تكتسي المشاريع الضخمة التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمنطقة الجرف الأصفر أهمية كبيرة، وذلك على مستوى تأهيل الاقتصاد الوطني للتنافسية الدولية المطلوبة في ظل اقتصادات عالمية متردية. فالمغرب يجني طبعا ثمار نتيجة الثقة في تطوير رؤية ذكية ذات أبعاد مستقبلية هادئة ومتفائلة. وتعتبر هذه المشاريع جزءا من بنية تحتية ذات طابع عالمي، عن طريقها انخرط المغرب في الاقتصادات الصاعدة كالبرازيل والهند وباكستان والصين وإتيوبيا. وعلى سبيل الذكر لا الحصر الطريق السيار الجديدةآسفي التي ستصبح جاهزة السنة المقبلة. هذا الطريقسيمكنمنفكالعزلةعنآسفي،إذانطلقتبهالأشغالقبلشهور،وهوالمشروعالذيسيربطآسفيبالجديدة،باستثمارإجماليقدره 8، 4 ملاييردرهم.وستساهمهذهالطريق،التيتمتدعلىطول 143 كيلوميترا،والتيتعتبرمشروعامهيكلايروممواكبةالتنميةالهامةالتيتعرفهاجهةدكالة- عبدة،فيتثمينالقدراتالسياحيةوالصناعيةوالتعدينيةالتيتزخربهاهذهالجهةالوسطىمنالمملكة. وستكونلهذاالمشروع،الذيسيربطحاضرةعبدة،بباقيالمناطقالمحاذيةعبربنيةتحتيةمنالطرقالسيارةالحديثة،انعكاساتإيجابيةعلىالمنظومةالسوسيو- اقتصاديةللمنطقةوعلىسلامةالمسافرين. ومن بين هذه المشاريع مراكز التخزين والحديقة الصناعية الكيميائية الكبيرة بالجرف الأصفر واللوجيستيك على مستوى الموانئ وتطوير البحرية. وستساهم هذه المشاريع في بعث دينامية بالمحور المركزي للفوسفاط بالمغرب . وسيتولى المحور الجديد، استقبال كافة أنشطة الموقع الحالي للمجمع الشريف للفوسفاط بآسفي. كما سيمكن هذا الموقع الجديد، الممتد على مساحة 1300 هكتار، من تثمين الخصائص المتميزة لفوسفاط حوض الكنتور في مرحلة أولى، وفوسفاط حوض مسقالة بمنطقة الصويرة غير المستغل، في مرحلة ثانية. وسيخصص نشاط "محور فوسفاط آسفي" في جزء منه لتصنيع الأسمدة السائلة ومنتجات أخرى، إضافة إلى منتجات خاصة كالفوسفاط الغذائي والأحماض الخاصة وأسمدة تيراكتيف. وسيضم المركب المستقبلي خمس وحدات إنتاجية للحامض الكبريتي ، ومحطة حرارية لتوليد الطاقة الكهربائية، وخمس وحدات لإنتاج الفوسفور، ووحدات لإنتاج أسمدة "مختلفة ، ووحدة لمعالجة الحامض الفوسفوري، ووحدات لتصنيع منتجات خاصة ومبتكرة. وسيعتمد المغرب مبدأ القوة الناعمة والتحكم في الأسواق من خلال تطبيق سياسية مقرونة باستغلال الفوسفاط، وتتبلور من خلال المشاريع التي تم تدشينها، وبذلك يكون المغرب قد طور ريادة ذكية على مستوى السوق العالمية. هذه الريادة لا تنبني فقط على مقاييس تقليدية مرتبطة بحجم الإنتاج والعمليات التجارية، لكن أيضا بتحسين القدرات وتحقيق قيمة مضافة تتوخى التحكم في الأسواق العالمية. وهذه الاستراتيجية ستجعل من المغرب قطبا في مجال الفوسفاط منظم الاختصاص قادر على أن يوازن الغياب المؤقت أو الدائم لمنتجين آخرين في السوق. وتعتمد الاستراتيجية المغربية على الشراكة بين دول الجنوب، حيث إن التكوين الذي يستفيد منه مواطنو الدول الإفريقية يعتبر رافعة لتقوية السياسة الخارجية للمغرب، لهذا فالمغرب يكرس وضعه على صعيد القارة الإفريقية لخلق كفاءات. وهذا ناتج عن الديبلوماسية التي بادر بها جلالة الملك تجاه دول الجنوب عن طريق منح هبات مكونة من أسمدة فوسفاطية لبلدان دول الجنوب المتأثرة جدا بارتفاع الحرارة والرقي بالشراكة الصناعية الطموحة مع الغابون وتحقيق الأمن الغذائي. وينبغي التأكيد على أن هذه المشاريع تكرس مسألة التقارب بين مختلف السياسات العمومية، خاصة على مستوى الاستراتيجية المتعلقة بالإقلاع الصناعي المقدمة خلال سنة 2014 أمام صاحب الجلالة.