أكدت الكاتبة الأمريكية الشهيرة ستيسي شيف، أنها لم تكن تتوقع ان تحقق كل هذا النجاح سواء في الولاياتالمتحدة أو في أوروبا لأحدث روايتها "كليوباترا"، والتي تكشف من خلالها العديد من الأساطير المرتبطة بآخر ملكات مصر، قبل سقوطها أيد الرومان. وفي تصريحات لوكالة (إفي) من نيويورك، قالت ستيسي : "عادة لا أفكر إذا كان كتاب ما سيحقق نجاحا أم لا، أركز فقط في أن أضع على الورق بالصورة الأكثر صدقا، ما يدور في رأسي، وفي هذه الحالة قررت كشف كل الأساطير المغلوطة المرتبطة تاريخيا بحياة وممات كليوباترا". توضح الكاتبة الأمريكية (1961) ان هذه الرواية استغرقت منها خمس سنوات، وذلك للإلمام بكل ما يحيط بحياة هذه الشخصية الأسطورية، بصورة أمينة، آخذة في الاعتبار اللبس والخلط الكثير الذي اكتنفها، فيما حرصت على التقاط الإشارات التي لها مرجعيات تاريخية بشأن أسلوب حياة كليوباترا في مصر القديمة. وكانت المحصلة النهائية من هذا الجهد البحثي والأدبي هي رواية "كليوباترا .. قصة حياة"، والتي ستنشر ترجمتها الإسبانية غدا الثلاثاء عن دار "Destino" ، والتي تسعى بحسب قول المؤلفة الحاصلة على جائزة بوليتزر عامي 1995 و 2000 ، إلى تحطيم الصورة التي صاغها التاريخ عن كليوباترا، والتي تصورها على أنها امرأة جميلة غانية، كاشفة أنها كانت سياسية محنكة وخبيرة استراتيجية بالفطرة. تؤكد ستيسي أن "كليوباترا كانت امرأة تتمتع بطموح ليس له حدود، لدرجة أنه ما كان شيئا ليقف في سبيل وصولها إلى عرش مصر، وبالتبعية للمحافظة عليه والاستمرار على رأس الأمر، كما كانت تتمتع بكاريزما لا تنافس، كما كانت تتمتع بالحنكة والدهاء وعرفت كيف تقود سفينة البلاد في ظل أمواج عواصف عاتية". وتوضح الكاتبة أن الرواية تحمل العديد من المفاجآت للقارئ، الذي يعرف والذي لا يعرف شيئا عن حياة كليوباترا، التي لم تكن من أصول مصرية بل يونانية مقدونية، وكانت تتحدث عدة لغات، وأن جمالها لم يكن فتاكا كما يزعم بل كان لها أنف معقوف حير العديد من المتكالبين عليها، كما أنها كانت تقية وورعة أكثر منها امرأة عرفت بغرامياتها وأهوائها. وترى ستيسي أن "الإيقاع برجلين بمثل قوة ودهاء يوليوس قيصر ومارك أنطونيو، يتطلب شيئا أكثر بكثير من مجرد امرأة جميلة، وهو ما جعلها تمثل خطرا على الرومان، المجتمع الذي لم يكن يعترف أصلا بحقوق النساء". وعن إنجازات آخر ملكات مصر قبل تحولها إلى مستعمرة رومانية، أشادت ستيسي بالإصلاحات الاقتصادية التي أجرتها كليوباترا، كما نجحت في الحفاظ على استقرار البلاد في ظل التقلبات السياسية والظروف الصعبة التي مرت بها مصر، ونجحت في إنقاذها من حرب أهلية محققة. وأعربت الكاتب الأمريكية عن أسفها أنه بالرغم من كل هذه الإنجازات لا تزال حياة كليوباترا، تحيطها الأساطير، كما لا توجد معلومات موثقة لتفند هذه المزاعم، وهو ما جعلها عرضة لظلم كبير عبر التاريخ، بدءا من فكرة موتها المبكر بصورة غامضة، وحتى اليوم. وقالت : "تم تشويه كليوباترا عبر التاريخ بمجرد انتهاء عصرها، لنجد أمامنا في النهاية صورة تعبر عن المرأة نموذج الشر عند الشرق التي تسببت في هزيمة حبيبها واحتلال بلادها". وفي هذا السياق أوضحت أن "الرومان هم أصل كل المفاهيم المغلوطة عنها، يليهم في ذلك كلا من ويليام شكسبير ودانتي، مرورا بكل من كتبوا عن هذه الشخصية التاريخية عبر العصور، وكل من قدم الشخصية على الشاشة خاصة إليزابيث تايلور التي ارتبطت بها، بالرغم من أن لعنة كليوباترا، ساهمت في سقوط الفيلم جماهيريا وإفلاس شركة الإنتاج.