أشرف جلالة الملك يوم الجمعة، على إعطاء انطلاقة أشغال بناء الموقع الصناعي المندمج الجديد بمدينة آسفي (محور الفوسفاط بآسفي) الموجه لتطوير الأنشطة الكيماوية للمجمع الشريف للفوسفاط بالجهة. وعلى غرار « محور الفوسفاط بالجرف الأصفر « بالنسبة للمحور الشمالي للفوسفاط ( خريبكة - الجرف الأصفر )، سيساهم المركب الجديد في بعث دينامية بالمحور المركزي للفوسفاط بالمغرب الذي يضم مناجم بن جرير واليوسفية ( الكنتور). وسيتولى « محور الفوسفاط بآسفي» ، الذي رصد له غلاف مالي قدره 30 مليار درهم، تدريجيا، استقبال كافة أنشطة الموقع الحالي للمجمع الشريف للفوسفاط بآسفي، وهو ما يشكل فرصة لتطوير القدرات الإنتاجية وإحداث خطوط جديدة لتصنيع منتجات مبتكرة. وسيمكن هذا الموقع الجديد، الممتد على مساحة 1300 هكتار، من تثمين الخصائص المتميزة لفوسفاط حوض (الكنتور) في مرحلة أولى ، وفوسفاط حوض مصقالة بمنطقة الصويرة غير المستغل الى يومنا هذا، في مرحلة ثانية. وسيخصص نشاط «محور فوسفاط آسفي» في جزء منه لتصنيع الأسمدة السائلة ومنتجات أخرى، إضافة إلى منتجات خاصة كالفوسفاط الغذائي والأحماض الخاصة وأسمدة تيراكتيف. وسيضم المركب المستقبلي خمس وحدات إنتاجية للحامض الكبريتي بطاقة 1.4 مليون طن في السنة لكل منها، ومحطة حرارية لتوليد الطاقة الكهربائية بطاقة 350 ميغاواط، وخمس وحدات لإنتاج الفوسفور بطاقة 450 ألف طن في السنة لكل منها، ووحدات لإنتاج أسمدة «دي . أ . بي « و « تي . إس . بي» و « إن . بي . كا « ، ووحدة لمعالجة الحامض الفوسفوري، ووحدات لتصنيع منتجات خاصة ومبتكرة. وسيشتمل المركب الجديد، أيضا، على نظام لاستقبال وتوزيع لباب الفوسفاط ووحدة لانصهار الكبريت ومحطة لشفط مياه البحر ووحدة لتحلية مياه البحر. وقد رصد المجمع الشريف للفوسفاط مبلغا اجماليا قدره 3 ملايير درهم لبناء الأرصفة الموجهة لأنشطة المجمع بالميناء الجديد، والتي ستبلغ طاقتها الاستيعابية 14 مليون طن سنويا ، وستخصص الأرصفة الستة للمجمع الشريف للفوسفاط لمعالجة العمليات المرتبطة بالمواد السائلة والفوسفاط والأسمدة. وبمجرد دخول « محور الفوسفاط بآسفي « حيز العمل سيتم تأهيل الموقع الحالي إلى قطب تكنولوجي حقيقي. هكذا سيضم المركب منطقة صناعية مخصصة لشركاء المجمع الشريف للفوسفاط، فضلا عن مركز للتكوين للعاملين. كما سيحتضن مركزا للأبحاث والتطوير مخصصا للتكنولوجيات الجديدة في العديد من المجالات، منها الفوسفاط والطاقة والماء واختبارات خطوط الانتاج المبتكرة. وسيضم المركب كذلك مركزا لتكوين الكفاءات في مجال الصناعات الكيماوية. ويندرج هذا المركز، الموجود في طور الإنجاز بمبلغ إجمالي قدره 188 مليون درهم، في إطار برنامج للمجمع الشريف للفوسفاط يروم بناء خمسة مراكز لتكوين الكفاءات بمختلف مناطق تدخل المجمع (الجرف الأصفر - خريبكة - بنجرير- العيون- آسفي). كما أعطى جلالته انطلاقة أشغال بناء الميناء الجديد لآسفي الذي يعتبر مشروعا استراتيجيا سيعزز البنية التحتية للنقل البحري الوطني. ويندرج هذا الميناء الهام ، الذي سينجز على ثلاث مراحل ، في إطار الاستراتيجية الوطنية للموانئ في أفق 2013 ، التي تروم تثمين الامتيازات المقارنة للمغرب ، وتعزيز الجاذبية الاقتصادية للمملكة ، والظفر بحصة من سوق التجارة البحرية الدولية بين حوض البحر الأبيض المتوسط وأوربا، والشرق الأوسط وآسيا، وإنجاز موانئ فعالة تكون محركا للتنمية الجهوية وفاعلا لا محيد عنه بالنسبة لتموقع المغرب كأرضية لوجستية. ويهدف الميناء المستقبلي، الذي يقع على بعد 15 كيلومترا جنوب مدينة آسفي، والذي عبئت لمرحلته الأولى استثمارات قدرها 4 ملايير درهم، الى مواكبة قطاع الطاقة والصناعة الكيماوية للجهة، والاسهام في تطوير حركة النقل للحمولات الكبرى المرتبطة بالطاقة والصناعة المعدنية. كما سيتيح تزويد محطة الطاقة الحرارية الجديدة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بحاجياتها من الفحم الحجري سواء في مرحلتها الأولى أو الثانية ، وتوفير طاقة مينائية هامة وقابلة للتوسع لتلبية الحاجيات المستقبلية في ما يتعلق بنقل واردات وصادرات المكتب الشريف للفوسفاط وغيرها من حركة النقل في مرحلة ثالثة.