين أنه يمسك العصا من الوسط، ويقدم نفسه نموذجا في التوافق داخل حزب الاستقلال، وذلك في سياق التوتر الحاصل بين أنصار شباط، وأنصار حمدي ولد الرشيد. وأكد البركة في أكثر من تدوينة أن المطلوب من الاستقلاليين الاحتكام إلى القانون مدعوما بالتوافق المسؤول، "بعيدا عن كل أشكال ديكتاتورية الإجماع القسري الذي يعطل النقاش الحقيقي وترتيب المسؤوليات"، حسب البركة. وقال في تدوينة أخرى "كما يعلم جميع الاستقلاليات والاستقلاليين، إني أرفض وبكيفية مبدئية ومطلقة جميع الأساليب والممارسات التي تعتمد على السجال والعنف بمختلف أشكالهما اللفظية والرمزية والمادية…الخلاف في الرأي أو الاختيار ينبغي أن يدبر بالإنصات والحوار والإقناع، وبالتحلي بالحكمة ورصانة الموقف والتعقل وتغليب المصلحة العليا للوطن وللحزب بعيدا عن الأنانيات".